الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا تعتقل إسرائيل أمهات الأسرى؟

هل نجحت السياسة الإسرائيلية في الضغط على الأسرى من خلال أمهاتهم للاعتراف؟

2019-11-06 12:30:44 PM
لماذا تعتقل إسرائيل أمهات الأسرى؟
أسيرة فلسطينية

 

 الحدث - سجود عاصي

 كثرت في الآونة الأخيرة، اعتقالات أو استدعاءات الأمهات الفلسطينيات، وعلى وجه التحديد أمهات الأسرى المعتقلين، مما يثير ملاحظات جدية حول كونها سياسة إسرائيلية ممنهجة نفذها الاحتلال بشكل مكثف خلال الأشهر الماضية باعتقال أكثر من سبعة أمهات أسرى، منهن والدات الأسرى: يزن مغامس، قسام البرغوثي، وسام حنون، ماهر شريتح، محمد صلاح الدين وثائر بدر وغيرهن.

وقال مدير مركز قدس للدراسات، علاء الريماوي، إن الاحتلال الإسرائيلي يمارس عملية ضغط على الأسير الفلسطيني بداخل المعتقل وخلال عملية اعتقال والدات الأسرى أو زوجاتهم، "وهو ليس بالأسلوب الجديد؛ فهو ممارس منذ السبعينات"، وتمارسه سلطات الاحتلال من أجل الضغط على الأسرى ومقايضتهم للاعتراف بالتهم الموجهة إليهم خلال التحقيق.

وأضاف الريماوي لـ"الحدث": شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية عدة حالات لاعتقال والدات أسرى مثل والدة الأسير ثائر بدر ووالدة الأسير قسام البرغوثي، حيث تبين أن اعتقالهن جاء للضغط على أبنائهن ولكسر عزيمتهم. موضحا، أن أغلب الأمهات المعتقلات هن سيدات كبيرات في السن، ويتم معاملتهن بقسوة خلال اعتقالهن واحتجازهن في زنازين سيئة مخصصة للمجرمين.

وأكد الريماوي، على أن المنهجية التي يتبعها الاحتلال باعتقال أمهات الأسرى؛ تؤثر بعض الشيء على نفسية الأسير، لكنها لا تضغط عليه كثير فيما يتعلق بموضوع الاعتراف. مشددا على أن حالة المقاومة مستمرة وستبقى مستمرة ولن تثنيها هكذا ممارسات.

وقال مدير مركز الأسرى للدراسات والأبحاث الإسرائيلية، رأفت حمدونة، إن أجهزة الأمن التابعة للاحتلال لا تفرق بين طفل أو امرأة أو رجل او مسن؛ فهي تعتقل أعدادا كبيرة من الفلسطينيين دون وجود أي مبرر لاعتقالهم سوى بعض التقارير "الأمنية الاحترازية" وبدون وجود ملفات إدانة بحقهم.

واعتبر حمدونة في اتصال مع "الحدث"، أن اعتقال أمهات وزوجات الأسرى يأتي بذرائع أمنية وغير أمنية "ولكنها غير منطقية وغير مبررة". مضيفا، أن هناك حالات استهجان من الاستثمار الإسرائيلي في زيارة أهالي الأسرى خاصة الأمهات والزوجات من أجل اعتقالهن، إضافة إلى حالات الاعتقال التي يتم تنفيذها من المنازل.

وأوضح، أن هناك سببا آخر لاعتقالهن، وهو للضغط النفسي على الأسرى خاصة في فترة اعتقالهم الأولى؛ "فالتعذيب الجسدي للأسير يتلاشى ويمكن تجاوزه على خلاف التعذيب والضغط النفسي الذي يبقى أثره مع الأسير، وبالتالي فإنه يتم استخدام هذا الأسلوب في محاولة من سلطات الاحتلال إلى التأثير على سير مجرى التحقيق مع الأسرى.

وأكد مدير مركز الأسرى للدراسات والأبحاث الإسرائيلية، على أن التعذيب النفسي والجسدي من الأساليب  المحرمة والتي جاءت ضمن اتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1987 والتي تعتبره جريمة حرب.

وأشار حمدونة لـ"الحدث"، إلى أن الفلسطينيين تعرضوا خلال الاحتلال الإسرائيلي إلى عشرات الأساليب ووسائل القمع والضغوطات لكنهم أكدوا بنضالهم ومقاومتهم المستمرة على أنها لا تثنيهم عن دربهم. وأكد، أن اعتقال الأمهات والزوجات بغرض التعذيب النفسي للأسير قد يكون لها تأثير على المستوى الفردي داخل أقبية التحقيق ولكن "لا أحد يختزل قضيته باعتقال الاحتلال والدته أو زوجته".

وقالت والدة الأسير ثائر بدر، وهي سيدة مقعدة اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي من منزلها في قرية بيت لقيا، إن اعتقالها جاء للضغط على أبنائها الثلاثة المعتقلين لدى الاحتلال، حيث أجلسها المحققون على كرسيها المتحرك أمام غرفة التحقيق التي يتواجد بها ابنها. وأضافت أنه خلع سترته وأعطاها إياها لتقيها من البرد في غرف التحقيق. 

وقالت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير لـ"الحدث"، إن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل منذ بداية عام 2019 وحتى شهر أيلول الماضي 106 فلسطينيات من ضمنهن والدة أسير واحدة ما زالت تقبع في سجون الاحتلال.