الحدث - ياسمين أسعد
شدد مسؤولو الفصائل الوطنية والإسلامية في مخيمات اللجوء اللبنانية، بالتوافق مع المسؤولين اللبنانيين على أن اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم لن يسمحوا بتحول المخيمات لبؤر إرهابية، أو معقل من معاقل "داعش" أو غيره من المنظمات.
وأكدت القيادة الموحدة للفصائل الفلسطينية في لبنان، على أن كافة الاتصالات التي جرت مع اللبنانيين بشكل عام كانت مبشرة،إذ تم التفاهم بين الجانبين اللبناني والفلسطيني، على أن المتطرف شادي المولوي غير موجود في مخيم عين الحلوة، والفلسطينيين لن يسمحوا له بالاحتماء في المخيم لضرب لبنان.
وفي السياق، قال أمين سر حركة فتح، ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، "هناك أنباء عن دخول المولوي متسللا للمخيم، تبعا لعدم السيطرة على بعض المخارج، علما أننا نرفض تواجد أي شخص له علاقة بالشبكات الإرهابية داخل المخيم".
وأضاف في اتصال هاتفي مع "الحدث" "بحثنا في الأماكن التي أبلغنا باحتمالية تواجده فيها ولم نجده، وأعتقد أن المولوي أصبح خارجاً".
وتابع: "لن نسمح بتحول المخيم لبؤرة إرهابية، وربما تحدث بعض الاختراقات لكننا نعالجها بالتعقل والصلابة، وبما يخدم مصلحة المخيم ولبنان، وأثبتت هذه السياسية فعاليتها ونجاحها ونحن متمسكون بها في اطار التعاون الكامل مع الدولة اللبنانية على كافة المستويات السياسية والامنية والعسكرية".
وأشار إلى أن الاجتماعات الفلسطينية - اللبنانية الأخيرة التي جرت في بيروت بخصوص المولوي، كانت مثمرة، وناقش الجانبان كافة المواضيع التي تتعلق بالوضع اللبناني الفلسطيني المشترك، وأوضاع مخيمات اللاجئين، خاصة مخيم عين الحلوة إضافة لقضايا المطلوبين للدولة اللبنانية".
وأكد أبو عردات في حوار خاص مع الـ"الحدث" أن الموقف الفلسطيني الذي يرفض أن تكون المخيمات الفلسطينية ممراً أو مستقراً لأي شخص - فلسطيني كان أو لبناني، أن يستهدف الأمن اللبناني.
وبيّن مسؤول القيادة الفلسطينية الموحدة أن "موقف الفصائل قائم على حيادية المخيمات، والتصرف بقوة وحكمة، لمعالجة هذه المواضيع بوحدة الموقف الفلسطيني بكافة فصائله، إضافة للتعاون والتكامل مع الجانب اللبناني القائم على كافة المستويات".
وأضاف أبو العرادات "أن الفلسطينيين في لبنان هم عامل الاستقرار والوحدة، فكل ما يستهدف الأمن اللبناني يستهدف الفلسطينيين، فتحييد المخيمات وحماية الوجود الفلسطينيي وتعزيز العلاقات الفلسطينية- اللبنانية قائمة، وقد عالجنا بالسابق أحداث صيدا وطرابلس وعرسال، ولم تنعكس علينا سلبا، وقدر اللبنانيون طريقة معالجتنا استنادا لتعليمات الرئيس أبو مازن".
وفي السياق ذاته، أكد قائد قوات الأمن الوطني اللبناني اللواء صبحي أبو العرب أنه "لا وجود لأي أزمة فلسطينية - لبنانية، رغم أن تصريحات وزير الداخلية اللبناني حول دخول المطلوب شادي المولوي للمخيم عين حلوة قد أحدث إرباكا إلا أننا تمكنا عبر الاجتماعات الأخيرة وبحضور القيادي عزام الأحمد لحل كافة القضايا العالقة".
وأضاف أبو العرب في تصريح خاص لـ"الحدث": "لا أحد رأى المولوي داخل المخيم، ولا توجد أي تخوفات من تواجده، فالأوضاع مسيطر عليها بشكل تام، وهنالك أنباء تؤكد خروجه ليلاً من المخيم في حال تواجد فعلاً".
وحول الاجتماعات الأخيرة بين الجانبين.
وأشار مسؤول الأمن الوطني إلى أن جميع الأجهزة الأمنية بما فيها المخابرات اللبنانية تحرص على التنسيق والتعاون الأمني مع الفصائل الفلسطينية داخل المخيم وخارجه لتحقيق الأمن لكافة الأطراف.
وحول احتمالية تفاقم الأمور وفقدان السيطرة، أكد أبو العرب أن الجيش اللبناني لن يتدخل في المخيم، وتم تشكيل الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع القوى الفلسطينية، قوة أمنية ولجنة أمنية مختصة بحل كافة االقضايا الأمنية وقضية المولوي هي ضمن البحث ولم يحدد موقعه بعد".
وتابع: "نحن نحرص على مصير اللاجئين الفلسطينيين وأي إجراء عسكري بحق المخيم سيكون لها انعكاسات واسعة على المنطقة لذلك نسعى للتنسيق الأمني".
بدورها، أوضحت المحللة الاجتماعية المطلعة على أوضاع المخيمات اللبنانية عليا العبد الله أن "مخيم عين الحلوة هو رمز الناضل رغم سعي البعض لتحويله إلى بؤرة أمنية تتبنى كل ما يحدث في الوطن العربي داخل التجمع الصغير بما فيه من أوضاع الفقر والحرمان والبطالة المدقعة، ولذلك يبقى عين الحلوة هدف للعديد من الجهات والأطراف غير المتوازنة".
وحول البنية المجتمعية داخل المخيم ومدى التقبل لأفكار التطرف والإرهاب، بيّنت العبد الله لـ "الحدث" أن كافة القوى الوطنية والسياسية الممثلة للفلسطينين، لا تسمح لاندساس أي أفكار أطراف من شأنها أن تغير الصورة النضالية للمخيم وطابع التضحية ومعاناة الاحتلال، فليس من الممكن أن تقوده فئة للهلاك أو صدام مع الجوار لأن أمنه من أمن الجوار اللبناني".
وأضافت العبد الله "لدى سكان المخيمات الفلسطينية ما يكفي من الوعي والإدراك لحماية المخيم ومنع تشرد الأطفال والنساء في الانسياق لأفكار شيطانية إرهابية، فلن يرضوا بهلاك المخيم".
وأشارت إلى أن مخيم عين حلوة ويقع جنوب بيروت، موجود على الخارطة السياسية الدولية للعديد من الأطياف السياسية، وتسليط الأضواء عليه لأنه التجمع الأكبر للاجئين الفلسطنيين على خلفية النكبة عام 1948، وفي الآونة الأخيرة استضاف عدد من النازحين الفلسطينين على الحدود.
من جانبه، قال رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي، سفير فلسطين الأسبق لدى لبنان، "هناك مصادر مغرضة تحمل المخيم أكثر مما يستطيع، لكن القوى الفلسطينية المشكلّة من كافة الفصائل في المخيم، تصر على عدم تواجد الإرهابيين في المخيم، ولن نسمح باستخدام المخيم كحماية لهم لأن أمن المخيم وجواره اللبناني في غاية الأهمية".
وأضاف "نحرص على أن تبقى علاقتنا مع كل الأطياف اللبنانية جيدة ونتعاون جميعا من أجل تنسيق الأمن الفلسطيني واللبناني المجاور لن نسمح بتكرار تجربة مخيم نهر البارد".
وحول الحلول المقدمة لتحسين أوضاع اللاجئيين الفلسطينين، قال عبد الله لـ"الحدث": "لا يوجد أي تطور ملحوظ لتحسين الأوضاع في مخيمات اللجوء، فهناك إجراءات لأخذ قرار في مجلس النواب اللبناني، لكنه لم يفسر بالطريقة الشمولية والصحيحية التي قد تحسن وضع الفلسطيني في المخيم، وتفعيل انخراطه في الحياة اللبنانية كالتعليم والعمل رغم أن منظمة التحرير تقوم بمحاولات مباشرة مع الجهات المسؤولة عن اللاجئين عن الفلسطينين للتخفيف عنهم إلا أنها جهود محدودة وأقل من الحاجة".