الثلاثاء  24 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل يمكن أن يخسر الجيش الأمريكي أمام الصواريخ الروسية؟

2019-10-22 09:13:05 AM
هل يمكن أن يخسر الجيش الأمريكي أمام الصواريخ الروسية؟
صاروخ اسكندر


 

  الحدث - جهاد الدين البدوي 

 نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" مقالاً للكاتب كليب لارسون والذي تحدث فيه عن أنه من الواضح أن روسيا هي أول دولة تمتلك صواريخ فرط صوتية تنطلق من الغواصات.

تشير المجلة إلى أنه كما أعلن مؤخراً، فإن صاروخ "تسيركون" الذي تفوق سرعته سرعة الصوت سيكون قريبا من أسلحة الغواصات الروسية الخطيرة، وهو ما سينوع القدرات الفرط صوتية لروسيا من الجو والبحر وتحت الماء، لتحقيق ميزة استراتيجية أكبر من الولايات المتحدة وحلفائها.

 يتساءل لارسون عن ماهية الصواريخ الفرط صوتية، وعن سبب خطورتها البالغة، ويرى أنه على الرغم وجود أنظمة مختلفة من الصواريخ، إلا أن الصواريخ الفرط صوتية هي الأساس في فئة الصواريخ التي تحلق بسرعات عالية جدًا.

 ويحلق صاروخ "تسيركون" بسرعة أعلى من 8 ماخ أي ما يعادل 10000كم/ الساعة تقريباً، ولن يكون أمام الأهداف المعادية سوى القليل من الوقت للرد على الصواريخ الفرط صوتية الروسية، إما عن طريق التهرب أو إسقاطها.

ويضيف الكاتب، أن الصواريخ الفرط صوتية لا تحتاج إلى حمل أي نوع من المواد المتفجرة، فتأثير الصواريخ التي تحلق بسرعات عالية للغاية سيؤدي إلى انفجار مرعب.

 يرى الكاتب أن المناورة والمراوغة صعبة أمام الصواريخ الفرط صوتية؛ لأن الأخيرة قابلة للمناورة بشكل كبير، كما أن استخدام الصواريخ الاعتراضية لإسقاط الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت سيكون بمثابة إطلاق رصاصة برصاصة، ومما يزيد المشكلة تعقيداً حقيقة أن معظم أنظمة الدفاع الصاروخي يتم تحسينها بشكل عام لمواجهة محددة، والتهديدات الحالية والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت وتحلق لمسافة ميلين في الثانية ليست في قائمة تلك الأنظمة.

ويعتقد الكاتب أن واحداً من الجوانب المخيفة للصواريخ الفرط صوتية، هي قدرتها الشبحية الكامنة في بعض تصميمها، ولأن هذه الصواريخ تتحرك بسرعة كبيرة عبر الغلاف الجوي؛ فإنها تولِّد حقلًا بلازمياً حولها يكون ممتصًا للرادار، مما يجعل من الصعب اكتشافه. وهي حقائق سيئة لحاملات الطائرات أو المدن أو الأهداف المحتملة الأخرى.

 يعاود الكاتب طرح تساؤل آخر، لماذا تشكل الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي تعتمد عليها الغواصات صفقة كبيرة؟ بعد كل شيء "تسيركون" وغيره من الصواريخ الفرط صوتية هي جديدة نسبياً، ولكنها ليست مجهولة، ونشرها في البحر ليس سراً كبيراً.

 من الواضح أن روسيا هي أول دولة تطلق صواريخ فرط صوتية من الغواصات، هذا الترتيب خطير بشكل خاص لأن الغواصات يمكن أن تختبئ تحت الماء لأيام وأسابيع، ويشير الكاتب أن الغواصات محمية للغاية إذا بقيت تحت سطح البحر، ومن الصعب للغاية اكتشافها، خصوصاً إذا كان قائد الغواصة على استعداد للابحار ببطء، أو أن تبقى متوقفة.

 مثل الصواريخ الباليستية التقليدية الموجودة في الغواصات، فإن إطلاق الصواريخ الفرط صوتية على أهداف أرضية أو بحرية يمكن أن يحدث بسرعة دون الحاجة إلى أن تطفو الغواصات على سطح البحر، كما أن السرعة الفائقة إلى جانب قربها من الأهداف التي يمكن أن توفرها الغواصات، من شأنها أن تمنح الخصم وقتا قليلا للرد.

الولايات المتحدة تتخلف

وقد تحدث مايكل د. غريفين وكيل وزارة الدفاع والهندسة الحالي الأمريكي مراراً وتكراراً في مقر الكونغرس الأمريكي عن محنة الولايات فيما يتعلق بخصومها في عالم الصواريخ الفرط صوتية، قائلا: "نحن اليوم ليس لدينا أنظمة يمكن أن تعرض روسيا والصين للخطر بطريقة مماثلة، وليس لدينا دفاعات ضد تلك الأنظمة". وأضاف "نحن نريد اللحاق بالركب "روسيا والصين" وهي ليست لعبة جيدة لنلعبها".

وأضافت المجلة أنه يتم دعم حديث غريفين من خلال نتائج خدمة أبحاث الكونجرس "CRS". ففي خريف عام 2019، أصدر مركز أبحاث الكونجرس"CRS"، تقريراً مفصلاً لحالة الصواريخ الفرط صوتية، وكان استنتاجهم الثابت التي توصلوا إليه هو أن روسيا تسعى لإتقان الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وقابلة للمناورة، والتي تستطيع اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، لذلك، ولضمان قدر من الاستقرار الاستراتيجي للولايات المتحدة سيكون صاروخ "تسيركون" جاهزاً للعمل بحلول عام 2023 وفقاً لـ "CRS".

وتشير المجلة إلى أن القوات الجوية وشركة لوكهيد مارتن يعملان على تطوير أسلحة فرط صوتية، كما وتقوم وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة للدفاع بتطوير المحركات المناسبة بعد توقف الأبحاث في 2010-2011.

ويختتم لارسون مقالته بالقول:هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، ومع ذلك دعونا نأمل ألا تكون متأخرة للغاية بعد فوات الأوان".