الحدث-وكالات
لا تقتصر الحرب بين الإسرائيليين والفلسطينيين على الوسائل التقليدية فحسب، بل تتعدى ذلك لتكون حرباً إعلامية ونفسية يستخدم فيها الطرفان، بدرجات متفاوتة، التكنولوجيا سلاحاً لهم.
فللجيش الإحتلال حساب خاص على تويتر جمع أكثر من 420 ألف متابع وآخرعلى يوتيوب يزيد عدد المشتركين فيه على 100 ألف. تقول الكولونيل والمسؤولة السابقة عن وحدة وسائل التواصل الاجتماعي ضمن قسم الشؤون العامة في الجيش الإسرائيلي أفيتال ليبوفيتش Avital Leibovich: “إن مواقع التواصل الاجتماعي هي في حقيقة الأمر منطقة حرب لنا في إسرائيل. هنا نستطيع أن تكون لدينا حملاتنا ونقرر بأنفسنا مساحة العنوان ومضمونه وأي صور ولقطات علينا أن نحمّله”.
وتزامن إطلاق حملة الجيش الإسرائيلي على تويتر مع قرار الموقع بالحجب المتكرر لصفحة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
كذلك جاء الرد الإسرائيلي على تعاطف العالم مع قطاع غزة أثناء الحرب الأخيرة واستخدام هاشتاغ “غزة تحت النار” #GazaUnderFire بإطلاق موقع إلكتروني لتعميم البروباغندا باسم “إسرائيل تحت النار” Israel Under Fire.
ومن أبرز سمات “الحروب” الإسرائيلية -الفلسطينية في السنوات القليلة الماضية انتقالها من ساحة القتال حصراً إلى “حرب تطبيقات”.
التطبيقات الفلسطينية
بيفوت
يخزّن التطبيق التفاعلي مشروع بيفوت PIVOT الصور ومقاطع الفيديو والمعلومات عن تاريخ فلسطين بهدف حفظ تاريخها. تشير نقاط فيه إلى مواقع فلسطينية يمكن للمستخدم معرفة تفاصيل عنها من خلال المعلومات والصور. وباستطاعة المستخدم أن يمرّر إصبعه إلى يسار الشاشة ليعود بالزمن.
قاطع
لا يهدف تطبيق قاطع Buycott إلى مقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي فحسب، بل يعرّف المستخدم على المنتجات الفلسطينية التي تحمل الباركود الإسرائيلي نتيجة لعدم وجود باركود خاص بها. يستخدم التطبيق تقنية البحث عبر قراءة الباركود من طريق كاميرا الهاتف الذكي، ويتميز بأنه قادر على العمل دون وجود إنترنت.
آي نكبة
يسمح تطبيق آي نكبة iNakba لمستخدميه بمعرفة القرى الفلسطينية التي نزح عنها سكانها بالتزامن مع قيام دولة إسرائيل. ويحتوي التطبيق المتوافر باللغات العربية والإنجليزية والعبرية على خارطة تفاعلية لفلسطين ما قبل النكبة، وصور للمنازل والمباني التي هُجّر منها الفلسطينيون. وباستطاعة المستخدم الاطلاع على ملفات حول كل قرية من القرى والمدن الفلسطينية، وإيجاد معلومات عنها ورؤية صور يقوم بتحميلها المستخدمون أنفسهم.
التطبيقات الإسرائيلية
ريد أليرت
يعمل تطبيق ريد أليرت Red Alert بالتواصل مع الجيش الإسرائيلي وقيادة الجبهة الداخلية لإطلاق تحذير بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة تجاه الأراضي الإسرائيلية خلال فترة تمتد بين 15 و90 ثانية. وقد تم تطوير هذا التطبيق خلال “عملية عمود السحاب” على غزة.
SOS
بعد عملية الخطف التي تعرض لها ثلاثة جنود إسرائيليين، تم تطوير تطبيق مجاني لتمكين المخطوف من الإفصاح عن مكان وجوده للشرطة الإسرائيلية. يكفي الدخول إلى التطبيق وتمرير الإصبع على شاشة الهاتف الذكي كي تبدأ الشرطة الإسرائيلية بملاحقة الخاطفين بواسطة نظام تحديد المواقع.
مشاركة إسرائيل
طُور تطبيق مشاركة إسرائيل Share Israel لتلميع صورة دولة إسرائيل. يشجع التطبيق المستخدمين على مشاركة الصور والمعلومات “الإيجابية” عن إسرائيل ويساهم بانتشارها عبر فيسبوك وتويتر والبريد الإلكتروني.
تطبيقات تم إزالتها
غير أن في حرب التطبيقات هذه، كما الحرب في ساحات القتال، “أسلحة محظورة”.
أزالت آبل تطبيق يدعو إلى قيام انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وجاء القرار استجابة لطلب من الحكومة الإسرائيلية التي رأت فيه دعوة إلى “العنف والإرهاب”. وكان التطبيق يوفر للمستخدمين قائمة بالاحتجاجات المرتقبة وتقارير إخبارية ومقالات باللغة الإنكليزية. غير أن آبل رأت أن التطبيق “ينتهك إرشادات العمل العامة التي تتبعها” وذلك لكونه “مسيئاً لمجموعات كبيرة من الناس”، بحسب الشركة الأمريكية.
في الجانب الآخر، قامت غوغل بسحب لعبة أقصف غزة Bomb Gaza. إذ يلقي اللاعبون فيها قنابل من طائرة حربية ويناورون للهروب من الصواريخ التي يطلقها مقاتلو حماس الذين يرتدون أقنعة سوداء وخضراء. وحذفت شركة غوغل اللعبة بعد غضب مستخدمي متجر غوغل الذين وصفوا اللعبة بأنها “مريضة” و”مثيرة للاشمئزاز”.