الحدث- إسلام مسعد
"البلد دي (هذه) بقت بتوجع (مؤلمة).. ومفيهاش (لا يوجد بها) دفا (دفئ).. يا رب يكون ترابها براح".. بهذه الكلمات التي كتبتها قبل أيام الناشطة اليسارية شيماء الصباغ، التي قتلت أمس، قرب ميدان التحرير وسط القاهرة، سجل هاشتاغ يحمل اسمها أعلى معدل مشاركات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) في مصر.
هاشتاغ "شيماء الصباغ" احتل المرتبة الأولى بعد أن جمع مؤيدي الاشتراكيين الثوريين، التي تنتمي لها شيماء، ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين، الذين ربطوا بين قتل شيماء وقتل "سندس رضا" أمس الأول الجمعة، خلال مظاهرات قام بها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بالإسكندرية (شمالي البلاد).
وقتلت الصباغ، خلال تفريق قوات الأمن المصرية، عصر السبت، مسيرة معارضة للسلطات في ميدان طلعت حرب، القريب من ميدان التحرير، حيث حمل المشاركون فيها أكاليل الزهور.
وقتلت سندس، أول أمس الجمعة، أثناء تفريق مسيرة نظمها أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بمدينة الإسكندرية (شمالي البلاد)، وتبادل الأمن وجماعة الإخوان المسؤولية عن مقتلها.
وربط المشاركون في الهاشتاغ، بين القتيلتين، بأن "الدم واحد، ولونه واحد، والنشأة واحدة (الإسكندرية)، وطريقة القتل واحدة (رصاص الخرطوش) والقاتل واحد"، بحسب ما كتب الناشط أحمد سعيد.
طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن مصير سندس وشيماء "هو مصير كل الشرفاء الذين يدافعون عن حرية هذا الوطن وكرامته".
فاضل سليمان الداعية الإسلامي، مدير مؤسسة جسور للتعريف بالإسلام، قال في تغريدة له عن شيماء: "هل هناك أحقر من ضابط يقنص فتاة في رأسها فينهي حياتها وهي تنادي بحقها في الحياة بحرية".
أحمد الكندري شاعر كويتي، نظم أبياتا قال فيها: "وإذا سألتَ عن الحرائرِ فاستمع أن الشهادة اسمُها "أسماءُ" (في إشارة إلى أسماء البلتاجي التي قتلت خلال فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس/ اب 2013).. وترى الشجاعةَ قد علتْ في سُندُسٍ.. والثورة الكُبرى غدت شيماءُ".
الصباغ التي كانت تشغل منصب، أمينة العمل الجماهيري بأمانة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، بالإسكندرية (شمال)، تداول نشطاء مقطع فيديو لها، تقول فيه: "أنا البنت الممنوعة من حضور حصص الدين المسيحي، وأنا البنت الممنوعة من الحب في الميادين، وأنا البنت الممنوعة من قولة لاء.. عمري ما هايفوتني الفجر".
محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، كتب على (تويتر)، عقب مقتل شيماء: "نرى أقبح ما فينا ونفقد أغلى من فينا.. متى سندرك أن العنف ليس حلاً، وأن وطنًا قائمًا على هيبة الإنسان هو الوطن الذى نبتغيه جميعًا".
المتحدث الإعلامي باسم الإخوان، محمد منتصر، كتب أيضا على (تويتر): "تحية إلى حرائر هذا الوطن اللاتي يضربن ويسجلن كل يوم أروع الأمثلة في التضحية والفداء وفي القلب منهم شيماء الصباغ وسندس رضا".
وأمر النائب العام المصري هشام بركات، بتشكيل فريق عمل من النيابة العامة بتفريغ الكاميرات المتواجدة بميدان طلعت حرب والشوارع المتفرعة منه لسرعة ضبط الجناة، مطالبا وزير الداخلية بتسليم المتسببين في مقتل شيماء للمحاكمة "إذا ثبت تورط الشرطة في الحادث".
من جانبها، قالت وزارة الداخلية، في بيان لها أمس، إنه "تم رصد ما يقرب من 50 شخص بمنطقة وسط القاهرة، قاموا بإطلاق الألعاب النارية والشماريخ، إلا أنهم تفرقوا فور وصول القوة الأمنية، وتم ضبط 6 منهم".
وأضاف البيان: "عقب ذلك تبلغ بإصابة إحدى المواطنات ونقلها إلى المستشفى لإسعافها إلا أنها توفيت متأثرة بإصابتها"، مشيرا إلى أن "الأجهزة الأمنية تكثف من جهودها لكشف ظروف وملابسات الواقعة وضبط مرتكبيها".
المصدر: وكالة الأناضول