الحدث48
طالبت "القائمة العربية المشتركة" وأحزاب أخرى في " الكنيست " الإسرائيلي، بتنحية بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء عن منصبه على الفور؛ وذلك في أعقاب تقديم لوائح اتهام ضده بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال.
ودعا أعضاء القائمة المشتركة في بيان صحفي، إلى تنحية نتنياهو عن منصبه على الفور بكل طريقة ديمقراطية يسمح بها القانون، محذرين من أن رئيس الوزراء ينوي مواصلة التحريض ضد الجهات المسؤولة عن فرض القانون.
وقالت القائمة المشتركة في بيانها إن "الجرائم التي ارتكبها نتانياهو والأكاذيب التي يروجها، تحولت بعد فترة طويلة الى اتهامات قضائية". وفق ما أوردته الإذاعة الإسرائيلية العامة.
واستدرك البيان : "لكن الخطر من تفوهاته وتصرفاته ازداد"، معتبرًا أن "نتنياهو مستعد لكل شيء من أجل التملص من عقوبة السجن، حتى لو اقتضى الأمر إشعال حرب دامية سواء كانت داخل المجتمع الإسرائيلي أو في المنطقة".
من جهته، رفض بيني غانتس زعيم حزب "أزرق أبيض"، تصريحات نتنياهو من أن قرار تقديم لوائح الاتهام ضده "يعتبر انقلابا سلطويا".
ووصف غانتس، تصريحات نتنياهو، بأنها "محاولة للتشبث بالسلطة"، مضيفا أنها "تدل على وجوب أن يقوم رئيس الوزراء بالتنحي عن منصبه والتركيز على شؤونه القضائية".
وفي سياقٍ متصل، قال عمير بيرتس رئيس حزب "العمل" المُعارض، إنه يُمكن تشكيل حكومة إسرائيلية في غضون ساعات قليلة، إذا ما أعلن نتنياهو عن عجزه عن أداء المهمة، بعد تقديم لوائح الاتهام ضده.
وأضاف بيرتس في تصريحات نقلها تلفزيون (i24news) الإسرائيلي أن "نتنياهو هو العقبة المركزية أمام تشكيل حكومة جديدة، بعد إجراء انتخابات مرتين في أقل من عام".
كما انتقد بيرتس، الخطاب الذي ألقاه نتنياهو في أعقاب اتهامه، والذي هاجم فيه السلك القضائي، معتبرا أنه "تجاوز كل القواعد".
وحول تأكيد نتنياهو أنه لن يغادر منصبه بعد اتهامه، قال بيرتس : "لن يتمكن رئيس حكومة من إدارة إسرائيل، حينما تسخر كل جهوده وطاقاته، للإجراءات القانونية التي يحتاجها، إنه سيفعل كل ما يتطلبه الأمر لإثبات براءته، لكن لا يمكن لدولة بأكملها، أن تدفع مثل هذه الأسعار الباهظة". وفق تعبيره.
وبعد تقديم لوائح الاتهام إلى نتنياهو، باتت هذه هي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل، يقدّم فيها رئيس حكومة للمحاكمة، أثناء إشغاله منصبه.
وكان غدعون ساعر العضو في "الليكود"، دعا أمس الخميس إلى إجراء انتخابات تمهيدية لرئاسة الحزب.
وقال إنه "يدعم مساعي رئيس الوزراء نتنياهو الهادفة إلى تشكيل حكومة جديدة"، متسائلا : "كيف يمكن له ان يفلح في هذه المهمة مستقبلا بعد اخفاقه الأخير؟".
وأضاف ساعر خلال مؤتمر عقدته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنه بمقدوره "إقامة حكومة ورص صفوف الشعب تحت كلمة السواء". بحسب تعبيره.
وفي ذات الشأن، استبعد المحلل السياسي ماتي توخفيلد في صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي تأسست من أجل دعم نتنياهو وسياسته، أن يستقيل نتنياهو في حال لم يقرر المستشار القضائي للحكومة وجوب حدوث ذلك.
وكتب أنه "في هذه الأوقات بالذات، وخلافا لليسار حيث كانوا على ما يبدو سيطيحون بالزعيم (نتنياهو) منذ الأمس، فإنه في الليكود يفضلون رص الصفوف والحفاظ على الزعيم الملاحق من جانب قوى خارجية ومكروهة مثل جهاز القضاء ووسائل الإعلام، ولذلك فإن انتصار نتنياهو على (خصمه داخل الليكود) غدعون ساعر وأي أحد يتحداه، يكاد يكون مضمونا".
وأضاف أنه "ليس كل شيء واضح من الناحية القانونية. والمستشار مندلبليت لم يقرر ما إذا بالإمكان التكليف بتشكيل الحكومة على مرشح مع لوائح اتهام. وفي حال قرر ذلك، سيضطر أعضاء الليكود إلى إيجاد زعيم آخر لمعركة الانتخابات القريبة".