الحدث- قيس أبو سمرة
منذ الخامسة فجرا يبدأ سمير خريشة بالعمل في مزرعة الفطر الأبيض، بمدينة أريحا، مستخدما أسسا تكنولوجية حديثة إلى جانب 15 عاملة.
ويطمح خريشة من خلال أول مشروع من نوعه في فلسطين إلى الوصول لحالة الاكتفاء الذاتي.
خريشة 30 عاما، واحد من 4 شبان فلسطينيين شركاء في مشروع الفطر الذي أطلق عليه اسم "أمورو"، "هذا مشروع العمر، كل شاب يسعى لشراء شقة والزواج، نحن جمعنا ما لدينا بمساعد قرض بنكي وبنينا هذا المشروع".
ومزرعة "امورو" هي الأولى من نوعها في فلسطين، بحسب خريشة.
وعن فكرة المشروع يضيف "نحن أربعة أصدقاء أردنا أن يكون لدينا مشروع مختلف يخدم السوق الفلسطيني، يكون نجاحه نجاح لنا جميعا".
وتتكون مزرعة الفطر أو كما يطلق عليها خريشة "حاضنة " من بركس معزول عن العالم الخارجي، يستخدم الزراعة الأفقية عبر رفوف، مزودة بأنظمة ري حديثة ونظام مناخي مسيطر عليه بشكل إلكتروني".
ويمكن لأي من الشركاء مراقبة المشروع والتحكم به عبر برنامج خاص من أي مكان في العالم.
وتحتاج زراعة الفطر إلى درجة حرارة معينة ورطوبة معينة وثاني أكسيد الكربون بدرجة خاصة، بحسب خريشة.
وخريشة درس البرمجيات بالجامعة الأهلية بالعاصمة الأردنية عمان.
وتستورد المزرعة تربتها والبذور من هولندا لحين قيام فلسطين بإنتاج هذا النوع الخاص بزراعة الفطر، أو إنتاج بذوره.
ويعمل بمزرعة "امورو" 15 فتاة حيث تحتاج زراعة الفطر وقطفه إلى دقة متناهية، بحيث يتم قطفه بطريقة معينة، دون خدش المنتج، ويتم تغليفه ثم تبريده بثلاجة خاصة لمدة يوم واحد قبل التسويق، وفق خريشة.
ولدخول مزرعة الفطر يتوجب تعقيم الأقدام ولبس كفوف خاصة لقطف الثمار، ويقول خريشة "التعقيم هام جدا لعدم نقل أي جراثيم أو حشرات ومواد إلى داخل الحضانه، الفطر لا يمكنه أن يحتمل المرض".
واستغرق الشركاء نحو 15 شهرا لدراسة مشروعهم الذي بات عمره اليوم عامين، وبدأ بالإنتاج والتسويق منذ نحو 70 يوما.
ودورة زراعة الفطر وقطافه 40 يوما.
ويغطي إنتاج مزرعة "امورو" 40% من حاجة السوق الفلسطيني، ويسعى القائمون عليه إلى خلق اكتفاء ذاتي وتصديره إلى قطاع غزة ودول عربية أخرى، وسط منافسة شديدة من المنتج الإسرائيلي، حسب خريشة، ويباع الكيلوغرام من الفطر بنحو 5 دولارات.
ويعد المشروع بالنسبة للعاملات فيه مشروع وطني، وتقول سهير أبو شراء (29 عاما)، بينما تعمل على قطف ثمار الفطر، "هذا المشروع وطني، هو الأول من نوعه ينافس المنتج الإسرائيلي، رغم أنني عاملة هنا إلا أنني انتمي للمشروع وأسعى إلى نجاحه".
وتضيف "نجاح المشروع نجاح لكل منا، حيث الاستمرار في العمل وإيجاد دخل ثابت".
أبو شرار تقول "تخرجت في الجامعة وعملت مدرسة على بند العقود عدة مرات، لكن هذا المشروع له وقع خاص، مريح وله أبعاد وطنية، حيث يسد مكان المنتج الإسرائيلي".
وتقول سناء سمارات (20 عاما)، طالبة جامعية، "في البداية كنت أعمل هنا لدوافع مادية ولتوفير القسط الجامعي، اليوم بات العمل هنا انتماء، ونجاح المشروع هو نجاح لكل منا".
وتضيف "نحن هنا أسرة واحدة".
من جانبه يقول مدير المبيعات في منتزه ومطعم باب الشمس بمدينة أريحا خميس أبو عوض، "الفطر طبق أساسي على مائدة المطعم، وكنا بالسابق نجد صعوبة في شرائه من الجانب الإسرائيلي، اليوم يتوفر لدي منتج وطني طازج".
ويضيف "وجدنا في المنتج جودة عالية ونأتي هنا ونرى بأعيننا طريقة الإنتاج والتغليف".
ويسعى الشبان إلى استخدام فضلات الفطر والتربة، التي تستخدم للزراعة مرة واحدة، إلى إعادة تدويرها وإنتاج تربة خاصة بالحدائق والمشاتل، بحسب خريشة.
ويستطرد بقوله "مخلفات المنتج والأتربة التي لا يمكن إعادة استخدامها في زراعة دورة جديدة من الفطر مشبعة بالنيتروجين وهي غنية للنباتات".