الحدث ـ محمد بدر
بعد جولة التصعيد الأخيرة على حدود قطاع غزة؛ ظهر اسم قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، من جديد في عناوين الأخبار والتقارير والتحليلات الإسرائيلية.
واعتبر المحلل العسكري لموقع واللا العبري، آفي يسخاروف، أن أبو العطا من أكثر الشخصيات التي تعارض إبرام أي اتفاق تهدئة مع "إسرائيل"، واصفا إياه بالرجل الأكثر "تطرفا وراديكالية" في قطاع غزة.
وأشار يسخاروف إلى أن مخابرات وجيش الاحتلال يتعمدان ذكر اسم أبو العطا في التقارير الإعلامية، وذلك من أجل أن تتحرك حركة حماس ضده خاصة وأنه يعمل وفق منطق المواجهة المستمرة والذي يتعارض مع رؤية حماس لضرورة وجود اتفاق تهدئة.
ورفض يسخاروف الاتهامات الموجهة لحركة الجهاد الإسلامي بأن التصعيد نابع من رؤية إيرانية لتسخين جبهة غزة، ورأى أنه يجب تحليل شخصية أبو العطا، الذي يقود فعليا التصعيد ويتحكم في وتيرته وتوقيته.
ويجزم يسخاروف أن أبو العطا لا يعمل بتوجيه إيراني، ولكنه يعمل من خلال "مزاجه المتشدد" ومن منطقه الداعي لعلاقة أكثر "توترا وتشددا وصلابة" مع "إسرائيل"، حيث إنه من أكثر المؤمنين بضرورة استمرار "التوتر".
وأضاف مراسل واللا العسكري أن "أبو العطا يسعى لتعزيز مكانة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وإيجاد حالة من التمايز بين حركته وحركة حماس؛ ففي مقابل حماس التي تقود تيار الهدوء؛ يرى أبو العطا أنه يقف على رأس قيادة تيار المواجهة".
صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية قالت إنه "على الرغم من أن المعلقين العسكريين قدّروا أن بهاء أبو العطا أحد أبرز قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة هو المسؤول عن التصعيد، إلا أنهم لم يتساءلوا عن السبب الذي دفعه لإطلاق الصواريخ".
وحاولت الصحيفة الربط بين محاولة حزب الله إسقاط طائرة في جنوب لبنان يوم الخميس الماضي، وبين القصف الذي نفذته حركة الجهاد الإسلامي مساء الجمعة، معتبرة أن كل ذلك يحدث بتخطيط إيراني بهدف ردع "إسرائيل".
القناة العبرية الثانية قالت إن أبو العطا هو صاحب القرار في إطلاق الصواريخ على المستوطنات الجنوبية، كاشفة أن الإدارة الأمريكية أصدرت مجموعة من العقوبات بحقه. زاعمة أنه لا يشكل تهديدا على "إسرائيل" فقط وإنما يحرج حماس كذلك.
وادعت القناة أن حماس تفقد شيئا فشيئا "سطوتها" على القطاع، وهو ما سمح لـ"التنظيمات المتطرفة" مثل الجهاد الإسلامي بالعمل بحرية أكثر واستقلالية أكبر.
قبل أيام نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرا تحت عنوان "أخطر الشخصيات على إسرائيل: نصر الله وسليماني وأبو العطا"، ذكرت فيه أن أمين حزب الله حسن نصر الله وقائد قوة قدس الإيرانية قاسم سليماني وقائد الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا هم أخطر ثلاث شخصيات على الأمن الإسرائيلي.
وحول أبو العطا، قالت الصحيفة: "بهاء أبو العطا، قائد سرايا القدس في قطاع غزة، هو أحد كبار المسؤولين العسكريين في قطاع غزة. ورغم أن حركة الجهاد حركة سنية إلا أنها تتلقى دعما إيرانيا لا محدودا ويعتبر أبو العطا من كبار مؤيدي إيران في القطاع".
وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أن أبو العطا "شارك في التخطيط لهجمات ضد إسرائيل، وأشرف على صنع الأسلحة، وتحسين قدرات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، وينظر له في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كعامل تصعيد".
وتابعت جيروزاليم بوست بالقول: "معروف لدى الجيش الإسرائيلي بأن أبو العطا أمر بإطلاق الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل في أبريل. وفقًا للجيش الإسرائيلي، تحت قيادة أبو العطا، تحاول الجهاد الإسلامي شن هجمات منخفضة المستوى والحفاظ على مستوى منخفض من التصعيد من أجل تقويض التفاهمات طويلة الأمد من جهة وحتى لا تصطدم مع حماس من جهة أخرى".
وأوردت الصحيفة تصريحا للناطق باسم جيش الاحتلال رونين منليس قال فيه إن "هناك العشرات من البلدان حول العالم تحاول تحسين الوضع الإنساني في القطاع، ولكن في الوقت نفسه، هناك رجل داخل غزة (أبو العطا) ورجل خارجها (زياد النخالة أمين عام الجهاد) يحاولان نسف ذلك".
وفقا للصحيفة، "لم تعد حماس اليوم تشكل التهديد الأول والمركزي في قطاع غزة. الجهاد الإسلامي هي المسؤولة عن العديد من الهجمات على قوات الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرات مسيرة العودة الكبرى على طول السياج الحدودي لغزة، الأمر الذي تسبب في مقتل عدد من الجنود والمستوطنين".
وأوردت الصحيفة تصريحا لمسؤول عسكري قال إنه "مثل سليماني ونصر الله، لقد نجا أبو العطا من عدة محاولات اغتيال، بما في ذلك خلال إحدى المحاولات عام 2012، وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي تحميل حماس المسؤولية عن كل ما يحدث في القطاع، سيأتي الانتقام من الجهاد الإسلامي وأبو العطا في يوم ما".