الحدث- موسى أسعد
سجل سعر بيض المائدة مستوى غير مسبوق في أسواق رام الله والبيرة والضفة، فيما يتوقع تجار ان يدفع شح المعروض منه باتجاه استمرار الارتفاع خلال الأيام المقبلة.
وكسر سعر الطبق (30 بيضة) حاجز الـ 25 شيقل في بعض المتاجر، وبلغ الـ 30 بالمفرق ( الواحدة بشيقل) وسط تذمر مستهلكين واتهام للتجار بالجشع والتلاعب في الأوزان، ما اثار جمعية حماية المستهلك برام الله.
وتحدد سعر طبق البيض بناء على الوزن، ويقسم الى 3 فئات كبير فوق (2000 غرام)، وهو الدارج، ومتوسط حول 1800 غرام، وصغير حول 1500 غرام، لكن مستهلكين يقولون ان الحجم المتوسط غائب ويبيعة التجار على انه كبير لجني ارباح اضافية.
وتنتج الضفة الغربية ما يفيض عن حاجة السوق المحلي من البيض وتبحث باستمرار عن اسواق في اسرائيل ودول الجوار لتصريف تلك الكميات.
ويستهلك الفرد في الأراضي الفلسطينية نحو 15 بيضة شهريا، وهو معدل عال ويرتفع باستمرار في ظل تدهور القدرة الشرائية ورخص البيض كمصدر للبروتين مقارنة مع مصادره الحيوانية الأخرى. وتستخدم اسر كطبق رئيسي في الوجبات الثلاث.
ويقر التجار بوجود نقص في المعروض مقابل الطلب يظهر في توريد اقل من المطلوبة مع الحاق الاوضاع الجوية السيئة اضرار بالمزارع وقطعان الدجاج البياض، لكنهم يحملون المزارعين المسؤولية عن ارتفاع أسعار البيض ببيع الانتاج الى تجار إسرائيليين.
فيما يشكوا المربون من استمرار ارتفاع كلفة إنتاج الطبق بسبب ارتفاع اسعار الأمهات والمصاريف الاخرى، وتدني الانتاج بسبب الاضرار التي لحقت بالقطعان.
مدير الجمعية التعاونية لمربي الدواجن عثمان الديك يقول لـ "الحدث" إن السبب الرئيس وراء ارتفاع الأسعار هو توريد بيض مزارع الضفة الى اسرائيل التي تعاني مؤخرا من نقص في الإنتاج ما احدث فارقا ملموسا بين العرض والطلب قاد الى الارتفاع.
ويرى الديك أن الإنتاج المحلي في رام الله والأراضي الفلسطينية الان كاف ويزيد على الحاجة، لكنه قال انه اذا استمر الطلب الإسرائيلي فان الأسعار مرشحة للارتفاع وخصوصا مع حلول فصل الشتاء حيث يتراجع الإنتاج.
وتتضمن المزارع الفلسطينية نحو 2 مليون طير دجاج بياض، نحو 300 ألف طير منها برام الله والبيرة. ويساهم قطاع الدواجن بـ 40-50 % من إنتاج الثروة الحيوانية، و12-15 % من الإنتاج الزراعي. ويحتل البيض المرتبة الأولى للإنتاج الحيواني.
وإضافة الى كونه غذاء رئيسي يدخل البيض كمكون أساسي، في إنتاج كثير من السلع الأساسية ما قد يقود الى ارتفاع مماثل في أسعارها.
وعبرت "جمعية حماية المستهلك في محافظة رام الله والبيرة" عن استغرابها من الارتفاع الكبير على اسعار بيض المائدة مؤخرا.
رئيس الجمعية صلاح هنية قال لـ "الحدث": مبررات رفع الاسعار - بحسب تجار - ومنها تهافت المواطنين ونفوق اعداد كبيرة من الدواجن خلال العاصفة الثلجية انتهت ولا بد من عودة الاسعار الى ما كانت عليه قبل العاصفة.
وأضاف ندرك في "جمعية المستهلك" ان هناك اسبابا حقيقية لكن الارتفاع الحالي ليس له ما يبرره سوى الطمع بمزيد من الارباح على حساب المواطنين الذين يعانون ظروفا اقتصادية صعبة للغاية وهم ليسوا بحاجة لتحمل المزيد.. لا يمكن الاستغناء عن البيض خاصة للصغار.
ووفي المقابل جدد هنيه تضامنه مع المزارع الذي طالته الأضرار نتيجة الصقيع وقال الجمعية على تواصل مع صانع القرار لاسناد المزارع وتعويضه.