الحدث فكر ونقد
يمكن لعبارة الوعي الذاتي أن يكون لها معنيان؛ فهي تعني أولا معرفة الإنسان بأفكاره، بأحاسيسه وبأفعاله. وتعني ثانيا قدرته على الرجوع إلى أفكاره وأفعاله.
بصفة عامة، نعتبر الوعي الذاتي جوهر الإنسان. إنه ما يجعل منه ذاتا؛ أي كائنا يربط علاقات خاصة بالعالم وبذاته تميزه عن غيره من الحيوانات. كل هذه العلاقات الخاصة تعني إجمالا الفكر (ديكارت) أو الروح (هيغل).
أول فيلسوف تمكن من إعطاء تعريف واضح للوعي هو ديكارت في القرن السابع عشر؛ ففي “خطاب في المنهج”، يبحث ديكارت عن حقيقة من شأنها التغلب على الشك. تمثلت النتيجة النهائية التي أدى إليها الشك المنهجي في يقين لا يرقى إليه شك: الكوجيتو، “أنا أفكر، إذن أنا موجود”.
هذه الحقيقة ذات الأهمية القصوى، “أنا أفكر، إذن أنا موجود”؛ هي أساس الفلسفة. إنها تسمح بتعريف الروح كجوهر متميز عن الجسد يحدد طبيعة أو ماهية الإنسان. الإنسان بالتعريف كائن أو جوهر مفكر.
هذا الفكر أو المعرفة المباشرة (أنا كائن مفكر. الفكر يمثل الشكل الخاص لوجودي) التي يمتلكها الإنسان على نفسه، هو ما يسميه ديكارت الوعي، والذي هو بالتالي وعي ذاتي دائمًا.
بالنسبة إلى كانط، لا يوجد في العالم، كائن منفصل، أو جوهر مفكر يميز الإنسان. الأنا بالنسبة له مجرد مبدأ ننظم به أفكارنا. هذا لا يمنع من أن هذه الطريقة للتفكير أو لتنظيم أفكارنا من خلال ربطها بالذات، تخص الإنسان وتميزه عن الأنواع الأخرى.
يقول كانط في كتاب “الأنثروبولوجيا من وجهة نظر براجماتية” إن الشيء الوحيد الذي يرفع الإنسان بلا حدود فوق كل المخلوقات الأخرى التي تعيش على الأرض هو قدرته على أن يمتلك فكرة عن ذاته، عن الأنا. من هنا يصبح شخصا، وبفضل وحدة الوعي التي تستمر أمام جميع التغييرات التي يخضع لها، يكون واحدا والشخص نفسه. تقيم الشخصية فرقًا تامًا بين الإنسان والأشياء، حسب الترتيب والكرامة. في هذا الصدد، تعد الحيوانات جزءًا من الأشياء، لأن العقل يعوزها، ويمكن التعامل معها والتخلص منها حسب الرغبة.
يواصل كانط حديثه ملاحظا أنه حتى قبل أن يتمكن للإنسان من أن يقول أنا، تكون هذه الفكرة حاضرة بالفعل في الفكر، تماما كما يتعين تصورها على جميع اللغات التي لا تعبر عن دور الشخص المتكلم بكلمة معينة عندما تكون بصدد الإشارة إليه. ملكة (التفكير) هاته هي الفهم.
وفي الفقرة الأخيرة من هذا النص/المقطع يقول: “لكن تجدر الإشارة إلى أن الطفل، عندما يمكنه التحدث جيدا بالفعل، لا يبدأ في التحدث بضمير المتكلم، أو بـ “أنا”، إلا بعد مدة (حوالي عام). حتى ذلك الحين، يتحدث عن نفسه بضمير الغائب (يريد شارل أن يأكل، أن يمشي، إلخ..) عندما يبدأ في قول أنا، يبدو أن ضوءا جديدا ينيره بطريقة ما؛ من تلك اللحظة فصاعدا، لا يعود إلى طريقته الأولى للتعبير عن نفسه. – قبل ذلك، كان فقط يحس بذاته. الآن هو يفكر في ذاته”.
يجيب كانط في هذا النص عن السؤال التالي: “ما الذي يحدد الإنسان ويميزه عن الأنواع الحية الأخرى؟” . ما يميز الإنسان هو أن لديه القدرة على قول أنا، على الرجوع إلى ذاته من أجل أن يتشكل كوعي ذاتي أو كذات.
أكثر من تمييز، تكون هذه القدرة ميزة “تسمو بالإنسان عن المخلوقات الأخرى”. لأنه ذات، أنا، يكون الإنسان كائنا مستقلا في العالم. الذات أو الأنا كلاهما المبدأ الذي يسمح لنا بتنظيم أفكارنا بطريقة معينة، هو ما يحدد علاقة خاصة بالعالم، بالأشياء الخارجية وبذواتنا، لكنه أيضا قيمة تمنحنا الكرامة.
• بالنسبة لكانط، الذات هي أولاً وقبل كل شيء مبدأ الهوية. على خلاف ديكارت الذي افترض وجود جوهر مفكر، الوعي عند كانط هو فقط المبدأ الذي يستطيع الإنسان من خلاله تجميع وتنظيم الانطباعات المتلقاة. إنه يقيم صلة بين العناصر المختلفة التي تشكل تمثيلنا للعالم وأنفسنا، من خلال إعادتها إلى أنا يعتبر دائما ثابتا ومتطابقا مع نفسه – على الرغم من تعاقب الحالات التي يمكن أن تؤثر عليه.
كانط يعتمد هنا على النقد الذي وجهه ديفيد هيوم إلى ديكارت، ويتجاوزه. إذا فحصت ما يحدث في أعماق ذاتي، يقول لنا هيوم، فإنني أدرك فقط انطباعات معينة. لن أقوم أبدا باختبار أي شيء يكون هو الأنا. إذن، الأنا غير موجود. ومع ذلك، يخبرنا كانط، على الرغم من أنني لا أستطيع إثبات وجود الأنا، لا يمكنني أثناء الاختبار إلا أن أعيد تلك التجارب الخاصة إلى مبدأ موحد هو الأنا.
• لكن الأنا هو أيضا ذات أخلاقية، أي شخص. إنه يحمل أيضا قيمة مطلقة تضع الإنسان فوق كل الكائنات أو الأشياء الأخرى. فالإنسان كذات عاقلة، بمعنى له القدرة على الحكم، هو صانع تمثلاته. إنه إرادة، “أنا أريد” حر ومستقل ذاتيا (لا أحد يحدده غير ذاته). باعتباره إرادة حرة، هو الكائن الوحيد الذي لا يمكن “امتلاكه عن إرادة”. فعلا، إذا كان الإنسان صانع أفكاره وأفعاله، فهذا يعني أنه ليس أبدا وسيلة أو أداة يمكن استخدامها لتحقيق شيء آخر، كما هي الحال في الطبيعة أو الأشياء. الإنسان هو دائما غاية في حد ذاته. كل ما يريده الإنسان هو غاية الإنسان.
• الأنا كوظيفة فهم (أي الملكة التي نفكر بها الأشياء عن طريق المفاهيم) تكون كونية. كل الناس، حتى أولئك الذين ليس لديهم كلمات معينة في لغتهم، يمتلكون هذه الوظيفة، على الرغم من أنها لا تظهر إلا متأخرة عند الطفل.
في الواقع، بمجرد أن تظهر هذه القدرة نفسها، فإنها تشكل لحظة أساسية لا رجعة فيها في تطور الإنسان. الإنسان لا يولد إنسانا، بل يصير إنسانا. في الطفولة المبكرة، يشبه الإنسان حيوانا، قادرا ببساطة على الإحساس، على إدراك نفسه بمعرفة بديهية وفورية. عندما يكتسب الوعي الذاتي، يتوصل الإنسان إلى الفكر، إلى النشاط الفكري الذي يسمح له بأخذ مسافة عن نفسه وبإدراك نفسه كذات. في هذه المرحلة يمكننا أن نقول إن الفرد دخل إلى دائرة الإنسانية. وبالتالي فإن الوعي الذاتي هو علامة على الإنسانية في الإنسان.
سوف ننطلق في هذه المرحلة من نص لهيغل مكون من أربع فقرات ومقتطف من كتابه “مدخل إلى علم الجمال”. في الفقرة الأولى يقول فيلسوف ينا إن الإنسان كائن وهب الوعي ويفكر، وهذا يعني أنه مما هو كائن، أيا كانت طريقته في الكينونة، يصنع وجودا لذاته. توجد أشياء الطبيعة فوريا فقط وبطريقة واحدة، بينما الإنسان لكونه روحا، له وجود مزدوج؛ إنه موجود، من ناحية، بنفس الطريقة التي توجد بها أشياء الطبيعة، ولكن من ناحية أخرى، هو موجود أيضا من أجل ذاته، إنه يتأمل ذاته، ويتمثل نفسه بنفسه، يفكر في ذاته وليس له روح إلا من خلال هذا النشاط الذي يشكل وجودا لذاته.
في الفقرة الثانية والثالثة من هذا النص يقول هيغل إن الإنسان يكتسب الوعي الذاتي بطريقتين: أولاً، من الناحية النظرية، لأنه يجب عليه أن ينظر إلى نفسه ليعي كل حركات وطيات وميول قلب الإنسان، وبصورة ليتأمل ذاته، ليتمثل هو نفسه ما يمكن أن يقرره الفكر لذاته كجوهر، وليتعرف أخيرا على ذاته بشكل حصري، سواء في ما يستمده من أعماقه أو في المعطيات التي يتلقاها من الخارج. ثانياً، يتشكل الإنسان لذاته من خلال نشاطه العملي، لأنه مجبر على أن يجد ذاته، على أن يتعرف على نفسه في ما يمنح له على الفور، في ما يُقدم له من الخارج. إنه يحقق ذلك عن طريق تغيير الأشياء الخارجية، التي يضع عليها طابع داخليته والتي يجد فيها قراراته الخاصة. وهكذا يتصرف الإنسان، بحكم حريته كذات، ليزيل عن العالم الخارجي خاصيته الغريبة على نحو شرس وحتى لايستمتع إلا بالأشياء التي يجد فيها شكلا خارجيا من واقعه الخاص به.
في الفقرة الرابعة والأخيرة يشير هيغل إلى أن هذه الحاجة إلى تعديل الأشياء الخارجية مدرجة بالفعل في الميول الأولى للطفل؛ الولد الصغير الذي يرمي الحجارة في السيل ويتأمل الدوائر التي تتشكل في الماء، يتأمل عملا يتمتع فيه بمشهد من إنتاج نشاطه الخاص.
• في الفقرة الأولى، يحدد هيجل خصوصية الإنسان: الوعي الذاتي. يتميز الوعي الذاتي هنا عن الوعي الذي يشير إلى الإدراك الفوري للعالم. الوعي الذاتي هو انعكاسي بشكل أساسي (“لذاته”)، وهذا هو ما يشكل الفكر بشكل صحيح.
في اللغة الهيغلية (التي استعادها سارتر في وقت لاحق)، يعني الوجود لذاته الوجود الموهوب بالوعي الذاتي في مقابل الموجود في ذاته، الذي يعني أشياء الطبيعة. هذا التمييز لذاته / في ذاته موضح في نهاية الفقرة الأولى.
توجد أشياء الطبيعة فقط على الفور وبطريقة واحدة، في حين أن للإنسان، لأنه روح، وجود مزدوج؛ من ناحية، يوجد بالطريقة نفسها التي توجد بها أشياء الطبيعة، ولكن من ناحية أخرى، فهو موجودة لذاته، يتأمل ذاته، ويتمثل ذاته، ويفكر في ذاته، وهو ليس روحا إلا من خلال هذا النشاط الذي يشكل الوجود لذاته.
يعود هيغل إلى التمييز الموضوع في السطر الأول بين الوعي والفكر من خلال معارضة طريقتين للوجود في العالم، تلك الخاصة بأشياء الطبيعة وتلك الخاصة بالإنسان. الكائنات الحية “واعية” بوسطها، تنحصر في نظام من التفاعلات مع وسطها. هذه العلاقات فورية. الحيوان في علاقة مستمرة مع الوسط الطبيعي: إنه الطبيعة في الطبيعة. إنه يعيش في علاقة خارجية مع ذاته. على الخروج من فورية هذه العلاقة، للنظر في ذاته على وجه الخصوص، لمراقبة الذات، من حيث علاقتها بالطبيعة.
حركة البعد عن العالم هذه (ما يسميه هوسرل “l’épochè”) والعودة للذات، تحدد الوعي الذاتي أو بشكل أعم نشاط الفكر الذي يميز الإنسان. هنا، لا بد من إبداء ملاحظة وهي أنه لوصف هذه الحركة التي انسحب بها الإنسان من العالم لملاحظة ذاته في العالم، يضرب برنارد شتيغلر مثل السمك الطائر، الذي ينهض بشكل متقطع فوق وسطه الطبيعي.
• يتشكل الوعي الذاتي، حسب هيغل، بطريقتين: نظرية وعملية. من الناحية النظرية، يتكون الوعي الذاتي من خلال المعرفة التأملية المؤدية إلى معرفة الذات بنفسها، إلى أن تغدو هي نفسها موضوعا لأفكارها الخاصة.
يحيلنا هيغل هنا إلى التقليد الفلسفي. منذ القديس أوغسطين وديكارت، تدرس الفلسفة تشكل الوعي الذاتي أو الكوجيتو من خلال اقتصارها على وجهة النظر التأملية أو النظرية. نظر القديس أوغسطين في كتابه “اعترافات” بعمق إلى ثنايا القلب والروح الإنسانية، ورأى ديكارت في الوعي الذاتي جوهر الإنسان.
ما لم يره التقليد الفلسفي أو استصغره هو أن الوعي الذاتي يتشكل أيضا في نشاط عملي. فالإنسان يتشكل لذاته من خلال نشاطه العملي، لأنه مدفوع للعثور على ذاته، للتعرف على ذاته في ما يمنح له بشكل فوري، في ما يتم تقديمه له من الخارج.
قبل أن يكون موهوبا بملكة تأملية، الإنسان كائن راغب (هو مدفوع …). هذا التحديد ضروري عند هيغل: إذا كان الإنسان يفكر فلأنه يرغب، لأن طبيعته الراغبة تدفعه إلى العمل، إلى مواجهة واقع خارجي.
الإنسان هو أولا وقبل كل شيء كائن ذو احتياجات. في الواقع، حتى يبقى الإنسان على قيد الحياة ويلبي احتياجاته، يتعين عليه أن يعمل، أي أن يحول الأشياء الطبيعية من أجل إنتاج سلع مفيدة لوجوده. في عمله على تحويل الطبيعة، لا يعبر الإنسان عن نفسه كحيوان يسترشد بغريزته، ولكن ككائن موهوب بالفكر، أي أنه قادر على أخذ مسافة تفصله عن نشاطه، قادر على مراقبة ذاته في هذا النشاط ومنح ذاته غايات نشاطه.
إنه يحقق ذلك عن طريق تغيير الأشياء الخارجية التي يدمغها بختم داخليته والتي يستعيد فيها قراراته الخاصة. فالإنسان الذي يحول الطبيعة، “يؤنسن” الوسط التي يعيش فيه. وحتى لو استخدم قوانين الطبيعة، فإن الإنسان ينتج وسطا اصطناعيا وثقافيا يتم التعبير فيه عن إرادة الإنسان. وهكذا عندما يلاحظ الإنسان نتاج عمله، فإن ما يجد فيه ليس الطبيعة بل الإنسان. هكذا يتيح النشاط العملي للإنسان أن يتحقق بشكل ملموس في أعماله، كوعي ذاتي. فلأنه كائن فاعل في الطبيعة، يكون قادرا، من خلال التأمل، على اكتشاف ذاته ومعرفة ذاته كما هو، على أن يتأمل ذاته في عمله كطفل “يتمتع بمشاهدة نشاطه الخاص”.
على سبيل الختم، نخلص إلى أن ما يسميه هيجل الفكر أو حياة الروح أو الفكر، لا يقتصر على النشاط التأملي أو النظري. إنه يشمل جميع الأنشطة التي تتحرر بها البشرية من نير الطبيعة وتتحقق كوعي ذاتي حر قادر على رسم أهدافه بنفسه. هذه الحركة لتحقيق الإنسانية تأخذ شكل التاريخ.
من وجهة نظر نقدية، ليس الوعي الذاتي مرادفا بالضرورة للمعرفة الذاتية. فإذا لم يكن هناك من ينفي أن خصوصية الفكر الإنساني تكمن في القدرة الانعكاسية التي بواسطتها يضع الإنسان ذاته كموضوع لأفكاره أو أفعاله، فإن العديد من المفكرين سوف يشككون في التأكيد الديكارتي على أن الوعي الذاتي مرادف دائما للمعرفة الذاتية. من هؤلاء نخص بالذكر بليز باسكال ودفيد هيوم.
• بالنسبة إلى باسكال (القرن السابع عشر)، “ما الإنسان سوى تمويه، سوى كذب ونفاق”. هو كذلك تجاه الآخرين، ولكن تجاه نفسه أيضا . “لا يريد أن تقال له الحقيقة، يتجنب قولها للآخرين …” هذا الاستعداد للعيش في والهم متجذر في عمق قلب الإنسان. بل يدخل في طبيعة الإنسان. هكذا يكون الإنسان محكوما عليه بألا يعرف نفسه.
• كان هيوم (القرن الثامن عشر) فيلسوفا تجريبيا، وهذا يعني بالنسبة له أن كل معرفة أو علم تقوم على الخبرة أو العادة. على هذا الأساس، تساءل عن وجود الأنا أو “الجوهر المفكر”. ووفقا له، فإن جميع العناصر التي تشكل نفسيتنا تأتي بشكل مباشر أو غير مباشر من التجربة. وبالتالي فإن الذات أو الوعي الحميم المفترض للنفس ليست سوى سلسلة من التصورات الخاصة. لن أتمكن أبدا من “إدراك نفسي” كوحدة متميزة، كما اعتقد ديكارت. لذلك لا يوجد كائن أو جوهر من شأنه أن يكون الأنا.
يقول دفيد هيوم: “هناك فلاسفة يتخيلون أن لدينا في جميع الأوقات وعيا عميقا بما نسميه الأنا، وأننا نشعر بوجوده ومثابرته في الوجود، وأننا على يقين ببداهة تتجاوز كل برهان من هويته وبساطته. بالنسبة لي، عندما أدخِل إلى ما هو أكثر حميمية في ما أسميه نفسي، أحصل دائما على إدراك معين أو على إدراك آخر: إدراك الحار أو البارد، الضوء أو الظلام، الحب أو الكراهية، الألم أو المتعة. لا يمكنني أبدا إدراك نفسي دون إدراك، ولا يمكنني أبدا ملاحظة أي شيء آخر غير الإدراك. […]”
من وجهة نظر نقدية مرة أخرى، لا يشكل الوعي الذاتي سوى جزء صغير من الجهاز النفسي. هذا ما برهنت عليه الانتقادات الحاسمة الموجهة لمفهوم الوعي الذاتي من قبل فرويد الذي بين لدى اكتشافه للتحليل النفسي أن الوعي الذاتي ليس سوى جزء صغير من نشاط النفس البشرية وأن الذات بعيدة عن أن تكون “سيدة في منزلها “. على العكس من ذلك، فهي موزعة بين ثلاثة مستبدين: العالم الخارجي، الأنا الأعلى والهو.