الحدث الصحي
السائل المنوي أو المني (بالإنجليزية:Seminal Fluid) هو نوع من السوائل الطبيعية التي يفرزها جسد الرجل، يأتي منبعثاً من مجرى البول، ويخرج من الجهاز التناسلي الذكري أو ما يسمى القضيب أثناء عملية القذف.
يعتبر السائل المنوي واحد من الإفرازات ذات النسيج الهلامي، التي تصاحب عملية القذف، ووظيفته هي حمل الحيوانات المنوية (بالإنجليزية:Sperms) في طريقها للخروج من جسد الرجل وحتى وصولها إلى البويضة في جسد المرأة.
قد يعتقد البعض بأن السائل المنوي هو مجرد سائل بسيط خالٍ من المواد أو فقير المحتوى، ولكنه على العكس تماماً، فهو غني بالمعادن والأملاح، و يحتوي على أنواع متعددة ومختلفة من البروتينات و الإنزيمات التي تدخل في تحديد لونه وخصائصه الأخرى. حيث يتم تقسيم مكونات السائل المنوي إلى جزئين رئيسيين، كما يلي:
الجزء الأول هو الجزء المائي: يشكل هذا الجزء معظم حجم السائل المنوي، وهو الجزء المسؤول عن نقل الحيوانات المنوية التي تكون داخله، وأطلق على هذا الجزء المائي من السائل المنوي اسم البلازما المنوية.
يحتوي الجزء المائي على العديد من الأحماض الأمينية، والبروتينات، والسكريات، والأملاح المعدنية، والفيتامينات، والمواد المغذية الأخرى الضرورية لبقاء الحيوانات المنوية الموجودة فيه، وتعزيز قدرتها على الإخصاب.
الجزء الثاني هو الخلايا المنوية المتنقلة أو الحيوانات المنوية: يشكل هذا الجزء حوالي ١٠ بالمئة من حجم السائل المنوي. يتم إنتاج الحيوانات المنوية في الخصية ويتم تخزينها في البربخ، إلى أن تصل إشارات عصبية تدل على حدوث القذف، حيث يتم نقلها عن طريق قناة سميكة من مكان تخزينها إلى مجرى البول، ومن هناك يتم إخراجها من جسد الرجل عن طريق القضيب، إلى أن تستقر في رحم المرأة.
تنتقل الحيوانات المنوية التي يبدأ إنتاجها من الخصيتين عند الرجل بعد سن البلوغ، من جسد الرجل إلى مكان التقائها بالبويضة في جسد المرأة، عن طريق سوائل مخاطية يتم إنتاجها بكميات مختلفة من غدد مختلفة من الجسم.
وتحتوي هذه السوائل على مواد تساهم في إعطاء الطاقة للحيوانات المنوية، وتوفر لها البيئة المناسبة.وهي:
الغدد الجنسية التبعية أو غدد كوبر (بالإنجليزية: Cowper's Glands): هي غدد صغيرة الحجم تشكل إفرازاتها ما نسبته ٥ بالمئة من السائل المنوي. تعمل إفرازات غدد كوبر على تليين مجرى البول، وتهيئته بما يتناسب مع مرور الحيوانات المنوية من خلاله. وذلك عن طريق تعديل درجة الحموضة داخلة لتكون من ٧ إلى ٧.٥ درجة.
غدة البروستات (بالإنجليزية: Prostate Gland): هي الغدة التي تقع عند قاعدة المثانة، وتشكل إفرازاتها حوالي ١٥ إلى ٣٠ بالمئة من إجمالي حجم السائل المنوي. تعمل افرازات غدة البروستات على تزويد الحيوانات المنوية بالكالسيوم، والزنك، والمغنيسيوم، وغيرها من العناصر الهامة لسلامة الحيوانات المنوية. كما يحتوي السائل الذي تنتجه البروستات على انزيمات مسؤولة عن إطلاق الحيوانات المنوية من السائل الهلامي بعد مضي عدة دقائق على دخولها جسد المرأة ، والسماح لدخولها إلى الرحم والوصول إلى البويضة لتخصيبها.
الحويصلات المنوية (بالإنجليزية:Spermatocyst): هي حويصلات موجودة فوق غدة البروستات، وتشكل إفرازاتها ما نسبته ٦٥ إلى ٧٥ بالمئة من إجمالي حجم السائل المنوي. يتكون السائل الذي يتم إفرازه من الحويصلات المنوية على عوامل التخثر المسؤولة عن تكون السائل الهلامي وتناسقه بحيث يسمح بالاحتفاظ بالحيوانات المنوية داخلة، وسكر الفركتوز الذي يعتبر الغذاء الرئيسي للحيوانات المنوية، والبروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandin) الذي يحفز العضلات غير الإرادية في الجهاز التناسلي على الانقباض؛ بهدف دفع السائل المنوي إلى خارج القناة المهبلية.
يتميز السائل المنوي بأنه ذو طبيعة لزجة ولون أبيض غائم، وتعتبر هذه الخصائص هي الخصائص الطبيعية والصحية للسائل المنوي. كما يمكن أن يميل لونه في بعض الحالات الطبيعية إلى اللون الرمادي أو إلى اللون الأصفر الفاتح.
تدل نتائج العديد من الدراسات والأبحاث، أن خصائص السائل المنوي الطبيعية تختلف بنسبة قليلة من شخص إلى آخر؛ اعتماداً على نوع الجينات والنظام الغذائي المتبع، والصحة العامة. ولكن غالباً ما تكون رائحته تشبه رائحة الكلور. وطعمه حلو نوعاً ما بسبب احتوائه على نسبة عالية من الفركتوز.
تؤثر الرطوبة الداخلية لجسم الإنسان أو إصابته بالجفاف على حجم السائل المنوي الذي يخرج أثناء عملية القذف، و يكون الحجم المتوسط للسائل المنوي بما يعادل اثنين إلى خمسة ملليتر. كما يتأثر حجم السائل المنوي بالمدة المنقضية على آخر عملية قذف وإنتاج للسائل المنوي.
يتم نقل مئتين إلى ثلاثمئة مليون حيوان منوي في عملية القذف الواحدة عن طريق السائل المنوي.
يتغير لون السائل المنوي، أو درجة تماسكه، أو رائحته عند بعض الأشخاص نتيجة العديد من العوامل الصحية أو الفسيولوجية التي تمر على الإنسان في حياته، مثل التقدم في العمر،وتناول بعض الأطعمة والمشروبات،والإصابة ببعض الأمراض المختلفة، وخاصة العدوى التي تصيب الجهاز التناسلي.
يطرح تغير لون السائل المنوي العديد من التساؤلات بشأن الأسباب المؤدية لهذه التغيرات، وخطورة الأمر الذي يسبب ذلك، وفيما إذا كان هذا التغير دليلاً على الإصابة بمرض معين، وعن الطرق التي يمكن اتباعها للتخلص من هذه الأسباب وطرق علاجها.
يعتبر التغير في أحد خصائص السائل المنوي المؤقت، الذي لا يتزامن معه أي أعراض أخرى، تغيراً لا يستدعي القلق. ولكن في حال استمر هذا التغير لمدة طويلة، أو عند ارتباطه مع أعراض أخرى، مثل ظهور الطفح الجلدي، أو تهيج القضيب أو المناطق المحيطة به، أو حرقة وصعوبة في التبول، يجب مراجعة الطبيب؛ للكشف عن الحالة وتحديد العلاج المناسب لها.
لون السائل المنوي الأحمر أو البني: يعتبر تغير لون السائل المنوي إلى اللون البني أو الأحمر من التغيرات غير المقلقة، والتي نادراً ما تدل على الإصابة بعدوى أو الإصابة بسرطان البروستات، أو سرطان الخصية، أو سرطان مجرى البول. ومن الأسباب التي تؤدي إلى تغير لون السائل المنوي إلى هذه الألوان ما يلي:
خزعة البروستات أو إجراء عملية جراحية في القنوات والمسالك البولية، حيث تعتبر هذه الإجراءات من الأسباب الأكثر شيوعاً لحدوث مثل هذه التغيرات الحميدة، نظراً لاحتمالية اختلاط الدم مع السائل المنوي عند خروجه.
ارتفاع ضغط الدم، وخاصة في حال لم يتم علاجه والسيطره عليه.
يمكن أن يؤدي القذف بشكل متكرر إلى تغير لون السائل المنوي إلى اللون الأحمر.
الأمراض المنقولة جنسياً، مثل الهربس والكلاميديا. كما يمكن أن يرافقه في معظم الحالات ألم وحكة، وافرازات ملونة غير طبيعية، مع تورم في الخصيتين.
لون السائل المنوي الأخضر أو الأصفر الشديد: يمكن أن يدل تغير لون السائل المنوي إلى اللون الأخضر أو الأصفر القوي في حال كان يصاحبه رائحة كريهة للسائل، إلى الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية. بالإضافة إلى أسباب متعددة أخرى، مثل احتباس البول واختلاطه مع السائل المنوي، والتهاب المسالك البولية، وتضخم البروستاتا الحميد، واليرقان (بالإنجليزية: Jaundice) الذي يتمثل في زيادة تركيز البليروبين في الجسم، واضطراب المناعة الذاتية، وبعض الأمراض المنقولة جنسياً. بالإضافة إلى أن تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصبغة الصفراء، يمكن أن يغير لون السائل المنوي إلى اللون الأصفر.
لون السائل المنوي الأسود: يعتقد الأطباء بأن ظهور السائل المنوي باللون الأسود، قد يدل على وجود نزف داخلي قديم في الجسم أو زيادة في تركيز أحد المعادن الثقيلة في الدم مثل الرصاص والنيكل. ولكن ما يزال السبب الرئيسي إلى يومنا هذا غير معروف.
تغير طبيعة النسيج الذي يكون السائل المنوي: يؤثر النشاط الجسدي، واتباع الحميات الغذائية، وشرب الكحول على طبيعة النسيج الهلامي للسائل المنوي. حيث يسبب الجفاف الشديد في الجسم، واختلال تركيز هرمونات الجسم على زيادة كثافة النسيج. ويصبح النسيج مائي في حال نقص تركيز بعض الفيتامينات في الجسم.