الحدث- جهاد الدين البدوي
أفادت صحيفة "سوهو" الصينية، أن الولايات المتحدة تخطط لتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت في غضون عامين، ولكن خبراء روس يعتقدون أن واشنطن سوف تستغرق في تطوير تلك الأسلحة من 5-7 سنوات.
وقد أفاد موقع روسيا اليوم في 4 ديسمبر، أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن شركة لوكهيد مارتن ستطور أسلحة تفوق سرعة الصوت للقوات الجوية. وقد وقعت عقودًا بقيمة مليار دولار مع الإدارات العسكرية الأمريكية ذات الصلة. تنص شروط الاتفاق على أن صاروخ "AGR-183A" الأسرع من الصوت يجب أن يدخل في مرحلة الإنتاج الضخم في عام 2022، ويشير الخبراء إلى أن السلاح الجديد يشبه الصاروخ الروسي من طراز "كنجال"، لكنهم يشككون في أن البنتاغون سيكون قادرًا على إكمال هدفه في غضون فترة زمنية محددة.
تذكر الصحيفة الصينية أن شركة لوكهيد مارتن ستتلقى حوالي مليار دولار لتطوير الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، وقد أعلن البنتاغون على موقعه الإلكتروني أن الأسلحة الجديدة سيتم نشرها على القاذفات الاستراتيجية.
ووفقاً للعقد المبرم بين الدفاع الأمريكية وشركة لوكهيد مارتن، سيتم تصميم الصاروخ الجديد بتكلفة 989 مليون دولار، والاستعداد للإنتاج الصناعي بكميات كبيرة، وأوضحت الصحيفة الصينية أن مرحلة البحث والتطوير ستنتهي في عام 2021. وبعد عام واحد ستحصل القوات الجوية الأمريكية على أسلحة جديدة تفوق سرعة الصوت، كما أنه يجب الإيفاء بجميع الالتزامات التعاقدية قبل نهاية 2022.
ووفقاً للبيانات المعلنة من وزارة الدفاع الأمريكية، يمكن أن تتجاوز سرعة الصاروخ الجديد 5 ماخ أي ما يعادل 6120كم/الساعة، مما يجعل نظام العدو المضاد للصواريخ يشعر بالدهشة.
وأشار تقرير البنتاغون إلى أن هذا العقد لم يكن الأول لشركة لوكهيد مارتن مع الحكومة الأمريكية في إطار برنامج تطوير الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت. وقد سبقه عقد آخر بقيمة 480 مليون دولار في أغسطس 2018، وبموجب شروط العقد، ستنجز عملية تطوير الأسلحة بحلول عام 2021.
وفي يوليو من العام الجاري، أكمل الجيش الأمريكي اختبار الطيران الخاص بصاروخ "AGR-183A" في ولاية كاليفورنيا، وكان هذا الصاروخ معلقاً على نقاط التعليق الخارجية للقاذفة الاستراتيجية الأمريكية من طراز "B-52". كما ويشير الخبراء إلى أن هذا الصاروخ الباليستي يعمل بالوقود الصلب، تولى تطويره وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (DARPA) والقوات الجوية.
تنوه الصحيفة الصينية بأنه في وقت مبكر من القرن الماضي، بدأ المصممون السوفييت والأمريكان في تطوير الأسلحة الفرط صوتية. وبعد عدة عقود، لم يعد البحث والتطوير لمثل هذه الأسلحة ضرباً من الخيال. وفي عام 2018 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن سلسلة الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت ظهرت في الترسانة العسكرية الروسية، وتتابع الصحيفة أنه في وقت مبكر من عام 2017، بدأت الطائرات الروسية المجهزة بنظام "كينجال" الصاروخي بأداء مهامه القتالية.
وتضيف الصحيفة أن هناك صاروخ آخر فرط صوتي يسمى " أفانغارد"، وتم الانتهاء من مرحلة الاختبارات بنجاح في ديسمبر 2018، ويمكن أن تصل سرعته إلى 27 ماخ أي ما يعادل 33050كم/الساعة، كما وسيدخل في الخدمة العسكرية قبل نهاية 2019.
ويشير الخبراء إلى أن امتلاك روسيا لأسلحة فرط صوتية لم يفاجئ واشنطن، كما ذكرت مركز أبحاث الكونجرس الأمريكي في تقريره الصادر في سبتمبر، إن الولايات المتحدة لا تملك في الوقت الحالي الوسائل لمنع الهجمات من أسلحة تفوق سرعة الصوت من أعداء محتملين، وتفتقر إلى الخطط ذات الصلة لتطوير مثل هذه الأسلحة.
ولكن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر يتبنى وجهة نظر مختلفة للغاية، وقد صرح لتلفزيون فوكس أن الجيش الأمريكي يمكن أن يمتلك أسلحة فرط صوتية في غضون عامين.
وكان الجنرال أرنولد بانش، قائد القيادة اللوجستية للقوات الجوية الأمريكية قد قدم تصريحات مماثلة، وأعلن في مؤتمر صحفي أن القوات الجوية الأمريكية مسؤولة عن تطوير سلاحين بسرعة فرط صوتية يدخلان في الخدمة العسكرية عام 2022.
تنوه الصحيفة الصينية بأن أكثر مشروع حقق نجاحاً في الأسلحة الفرط صوتية في الولايات المتحدة هو صاروخ "X-51" الذي أطلقته شركة بوينغ عام 2003. وحتى عام 2013 تم إجراء أول عملية اختبار ناجحة، حيث حلق الصاروخ إلى مسافة 426كم بسرعة وصلت إلى 5.1 ماخ، ومع ذلك؛ فإن التغطية الإعلامية لهذا الصاروخ كانت نادرة للغاية.
وقد أعلن الخبير العسكري العقيد المتقاعد، ميخائيل تيموشينكو إنه من المرجح أن يتم تطوير الصاروخ الأسرع من الصوت "AGR-183A" على أساس "X-51"، ووفقاً للخبير تيموشينكو أن مرحلة تطوير صاروخ "X-51" لا يمكن النظر لها كسلاح حقيقي.
وأشار الكسندر بارتوش الأستاذ في الأكاديمية الروسية للعلوم العسكرية إلى أن تطوير مثل هذا النظام فائق السرعة يستغرق وقتاً طويلاً، حتى لو كان لدى الولايات المتحدة أساس معين، فإنه من المستحيل أن تكون الولايات المتحدة قادرة على إتمام تطوير الصاروخ في غضون عام أو عامين.
ويرى الخبير العسكري يوري كنوتوف أن العائق الرئيس أمام الباحثين في الولايات المتحدة لا يزال قائماً، ويتعلق بنقص المواد الفريدة التي يمكن أن تتحمل درجات الحرارة العالية جداً، مع ضمان انتقال الإشارات الراديوية بشكل طبيعي في ظروف السرعة الفرط صوتية.
وأضاف كنوتوف أنه بدون هذه الجزئية من المستحيل التحدث عن السيطرة على الصواريخ الفرط صوتية، الأمر الذي سيقلل بالتأكيد من دقة هذا السلاح، وثمة مشكلة أخرى تتعلق بتطوير محركات الصاروخ التي يمكن أن تزيد سرعة تحليقها عن 5 ماخ، ومع ذلك ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن عدم نجاح الولايات المتحدة في اختبار الصواريخ الفرط صوتية ليس فقط بسبب أجهزة الدفع "المحركات" ولكن أيضا بسبب نظام الملاحة.
ويعتقد الخبير كنوتوف أن الأمر سيستغرق من 5-7 سنوات حتى تستطيع الولايات المتحدة تطوير مثل هذه الأسلحة.
واختتم كنوتوف قائلاً: "من المحتمل جداً أن يكون التزام الجيش الأمريكي بإكمال تطوير الصواريخ الفرط صوتية بحلول 2021 جزئياً لاعتبارات سياسية، ففي العام المقبل ستدخل الولايات المتحدة في انتخابات رئاسية، ويجب أن تواجه إدارة ترامب جميع قطاعات المجتمع للدفاع عن تأخر واشنطن عن موسكو في الأسلحة الفرط صوتية".