مجسم للكعبة يثير جدلا في تونس

 الحدث لايت 

 أثار مجسّم للكعبة المشرّفة أقامته بلدية تونس بمناسبة عيد المولد النبوي جدلا كبيرا في البلاد، حيث رحّب البعض بالفكرة، فيما انتقد آخرون استغلال المجسم المذكور لتعليم الأطفال مناسك الحج.

ونشرت صفحة بلدية تونس صورا لمجسم للكعبة المشرفة أقامته في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية، في إطار احتفالية بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، والذي تزامن مع عيد الشجرة.

وأثارت الصور جدلا كبيرا على موقع “فيسبوك”، حيث تساءلت الباحثة رجاء بن سلامة: “ما علاقة هذا المشهد بالبيئة وبعيد الشّجرة؟ ما علاقة هذا بمدرسة المواطنة؟ وهل الكعبة يجلس الناس حولها على الأرض؟ يحلمون بمدارس طالبان أم ماذا؟ ومدنيّة الدّولة؟ وحياد الإدارة؟”.

وعلّق الباحث رضوان المصمودي (القيادي في حركة النهضة) على ما كتبته بن سلامة بالقول: “يعلّمونهم دينهم. هل يُعتبر هذا عيبا وفضيحة كبرى؟”.

ودوّنت الباحثة فتحية السعيدي: “بلدية الكرم تحدث صندوقا للزكاة وبلدية تونس تستعمل الأطفال في موقف هجين لا علاقة له بالتربية على بيئة سليمة لا من بعيد أو قريب. بل هو موقف قد اتجه إلى تدجين الطفولة باختصار شديد. الصراع حول النموذج المجتمعي صراع متواصل مع فارق، هم ينفذون مشروعهم الماضوي ونحن نتفرج وفي أحسن الحالات نصرخ”.

فيما انتقد مصطفى البعزاوي، العضو السابق في هيئة الحقيقة والكرامة، وجود “أخطاء” في مجسم الكعبة، حيث دوّن على صفحته في موقع فيسبوك: “مكان الحجر الأسود هو الزاوية على أقصى اليسار عندما تقف أمام الجهة التي نرى فيها الباب، وهي في زاوية إن كنا نرى الكعبة من الجهة التي تسبق جهة الباب. فكيف حولت بلدية تونس برئاسة سعاد مكان الحجر الأسود في مجسم الكعبة إلى يمين من ينظر إليها في الجهة التي تسبق واجهة الباب؟ قدرة التغيير عند رئيسة بلدية تونس تتجاوز الحدود!”.

فيما خاطب الشيخ خميّس الماجري منتقدي فكرة المجسم بقوله: “يحاربون النقاب واللحى ومدارس القرآن ويغلقون المساجد إثر كل صلاة وأحلوا الخمور والزنا والربا، وأقاموا الدنيا احتفالا بالمولد!”.

وهي ليس المرة الأولى التي يتم فيها بناء مجسم للكعبة في تونس، حيث لجأت وزارة الشؤون الدينية في مناسبات عدة إلى هذا الأمر ضمن ما يسمى “عملية حج بيضاء” بهدف تعليم الحجاج مناسك الحج قبل التوجه إلى الديار المقدسة.