الحدث: رفح- محمد مصطفى
شكل عودة مرض "أنفلونزا الطيور"، تهديداً حقيقياً لقطاع الدواجن المنهك في غزة، وبات مئات المزارعين ومربي الدواجن يخشون على طيورهم من الإصابة بالمرض.
وأبدى مزارعون مخاوف حقيقية من عودة المرض بعد اختفاء دام عدة سنوات، خاصة بعد ظهور مزارع مصابة بالفيروس في عدة مناطق داخل إسرائيل والضفة الغربية.
والأسوأ أن المرض ظهر في ظل ظروف عصيبة يمر بها قطاع الدواجن في غزة، مع ضعف الأسواق، واستمرار انخفاض الأسعار منذ أشهر طويلة، والأضرار التي أصابت المزارع خلال العدوان، ما عرض المزارعين والمربين لخسائر فادحة.
ناقوس خطر
ورأى المزارع إسماعيل قاعود، ويمتلك مزرعة شرق مدينة رفح، أن عودة المرض المذكور يعتبر بمثابة كارثة، فانتشاره سيقضي على قطاع الدواجن.
وبين أنه توقف عن التربية منذ عدة أشهر لعدة أسباب، أبرزها انخفاض الأسعار وشح غاز الطهي الضروري في عمليات التدفئة خلال فصل الشتاء، إضافة إلى عودة المرض المذكور.
وأشار أبو قاعود إلى وجوب وقوف الجهات المعنية إلى جانب المزارعين، ومساندتهم كي يتمكنوا من الصمود ومواصلة العمل، بعد الخسائر التي منيو بها مؤخراً، وعودة المرض المذكور.
وأكد المزارع محمود العبسي، أن مزارعي الدواجن لم يعودوا يحتملوا أية خسارة جيدة، فالأضرار الكبيرة والخسائر الفادحة التي مني بها معظمهم خلال فترة العدوان، أثرت على قدرتهم على المواصلة، ثم جاء انخفاض الأسعار بعدها ليزيد الطين بلة، وهاهم اليوم يواجهون خطراً جديداً، يتمثل في عودة المرض المذكور.
وأكد العبسي أن المزرعة التي تمتلكها عائلته تضررت خلال العدوان، ونفقت لديهم آلاف الطيور الداجنة، ووعدوا بتعويضات من الجهات المعنية، غير أن ذلك لم يتحقق حتى الآن.
ولفت إلى أنهم باتوا مترددين من تربية أفواج جديدة من الدواجن، رغم أنها حرفتهم وعملهم الوحيد الذي يعتاشوا منه، مؤكداً أن أية خسارة جديدة قد يتعرضوا لها ستعني فقد قدرتهم على المواصلة، وإغلاق المزرعة.
إجراءات صارمة
من جانبه أكد مسئول في وزارة الزراعة بغزة، أن المرض الذي ظهر في الضفة وإسرائيل مؤخراً، لم يصل غزة بعد، ولم تسجل أية إصابات جديدة به في مزارع القطاع خلال الفترة الحالية.
وبين فايز الشيخ، مسئول الإعلام في الوزارة، أن الأقسام المعنية اتخذت سلسلة من التدابير والإجراءات العاجلة، من شأنها منع انتقال المرض لغزة، من بينها حظر استيراد الدواجن والبيض، ومراقبة المزارع بصورة مكثفة، وأخذ عينات فورية من أي طائر تظهر عليه أعراض مشابهة.
وأوضح الشيخ أن الوزارة في غزة تعاملت بشكل جيد حين ظهر المرض قبل سنوات، وتمت محاصرة البؤر المصابة، وإعدام المزارع التي ظهر فيها.
يذكر أن قطاع غزة كان يستورد شهرياً نحو أربعة مليون بيضة ً، و1200 طن قطع من الدواجن المجمد، وتحديدًا الأجنحة والظهور.
وزارة الصحة: غزة خالية من إنفلونزا الطيور
وكان الناطق باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة أكد لـ "الحدث" في حديث سابق ان قطاع غزة خال من مرض انفلونزا الطيور ولا يوجد أي حالة مرض او حتى اشتباه.
واشار القدرة إلى قيام الوزارة باتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة للتعامل مع أي طارئ بخصوص المرض ومن ضمن هذه الاحتياطات وجود لجنة متابعة عليا لمتابعة الامراض المعدية تضم وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والانروا ومنظمة الصليب الاحمر.
وقال القدرة إن اللجنة تنعقد بشكل مستمر ومتواصل لمتابعة أي تطورات للأمراض المعدية بشكل عام وانفلونزا الطيور بشكل خاص.