الحدث- وكالات
قمصان وسروايل قصيرة وقبّعات رياضية وأكسسوارات مختلفة بألوان العلم الأيفواري الثلاثة غطّت واجهات المحلات في مدينة أبيدجان، وذلك منذ أن خاض المنتخب الإيفواري لكرة القدم أولى مبارياته أمس ضمن فعاليات كأس افريقيا للأمم 2015 المقامة حاليا بغينيا الاستوائية. سلع قفزت سريعا إلى الواجهة، لتدرّ على التجار إيرادات إضافية أنعشت أنشطتهم، ورفعت عنهم الكثير من الكساد الذي كان يغشى محلاّتهم قبيل انطلاق التظاهرة الكروية الدولية.
البعض زيّن واجهات محلاّته بألوان المنتخب الإيفواري لكرة القدم الثلاثة، والبعض الآخر افترش الأرض، ورتّب عليها بضاعته التي أضحت مقتصرة، خلال هذه الفترة، على الملابس والأكسسوارات الرياضية، حتى غدت شوارع العاصمة الاقتصادية للبلاد شبيهة بلوحة مشكّلة من الألوان البنفسجية والبيضاء والخضراء. لا حديث لجميع أولئك التجار وصانعي تلك السلع سوى التظاهرة الكروية الدولية التي يخوض منتخبهم الوطني غمارها.. وما بين راض عن مردود اللاعبين، وبين منتقد لأدائهم، تمضي أمسياتهم، وهم يستعرضون بضائعهم لعشاق كرة القدم في البلاد.
الكأس الافريقية تعدّ فرصة ذهبية لهؤلاء المصنّعين والتجار الإيفواريين بشكل عام، فلقد أرهقتهم المنافسة الآسيوية لمنتجاتهم. منافسة أكّد العديد منهم أنها كانت قاسية إلى درجة جعلت أعمالهم تصل إلى أعلى مستويات الركود، ورغم ذلك، سعوا، بجهد، إلى التفوّق على المنتجات الآسيوية الوافدة بقوة، عبر تبني مقاربة تعتمد الجودة والإبتكار.
"نامامان فاديغا" يعمل تاجرا، قال في حديث عن الموضوع "نحن لم نعد في حاجة للذهاب إلى الخارج لابتياع القمصان والسراويل والمعدّات الرياضية، فهنا في أبيدجان، يوجد كلّ مبتغانا، ولدينا كلّ ما يلزم من الأقمشة ذات النوعية الرفيعة والخيّاطين المهرة".
العديد من الحرفيين في هذا المجال في أبيدجان ورثوا الولع بالخياطة أو مهنة الخياطة عموما عن آبائهم، والأهمّ من ذلك أنّ عملية تبادل الخبرات هذه تتم عن حبّ وبشغف، وهذا ما يترجمه تنوّع الملابس المعروضة والأكسسوارات.. فالعمل يعتمد بالأساس على مهارة ممزوجة باتقان وعشق للمهنة، بهدف تأجيج التنافس بين الدول في هذا المجال، بحسب شهادات متفرقة.
تاجر آخر من أبيدجان أشار، في تصريح للأناضول، إلى أنّ منتجاتهم متنوعّة، فـ "نحن نعرض رايات جميع المنتخبات المؤهلة لخوض غمار هذه الكأس الافريقية.. نحن نصنع قمصان جميع الفرق الرياضية من أجل أن يجد جميع المشجّعين رغباتهم ونلبي أذواقهم الرياضية المختلفة.. فخلال فعاليات هذه الكأس، تزداد أعباء عملنا مقارنة ببقية فترات العام، فنحن نستقبل الكثير من الأشخاص المولعين بهذه التظاهرة، ويعتبرونها من الكرنفالات النادرة".
ومن جانبه، أكّد أحد التجار الناشطين في مجال القمصان والسراويل الرياضية، ويدعى "عبدول كاريب"، إنّ "حاجة المشجّعين إلى الملابس الرياضية تزداد مع تقدّم المباريات، فحين يبرهن المنتخب الإيفواري عن أداء جيّد، ترتفع آليا نسبة مبيعاتنا المتعلّقة بالمعدات والملابس الرياضية، عكس ذلك، فإنّ سلعنا تشهد ركودا".
وأصاب المنتخب الإيفواري أنصاره بخيبة، يوم أمس الثلاثاء، خلال أولى مبارياته ضمن كأس افريقيا للأمم 2015، حيث لم تتمكّن الأفيال من إحراز التقدّم على منافسها المنتخب الغيني، واكتفت بانتزاع نقطة بعد تعادلهما بهدف لكل منهما في الجولة الأولى للمجموعة الرابعة من البطولة، أداء قال عنه النقاد بأنه لم يكن في مستوى انتظارات مشجّعي الفريق، وذلك بسبب غياب المهاجم ديديه دروغبا الذي اعتزل اللعب الدولي، رغم أنّ قائمة "الأفيال" مليئة بالعناصر ذات الخبرة أمثال يايا توريه، وجيرفينيو، وويلفيرد بوني.