الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الفساد ليس مكرمة رئاسية!| بقلم: زياد البرغوثي

2019-11-07 11:23:05 PM
الفساد ليس مكرمة رئاسية!| بقلم: زياد البرغوثي
زياد البرغوثي

 

استجابة لتمنيات دول الاتحاد الأوروبي؛ أعلن السيد الرئيس أمام العالم ومِن على منبر هيئة الأمم، نيته إجراء انتخابات عامة، وبدون تعيين سقفها الزمني ونوعيتها، تشريعية كانت أم رئاسية، أو الاثنتين معاً.

بدأت التخمينات والنقاشات حول جدية الإعلان في الصالونات السياسية، وعلى صفحات ثوار ومناضلي وسائل التواصل الاجتماعية، وبين الجد والمزاح، وبين التكتم والإفصاح؛ اختلفت الآراء بين الحماسة والإيجاب، واستحالة التطبيق في ظل الانقسام وعدم الجدية في نوايا المؤسسة الرسمية، وضبابية التصريحات الفصائلية.

سألت مجموعة من أبناء الجيل الجديد، وهم الغالبية العظمى من السكان ( أكثر من ٧٠٪؜ ) حسب الإحصاءات المركزية، عن أفكارهم ورأيهم في فكرة الانتخابات تشريعية كانت أو رئاسية!، فجاء الجواب مخالفاً لكل التوقعات؛ وهو أن أولوية هذا الجيل هي محاربة الفساد وكل أشكاله السياسية والإدارية والمالية، وكل ما يسعى إليه هذا الجيل يتمثل بتحسين أدائه المهني والحرفي والنهوض بوضعه الاقتصادي.

هذه حالة من الانسحاب لجيل كامل إلى المربع الأول بعد أن يأس هذا الجيل من أداء وممارسات بعض المسؤولين وأعوانهم، وتجاوزات أبنائهم.

أكتب هذا وأنا أتابع السجال والاتهامات المتبادلة بين وزير من جهة ورئيس وزرائه من جهة أخرى، إنها اتهامات خطيرة على تجاوزات بإدارة المال العام وإدارة المؤسسة، انسحبت على ممارسات وتجاوزات مسؤولين ووزراء سابقين وحاليين، اقسموا جميعاً أمام السيد الرئيس، أن يحافظوا على الدستور وعلى مقدرات الوطن والمواطن، وأن يكونوا مخلصين للشعب وتراثه القومي، وأن يرعوا مصالح الشعب الفلسطيني رعاية كاملة.

لا تعنيني الحقيقة ولا يعنيني فساد المسؤولين، فمصطلح الفساد غير مُعَرف في ثقافتنا الحديثة، والخيط الفاصل بين حُرمة المال العام والخاص غير واضح أو غير موجود في مفاهيمنا. فترى الكثير من المسؤولين يتصرفون بالمنصب وبالمال العام وكأنه ميراث العائلة أو مكرمة رئاسية.

كل ما يهمني أنهم تحت القسم، حنثوا باليمين وخانوا الأمانة وانسحبت سلوكياتهم إلى المجتمع الفلسطيني تلوثه وتسمم مفاهيمه وتُحبط أبناءه.

سيادة الرئيس..

لقد أصبح الفساد وممارساته وأشكاله في المجتمع الفلسطيني صفة نوسَم بها أمام المجتمع الدولي وأمام أبنائنا من الجيل الجديد، فهل نحن أمام نظام ينتمي إلى جمهوريات الموز؟

سيادة الرئيس..

إننا بحاجة إلى إرادة قوية تعمل على إزالة كل التعديات والطفيليات العالقة على الجسد الفلسطيني، وكل الممارسات التي تنخر فيه، وتهدد مجتمعنا وهويتنا وثقافتنا ومستقبل أبنائنا وقضيتنا، إرادة تعمل على صون وحماية نظام ديموقراطي يليق بتضحياتنا جميعاً.

فهل نملك معاً هذه الإرادة؟