الحدث الثقافي- أدب
فيما يلي قصة قصيرة للأديب الفلسطيني محمود شقير، ومن كتابه " باحة صغيرة لأحزان المساء" الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2005.
عنوان القصة: "سؤال"
يلتقيان مصادفة في الشارع الذي يغسله المطر. المرأة تدعي انها ربية بيت فقد زوجها في المدن البعيدة بعد أن أغواه بريق الحضارة، وتقول إن لها ابنة لم ترها منذ أعوام، ثم لا تلبث أن تستعين على بلواها بشيء من سقط الكلام الذي تحفظه عن ظهر قلب من بعض الأغاني الشائعة، والرجل الذي أرهقه التجوال في هذا العالم، قال لنفسه إنه يعرف لماذا يميل هذا الصنف من النساء إلى اختلاق القصص المفجعة في مثل هذا الطقس المريب، وقال إنه لن يرفض قضاء ليلة عابرة في بيتها، يستوقفها لحظة ريثما يشتري زجاجة من الخمرة الحارقة ثم يمضيان.
المرأة تمارس في المطبخ عادات أسرية محببة، تشارك الرجل خمرته، وتقول إنها لا تحب إحضار الخمور إلى بيتها، خوفاً من لغط الجيران، فيعرف الرجل أنها تكذب، لكنه لا يتعرض على شيء مما تقول، يشرب الخمرة وعيناه تجوسان أرجاء البيت وتستقران على الأثاث الباهت، كأنهما تتقريان آثار رجال آخرين حلوا هنا من قبل، والمرأة تأتي بالمعكرونة وهي في أتم بهجة واطمئنان، والرجل يحجم عن تناول المعكرونة التي تسبح في الإناء الأبيض وتنزلق مت على شفتي المرأة دون احتشام.
كاتب فلسطيني من مواليد القدس عام 1941، ابتدأ الكتابة عام 1962، شغل منصب نائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين وعضو الهيئة الإدارية للرابطة ما بين عامي 1977 و1987، وكان عضو في المجلس الوطني الفلسطيني. ترأس محمود شقير تحرير عدة صحف ومجلات عربية كصحيفة الطليعة المقدسية، مجلة دفاتر ثقافية، مجلة صوت الوطن وصحيفة الجهاد المقدسية، كما وعمل في صحيفة الرأي الأردنية، محرراً لشؤون الأراضي المحتلة بين عام 1978 و1980، وكاتباً لمقالة أسبوعية بين عامي 1991 و1993. صدر له أكثر من 45 كتابًا في القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً وأدب السيرة وأدب الأطفال، كما قدّم للمسرح 4 أعمال، وكتب حواراً لستة من المسلسلات التلفزيونية العربية. ترجمت قصصه إلى أكثر من عشر لغات، منها الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الصينية، الكورية، المنغولية، والتشيكية، وصدرت مختارات من اعماله في عدة لغات حول العالم، كما كان أدبه موضوعا لعدة رسائل اكاديمية في فلسطين والعالم العربي وأوروبا. كرّم من قبل أهم المؤسسات الثقافية الفلسطينية في القدس، وصدرت أعماله في أكثر من طبعة بالعالم العربي. اختيرت روايته مديح لنساء العائلة ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية في دورة 2016.