الحدث لايت
يروي المخرج والمؤلف الفرنسي جوليان لوكليرك، حكاية الممثل الأمريكي الشهير " جان كلود فان دام "، في فيلمه الأخير "الحارس الحزين" ،في الخمسينيات من عمره، والمُصر، بعد وفاة زوجته في جنوب أفريقيا، على تربية ابنته (8 أعوام)، فيعمل حارساً مرافقاً في النهار وفي ملهى ليلي لضمان عيشها وتسديد تكاليف دراستها، إزاء صعوبة دفعها بداية كل شهر.
ففي ساعات النهار يعمل "جان كلود فان دام"، مرافقا لـ "ليزا" (سفيفا آلفيتي)، الفتاة الذكية، التي تزوِّر الأموال ؛وليلاً، يشتغل حارساً في الملهى، وسائقاً ومرافقاً لرئيس العصابة الفلمنكية الذي يثق به لقوّته البدنية.
وتتّهم الشرطة "لوكاس" بالانتقام لزوجته وقتل قاتلها، لكن مفوّض الشرطة يقترح عليه التعاون معه للتحقيق بشأن العصابة ورجالها، وفي أعمال التزوير التي تقوم بها، مقابل حضانة ابنته وتحمّل تكاليف دراستها. هذا قبيل نهاية الفيلم، إذْ ينكشف أمر المحقّق نفسه، كمنتم إلى إحدى العصابات، وبالتالي فهو غير مهتمّ إلا بالمال الذي تزوّره العصابة الفلمنكية.
على مستوى المعالجة السينمائية، يختلف "الحارس" كثيراً عن "الهجوم" (2010)، للوكليرك نفسه ،والذي تدور أحداثه عام 1994، راوياً قصّة خطف تحصل على متن طائرة "إيرباص" تابعة لـ "الخطوط الجوية الفرنسية ".
في "الهجوم" يرتكز اشتغال المخرج على الاستقصاء، لكشف حقيقة خطف 4 إسلاميين مسلّحين تلك الطائرة، في نحو 48 ساعة، وإنقاذ ركابها. الصورة هنا بعيدة عن التخييل والتفكير، فالمخرج، في هذه الحالة، يجمِّد عملية التفكير، جاعلاً فيلمه أقرب إلى الوثائقي، بمنطلقاته المنهجية.
هذا كلّه على نقيض "الحارس" الذي استطاع فيه تجاوز ثقافة الترفيه ،منتقلاً إلى أسلوب هيتشكوكي، أحياناً، في معالجة التشويق، في بعض مشاهده. كما أن بطء السرد، بوصفه إطاراً وقالباً، يترجم الإشارات والدلالات إلى حركات متخيّلة، فيعطي الفيلم سمةً خاصة، بسبب القصّة الدرامية لـ "لوكاس" الذي يجد نفسه ضحية العصابة والشرطة والواقع البائس معاً، وهذا الأخير (الواقع) يفرض عليه قبول أي عمل من أجل ابنته.