الحدث الفلسطيني
يوافق اليوم الأحد الذكرى الـ 32 لاندلاع انتفاضة الحجارة (الانتفاضة الأولى)، التي تفجرت في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987 بعد أن قام مستوطن يستقل شاحنة إسرائيلية بدهس سيارة عمال فلسطينيون بمخيم جباليا شمال قطاع غزة بشكل متعمد، مما أدى لاستشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين.
وفي أعقاب الحادثة خرجت مظاهرات من مخيم جباليا، ثم انتقلت إلى كافة المدن والمخيمات الفلسطينية. وكانت هذه الانتفاضة هي نقل الثقل الثوري من الخارج إلى داخل الأراضي المحتلة، بعد أن قامت قوات الاحتلال بشن عدوانها واجتياح بيروت عام 1982، وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية منها، إذ بدأ التفكير جيدا إلى نقل المعركة مع الاحتلال والاحتكاك المباشر معها.
وحول تسميتها بانتفاضة الحجارة، لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها الفلسطينيون ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشكل الشباب الفلسطيني في ذلك الوقت العنصر الأساسي المشارك بالانتفاضة، وقامت بقيادتها وتوجيهها القيادة الوطنية الموحدة للثورة، وهي عبارة عن اتحاد مجموعة من الفصائل الفلسطينية السياسية، والذي كانت تهدف بشكل أساسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والحصول على الاستقلال.
واستبق هذا الانفجار عدة عمليات نفذها مقاومون فلسطينيون، خصوصا ارتكاب قوات الاحتلال مجزرة الشجاعية بتاريخ 6/10/1987 بحق مجموعة من الاسرى الذي طوردوا في أعقاب تنفيذهم عملية هروب جماعي من سجن غزة، مما أدى إلى استشهاد 4 مجاهدين.
وكانت هذه الحادثة نقطة تحول بتاريخ الصراع مع الاحتلال، حيث بدأت المناوشات اليومية تزداد عنفوانا وصولا ليوم الانفجار الأكبر.
وتطورت وسائل المقاومة خلال الانتفاضة تدريجيًا من الإضرابات والمظاهرات ورمي الحجارة إلى الهجمات بالسكاكين والأسلحة النارية وقتْل العملاء وأسر وقتل الضباط والجنود الإسرائيليين والمستوطنين.
وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرد العنيف على الانتفاضة، حيث أغلقت الجامعات الفلسطينية وأبعدت مئات النشطاء ودمرت منازل الفلسطينيين.
وتقدر حصيلة الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا على يد قوات الاحتلال أثناء انتفاضة الحجارة بـ 1162 شهيدًا، بينهم نحو 241 طفلًا، بالإضافة إلى 90 ألف جريح، وتدمير ونسف 1228 منزلًا، واقتلاع 140 ألف شجرة من الحقول والمزارع الفلسطينية.
واعتقلت قوات الاحتلال حينها ما يقارب من 60 ألف فلسطيني من القدس والضفة والقطاع وفلسطينيي الداخل، وفق إحصائية لمركز الأسرى للدراسات.
وتوقفت الانتفاضة نهائيًا مع توقيع اتفاقية "أوسلو" بين الاحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993.