الحدث الفلسطيني
يوافق يوم الأحد 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الذكرى السنوية الـ26 لاستشهاد القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عماد عقل، الذي نفذ سلسلة عمليات نوعية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي من مسافة صفر.
ولد الشهيد عقل في 19 يونيو/حزيران 1971 في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وكان والده يعمل مؤذنًا لمسجد الشهداء في المخيم، وهاجر أهله بعد حرب 1948 من قرية "برير" القريبة من المجدل.
درس الشهيد عقل في إحدى مدارس مخيم جباليا في المرحلة الابتدائية وحصل على ترتيب بين الخمسة الأوائل بين أقرانه ثم انتقل إلى المدرسة الإعدادية، وبرز تفوقه مرة أخرى بحصوله على مرتبة متقدمة بين الأوائل، وأنهى المرحلة الثانوية عام 1988 من ثانوية الفالوجة وأحرز المرتبة الأولى على مستوى المدرسة وبيت حانون والمخيم.
تقدم بأوراقه وشهاداته العلمية إلى معهد "الأمل" في مدينة غزة لدراسة الصيدلة، إلا أنه ما إن أتم إجراءات التسجيل ودفع الرسوم، حتى اعتقلته قوات الاحتلال وأودعته السجن في 23/9/1988 ليقدم للمحاكمة بتهمة الانتماء لحركة حماس والمشاركة في فعاليات الانتفاضة الأولى، فقضى 18 شهرًا في المعتقل ليخرج في شهر 3/1990.
وفي العام الدراسي 1991-1992 تم قبوله في كلية حطين في عمّان قسم شريعة، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعته من التوجه إلى الأردن بسبب نشاطه ومشاركته في الانتفاضة.
انتخب في بداية العام 1991 ضابط اتصال بين "مجموعة الشهداء" وهي أولى مجموعات كتائب القسام وبين قيادة كتائب القسام.
وكانت "مجموعة الشهداء" هذه تعمل بشكل أساسي في قتل المتعاونين الخطيرين مع الاحتلال إلى حين الحصول على قطع لتسليح أفراد المجموعة استعدادًا لتنفيذ عمليات عسكرية ضد دوريات وجنود الاحتلال.
وفي 26/12/1991 أصبح مطاردًا لجيش الاحتلال وأجهزته الأمنية بعد اعترافات انتزعت من مقاومين بعد تعرضهم لتعذيب شديد.
وفي 22/5/1992 انتقل إلى الضفة الغربية وعمل على تشكيل مجموعات لكتائب القسام هناك.
وفي 13/11/1992 عاد إلى قطاع غزة بعد أن نظم العمل العسكري في الضفة الغربية، وبعد أن تم اعتقال العشرات من مقاتلي القسام في الضفة الأمر الذي اضطر عقل إلى العودة إلى القطاع.
ورفض القائد عقل الخروج من قطاع غزة إلى خارج فلسطين في شهر 12/1992، وأصرّ على البقاء.
وبعد مضى عامين على مطاردة عقل من جيش الاحتلال، ظل فيها يجوب الضفة الغربية وقطاع غزة ينفذ عملياته ويشكل مجموعات المقاومة، نفذ العديد من العمليات والمعارك منها تحطيم سيارة مخابرات إسرائيلية وإصابة ركابها، في حي الشيخ عجلين جنوب غزة وذلك بتاريخ 5/4/1992، وجرح 4 جنود بينهم امرأة برتبة ضابط بالخليل في 21/10/1992، وقتل جندي وجرح آخر بالخليل في 25/10/1992، وقتل ثلاثة جنود بينهم ضابط بطريق الشجاعية في 7/12/1992، وجرح جنديين في غزة في 12/2/1993.
وكانت أبرز عمليات الشهيد عقل هي عملية مسجد "مصعب بن عمير" في حي الزيتون بغزة والتي نشرت كتائب القسام صور الضباط والجنود القتلى الذين قام عقل برفقة مجموعته بقتلهم داخل جيبهم العسكري.
وشكلت هذه العملية بداية مرحلة جديدة من عمليات مجموعة الشهداء في كتائب القسام؛ فقد كانت أول عملية مصورة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وأول عملية يتم التخطيط لها بشكل محكم، وموجهة ضد الآلة العسكرية الإسرائيلية، إذ اقتصر عمل المجموعة بعد المطاردة على العمليات التطهيرية للعملاء ومروجي الفساد والمخدرات.
حاول الاحتلال اغتياله أكثر من مرة، وجند العملاء ومخابراته لذلك، فقد كان على رأس المطلوبين له حتى تم اغتياله عام 1993.
وفي يوم الأربعاء 24/11/1993 وبعد أن تناول طعام الإفطار -إذ كان صائما- مع بعض رفاقه في حي الشجاعية، وعند خروجه من المنزل الذي كان فيه قام أحد العملاء – تم قتله لاحقا- بالدلالة على المكان الذي يتواجد فيه عماد، فحاصرت قوات الاحتلال الحي، وحدث تبادل إطلاق نار بين الشهيد وقوات الاحتلال أسفر عن مصرع عدد من جنود الاحتلال، واستشهاد عماد عقل بعد أن أصابت جسده إحدى القذائف المضادة للدروع الذي استخدمها الجنود في معركتهم مع عماد وقد أصابت القذيفة وجهه.
ويقول شاهد حضر دفنه: "وجدنا في جسمه 70 طلقة وعدة طعنات بالسكاكين".