الحدث لايت
التقطت نبتة تدعى "بيتي" تعيش في حديقة الحيوان بلندن، للمرة الأولى على الإطلاق، صورة سيلفي لها، خلال تجربة تفوق مجرد محاولة دعم حساب "إنستغرام".
ويقول العلماء إن نجاح هذه التجربة قد يحدث ثورة في مجال الحفاظ على النباتات في جميع أنحاء العالم، حيث أن "تعليم النباتات التقاط صورة سيلفي" سيجعل مراقبة الحياة البرية في الغابات المطيرة أكثر سهولة.
وتمكنت نبتة السرخس المسمات "بيتي"، بمساعدة باحثين من جمعية علم الحيوان بلندن (ZSL)، بعد اختراعهم كاميرا تعمل باستخدام الطاقة المولدة من النبتة.
وهذا الاختراع الثوري مكن العلماء من تسخير الطاقة الطبيعية التي تنتجها النباتات الحية لتوليد كميات صغيرة من الكهرباء، ما يسمح لهم "بالتواصل" مع الطبيعة.
وقام العلماء، في وقت سابق من هذا العام، بتركيب خلايا وقود جرثومية (خلايا الوقود التي تسخر طاقة البكتيريا)، في النبتة الموجودة في معرض Rainforest Life في حديقة حيوانات ZSL في لندن، حيث تسمح هذه الخلايا للنبتة بتوليد طاقة تعمل على تشغيل كاميرا منخفضة الطاقة وتلتقط صورة لها.
وتحقق هذه الخطوة تقدما كبيرا في جهود الحفاظ على النبات، حيث يتمثل الهدف الأساسي منها في تشغيل كاميرات وأجهزة استشعار وغيرها من المعدات التي تضمن مراقبة وحماية الحياة البرية.
ونجحت التجربة العلمية بعد أن تمكنت "بيتي" من التقاط صورة سيلفي لها دون أي تدخل بشري، أثناء قضاء فترة الصيف في نمو طاقتها، وتظهر الصورة بوضوح نبتة السرخس مع أوراقها الحساسة وسيقانها اللامعة.
وبفضل هذه الآلية، يخطط العلماء لمراقبة المواقع غير المضيافة والنائية للغابات المطيرة التي يصعب على البشر الوصول إليها، لتسجيل البيانات الرئيسية مثل درجات الحرارة والرطوبة ونمو النبات، وبالإضافة إلى أن هذه البيانات التي سيتم جمعها ستسمح بفهم العديد من التهديدات مثل التغير المناخي وفقدان الموائل للأنواع المختلفة.
وتم إنشاء الكاميرا منخفضة الطاقة من قبل شركة الذكاء الصناعي الأمريكية Xnor.ai، والتي يمكنها العمل على مدار 24 ساعة في اليوم، بفضل انخفاض استهلاكها للطاقة، حيث يمكن لنبتة صغيرة تشغيل آليتها.
ويقول العلماء: "معظم مصادر الطاقة لها حدود، ولذلك يجب استبدال البطاريات، ولكن يمكن للنباتات البقاء على قيد الحياة في الظل والانتقال بشكل طبيعي إلى وضع يسمح لها بامتصاص أشعة الشمس، وهذا يعني أن إمكانات طاقة النباتات لا حدود لها إلى حد كبير".