تكنوبوك
قد يبدو استخدام التقنية في الفصول الدراسية أمرا سيئا، لكنها تساعد الطلاب في عصرنا الحديث على التعلم، فبدلا من مجرد الجلوس في مدرسة مملة كل يوم للاستماع إلى المعلمين، تمتلئ الفصول الدراسية الحديثة بالتقنية التي من شأنها أن تعزز التعليم.
وفي مقاله الذي نشره موقع "إنترستينغ إنجينيرنغ" الأميركي، قال الكاتب تريفور إنغليش إن بعض الناس يعتقدون أن التقنية تعيق قدرة عقولنا على تعلم معلومات جديدة. ويعد ذلك صحيحا نسبيا عندما ننظر إلى التقنيات التي تقوم "بتخدير عقولنا" على غرار مواقع التواصل الاجتماعي ونتفليكس. مع ذلك، أنتج القرن الحادي والعشرين مجموعة كبيرة من التقنية التعليمية المفيدة.
هناك العديد من المفاهيم في المناهج التعليمية التي يصعب علينا فهمها وحدنا، على غرار كيفية عمل المحرك وارتداد الكرة أو حدوث التفاعلات الكيميائية. وعموما، سمحت التقنية الجديدة للمحاكاة الرقمية بأن تكون جزءا من الفصول الدراسية الحديثة، حيث ساعدت المدرسين على شرح المفاهيم الصعبة والنظرية.
تغيّرت طرق التعلم الذاتي بشكل كبير، فقد كانت عملية إجراء بحث قبل 40 عاما تتطلب التنقيب في المكتبة وقراءة الكتب لساعات طويلة، في حين بات يمكن للعديد من طلاب اليوم الولوج إلى المكتبات الإلكترونية من أجل البحث عن مبتغاهم.
لذلك، أضحى معظم الطلاب المعاصرين يمتلكون مجموعة كبيرة من الموارد في متناول أيديهم من شأنها أن تساعدهم على العثور على المصادر وإجراء البحوث الخاصة بهم.
التواصل والفصول الدراسية الرقمية
يعتبر التواصل جزءا حيويا في عملية نقل المعلومات في أي بيئة تعليمية، وتساعد التقنية في تعزيز هذه العملية من خلال آلية الفصول الدراسية الافتراضية وأدوات التعاون.
وتمكن هذه المساحات الإلكترونية الطلاب من التواصل مع بعضهم بعضا، وإجراء الاختبارات، والتواصل مع شبكة المدرسة وقتما يريدون.
وتجدر الإشارة إلى أن الطلاب قبل عصر التقنية كانوا لا تتاح لهم فرصة طرح الأسئلة والتعلم إلا خلال ساعات الدراسة. في المقابل، أضحى بإمكانهم اليوم القيام بذلك خلال جميع ساعات اليوم.
سمحت التقنية للتعلم الذاتي أن يسلط الضوء على النظم التعليمية المنظمة وغير المنظمة في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت الراهن، هناك مدارس تستخدم التعلم الذاتي المدمج مع التعليم الجماعي في التدريس.
ويمكن أن تكون هذه الطرق فعالة للغاية للكثير من الطلاب، ونذكر من فوائد أدوات التعلم الذاتية الإلكترونية الأخرى أنها تجعل الطلاب متحمسين للتعلم بشكل فردي ودراسة مواد الجديدة.
يمكن استعمال التقنيات في إعداد وتحضير كل جوانب الفصل الدراسي المعاصر. وفي هذا السياق، إذا وثِقت المدارس في قدرة الطلاب على التعلم من تلقاء أنفسهم، فمن المحتمل أن يقضوا كامل مسيرتهم الدراسية جالسين على كراسي في غرفهم، ويشمل ذلك اجتياز الاختبارات.
وفي حين أنه من الصعب التأكد من عدم لجوء الطالب للمساعدة أثناء إجراء الاختبارات على الإنترنت، فإن التقنية الجديدة -على غرار تقنية تتبّع العين- والاختبارات التي تتم مراقبتها عبر الإنترنت والاختبارات الموقوتة، من شأنها أن تسهل العملية للمُعلمين.
التعلم المجاني هو مفهوم تعليمي جديد مثير للاهتمام نشأ خلال الثورة التقنية. وفي الوقت الراهن، تقدم الآلاف من الجامعات في جميع أنحاء العالم دوراتها الدراسية لأي شخص يرغب في الحصول عليها عبر الإنترنت، مما يعني أن من الممكن "الحصول على شهادة" بشكل أساسي في أي مجال تريده دون الحاجة فعلا إلى دفع ثمنها.
علاوة على ذلك، يمكن وصف التعلم المجاني بأنه "تعلم مفتوح المصدر". وبعبارة أخرى، أصبح لديك القدرة على تعلم ما تريد وقتما تريد دون أية عقبات.
تزيد أجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية والهواتف وأجهزة العرض والنماذج التفاعلية من معدلات مشاركة الطلاب في الفصل الدراسي.
وعموما، تساعد كل هذه التقنية -فضلا عن تعدد استخداماتها- المعلمين على زيادة نطاق دروسهم والغوص بشكل أعمق في كل موضوع، نظرا لأن من الممكن تقديم المعلومات بطريقة أسرع وأسهل للفهم.
تساعد التقنية الطلاب على العمل سويا بشكل أكثر سلاسة خلال الدراسة. وعبر الاتصال غير المتزامن الذي يعدّ وسيلة للتواصل لا تتطلب استجابة فورية، يمكن للطلاب التعاون دون حاجتهم إلى أن يكون زملاؤهم في الفريق نشطين في ذلك الوقت.
في الواقع، تمثل الطرق المختلفة التي تساعد بها التقنية التعليم مجرد بداية بسيطة في النظام التعليمي بأكمله. وفي الواقع، يوجد الكثير مما يمكن قوله حول اكتساب البشرية المتواصل للمعرفة وكيفية تأثيره على الطلاب في جميع أنحاء العالم. وعموما، لا يبدو أن استعمال التقنية في الدراسة سيتوقف.