من هو زعيم داعش الذي رصدت الولايات المتحدة 10 ملايين دولار ثمنا لرأسه؟
الحدث- وكالات
برز اسم زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام -داعش- أبوبكر البغدادي، عندما وضعت الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض عليه مطلع هذا العام وكشفت وزارة الداخلية العراقية عن صورة له في شهر مارس الماضي.
تركز بعض المصادر على اسمه الحقيقي المفصل وهو إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري الرضوي الحسيني السامرائي، بحسب مواقع مرتبطة بتنظيم داعش الذي يتبنى الفكر السلفي الجهادي ويهدف المنظمون إليه الى اعادة ما يسمونه “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة” ويتخذ من العراق وسوريا مسرحا لعملياته.
تتباين الأنباء عن نشأته وتجمع أغلبها أنه مولود عام 1971 في مدينة سامراء العراقية هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، و قد عمل أستاذاً ومعلماً وداعية، ولد بإسم إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري ووالده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدري.
تبنى البغدادي العنف تجاه المجتمع، فكان وسيلة لعمليات تنظيمه التي تستند إلى الفتاوى الجاهزة أو قيد الطلب لتسويغ عمليات القتل الوحشي دون حق لمسلمين آخرين.
برز اسم “داعش” مع إدخال كلمة “شام” إلى اسم التنظيم الأصلي الذي كان "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق"، وذلك بعد أن استفاد البغدادي من الحرب التي اندلعت في سورية لينتهز فرصة الفوضى التي سادت هناك لتحقيق مكاسب كبيرة أدت إلى توسيع نفوذه مع تواصله مع ممولين وقوى إقليمية في الخارج.
بدأ تواجد القاعدة في سوريا مع ظهور تنظيم “جبهة النصرة” بقيادة أبو محمد الجولاني، أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى المقاتلة في سوريا، ومع إعلان النصرة مبايعتها لتنظيم القاعدة في أفغانستان بقيادة الظواهري، بدأت التقارير الاستخباراتية والإعلامية والصحفية تتحدث عن علاقة النصرة بالدولة الإسلامية في العراق، وبدأ إعتبارها إمتدادا سوريا لذاك التنظيم المنتشر في العراق.
وفي التاسع من نيسان عام 2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، أعلن أبو بكر البغدادي دمج فرع التنظيم "جبهة النصرة" مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وهنا بدأت قصة داعش.
ويلفت موقع ديلي بيست الأمريكي أن "أبو بكر البغدادى الذي يقود داعش كان معتقلا لدى الأمريكيين في سجن في العراق زاعمة أنه قال للأمريكيين لحظة الإفراج عنه في سجن مخيم بوكا في العراق:" نلقاكم في نيويورك"، وسواء كانت عبارته كلاما عابرا أو تهديدا مبطنا، إلا أن الجنود الأمريكيين لم تثيرهم كلماته وقتها في العام 2009 مثل الجنرال كينيث كينج الذي تحدث لموقع "ديلي بيست" الأمريكي عن تلك العبارة المزعومة، ويبدو أنهم استعادوا تلك الكلمات مع تصدر داعش عناوين الأخبار التي جعلت منه أخطر رجل في العالم بالنسبة للأمريكيين على خطى بن لادن والزرقاوي في الإعلام الغربي.
يحيط البغدادي نفسه بهالة من الأهمية من خلال التخفي وعدم إظهار وجهه ويروج له بلقب الشبح بزعم أن قلة فقط تمكنوا من رؤية وجهه الذي يخفيه بعمامة تغطيه حتى أمام المقربين منه في داعش.
اكتسب البغدادي سمعة سيئة عندما برز اسمه في جرائم شنيعة وقعت في الحرب الأهلية السورية، وبعدما حدثت انشقاقات في جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة واتضح أن البغدادي لا يهتم بالصراع في سوريا بل بفرض حكم إسلامي متشدد، واختلف مع جبهة النصرة و قائدها أبو محمد الجولاني عندما قام البغدادي مطلع عام 2013 بالإعلانعن محاولته توحيد صفوف دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة وتأسيس الدولة الإسلامية في العراق والشام .
وقال مقاتلون وقتها إن هوة الخلاف بين الجماعتين اتسعت وان المقاتلين الاجانب والعرب نشطوا بشكل رسمي تحت راية الدولة الإسلامية في العراق والشام في حين انفض كثيرون من مقاتلي جبهة النصرة السوريين عنها وتحالف أكثر المقاتلين شراسة مع البغدادي.
وذكر مقاتلون سوريون مطلع العام الماضي لـ رويترز انهم يخشون ان ينفر السوريون من انصار البغدادي كما حدث في العراق اذ انقلب العراقيون على نهجهم المتشدد ما مهد الطريق لهزيمة القاعدة في غرب العراق في 2007 على ايدي مجالس الصحوة التي ساندتها الولايات المتحدة.
لكن حقيقة البغدادي تبدو أكثر تعقيدا بحسب ما نسبته رويترز لتأكيد ضابط أمريكي وهو الجنرال كيفن بيرنغر الناطق باسم الجيش الاميركي، أن البغدادي شخصية وهمية سنة 2007! أما قناة العربية الحدث فقد سبق أن بثت فيديو يشير إلى أن القيادة الفعلية لداعش هي شخصية مختلفة تماما وليست بيد البغدادي
واعلن بيرنغر وقتها ان "الصوت الذي كان يمثل الشخصية الرئيسية في التنظيم ، ابو عمر البغدادي في التسجيلات الدعائية كان لاحد الممثلين ، وان المصري هو الزعيم الحقيقي لتنظيم القاعدة في العراق". واضاف ان "البغدادي ، الذي لم يشاهده احد ، هو ممثل ، لكي يظهر ان المصري (الشخصية القيادية الحقيقية) يقسم له بالولاء". وتابع القائد العسكري ان "المشهداني اكد ان المصري وقادة القاعدة في العراق حوله هم اجانب". واكد بيرغنر ان المحتجز (المشهداني) كان "يعد حلقة اتصال بين المصري وابن لادن و(ايمن) الظواهري".