الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل سنُقاد إلى الانتخابات بالسلاسل؟| بقلم: نبيل عمرو

2019-11-27 06:26:52 PM
هل سنُقاد إلى الانتخابات بالسلاسل؟| بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

عدم إجراء الانتخابات العامة لأكثر من ثلاث عشرة سنة، وهي المدة الزمنية التي يفترض أن تجري الانتخابات فيها أكثر من ثلاث مرات، ذلك جعلنا فريسة لبديل عدم إجراء الانتخابات وهو تحكم طبقة سياسية بمقدرات الناس دون تفويض يؤهلها لأبسط أعمال الإدارة والقيادة.

أهمية الانتخابات تظهر جلية ليس من خلال إطالة الحديث عن مزاياها وكيف اصطلح العالم عليها وسيلة وحيدة لتداول السلطة وتجديد الشرعيات وإشراك الشعب في صناعة القرارات الداخلية والسياسية؛ بل من خلال عرض موضوعي لبديل الانتخابات ولكل ما نجم عن عدم إجرائها من مضاعفات سلبية ولا أقول كارثية طالت حياتنا من الألف إلى الياء.

في غياب الانتخابات، ازدهرت الادعاءات حول من هو الأجدر في تمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني، وفي غيابها انتشرت الدكاكين الفئوية في بلد يحتاج أكثر ما يحتاج إلى شرعية واحدة متكرسة بعيدة عن ادعائها من قبل كل من يرى مصالحه في ذلك، ومع غيابها غابت المؤسسات التي كانت حتى في زمن المنفى حصوننا التي نحتمي بها والتي بفعلها صمدت ظاهرتنا الوطنية التي ما كف أعداؤنا المدججون بالسلاح والإمكانيات عن محاربتها وملاحقتها من عقر دارها إلى أي مكان يتواجد على أرضه فلسطينيون، ومع غيابها غابت المساءلة وغابت التشريعات التي نجح مجلسنا التشريعي الأول في وضع عدد هام منها وصار عندنا ولأول مرة في التاريخ قوانين فلسطينية بعد أن كنا محكومين بقوانين ليست من صنعنا حتى أن بعضها عثماني أو انتدابي.

ومع غيابها صار بوسع أي فصيل ليس له عمق شعبي أن يستخدم الفيتو الذي منحه لنفسه، لأنه قبل عقود من الزمن حمل البندقية. وفي غيابها أي لمدة ثلاثة عشر عاما أديرت البلد بمراسيم، ومهما كانت ضرورية في بعض الأمور إلا أن استمرار الحكم بها لهذه الفترة الطويلة من الزمن ينتج ضررا بأضعاف مضاعفة مما ينتج من حلول.

متى نتخلص من اضطهاد زمن اللاانتخابات، متى ينعم الشعب الفلسطيني مثل سائر خلق الله بالعيش ضمن مؤسسات منتخبة تنتج رغم قسوة الاحتلال خطط التنمية المستدامة التي يحتاجها الشعب لمواصلة الصمود والقدرة على مواجهة الاحتلال، وتنتج المواقف السياسية المحمية والمدعومة من الناخبين والمنتخبين، ومتى يظل حنا ناصر يتحرك كبندول الساعة بين حاجزي قلنديا وإيريز، إما لإضافة فاصلة بين جملتين، أو لاسترضاء قائد لا تعجبه الأولويات أو للإجابة عن سؤال من الذي سبق، البيضة أم الدجاجة، إلى متى نظل كلما فتحت سيرة الانتخابات نقول: "إن حدثت"؟

لو كان هنالك من يفكر بمصلحة الشعب والوطن قبل مصلحة الشخص والفصيل، لما عانينا ولو يوما واحدا من غياب الانتخابات وجمود الشرعيات، ومع معرفتنا لمزايا الانتخابات وإقرارنا جميعا بها فإن ترددنا والتفتيش عن أعذار لعدم إجرائها يجعلني أقول هل يا ترى حين يصر العالم على ربط احترامه لنا بإجراء الانتخابات سوف نقاد إليها بالسلاسل؟