الحدث خاص
تعتبر الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار (أيبك) طليعة الشركات في فلسطين من حيث تخصيص أعلى نسبة من صافي أرباحها لاستثمارها في مجال المسؤولية الاجتماعية، ففي عام 2018 بلغت النسبة حوالي 8.7% من صافي أرباحها بقيمة بلغت 1.4 مليون دولار أمريكي. وانسجاما مع رؤية الشركة، فإنها تتوقع تحقيق نسبة مقاربة مع نهاية هذا العام وتسعى للمحافظة على الريادة فيما يتعلق بمجال المسؤولية الاجتماعية في العام القادم.
وحول خطة عمل الشركة للعام 2020، كشف نائب الرئيس التنفيذي لشؤون عمليات الشركة القابضة وتطوير الأعمال في أيبك، نادر حواري، في مقابلة مع صحيفة الحدث، أن توجه أيبك خلال العام المقبل 2020، سيكون بالسعي لعقد شراكات مع مؤسسات وقطاعات جديدة وزيادة عدد المؤسسات التي تقوم أيبك بدعمها، حيث قال، "نحن نبحث عن قطاعات ومؤسسات لم نستهدفها من قبل، فنقوم بزيارة هذه المؤسسات للاطلاع على عملها عن قرب والتي تنتهي عادة بشراكات متوسطة إلى طويلة الأمد وليس بالضرورة أن تقوم هذه المؤسسات بالتوجه إلى أيبك لهذا الغرض وإنما في كثير من الأحيان تقوم أيبك بالتوجه لهذه المؤسسات، كما ونسعى أيضا للوصول إلى المناطق غير المستهدفة سابقا".
وأشار حواري، إلى أنه وبتوجيهات من السيد طارق العقاد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة، تم إطلاق والبدء بالعمل على برنامج تطوعي شامل طويل الأمد في العام 2019 والذي سيتطور في العام القادم ليضم حوالي 100 موظف وموظفة من أكفأ المدراء العامين ومدراء الدوائر والأقسام في تسع شركات تابعة للمجموعة، حيث تقوم كوادر المجموعة بتقديم خدمات تطوعية مختلفة بشكل كامل في عشرة مؤسسات وجمعيات من بين المؤسسات التي تقوم أيبك بدعمها عبر اتفاقيات متوسطة وطويلة الأمد، وهي المبادرة الأولى من نوعها بهذا الحجم في القطاع الخاص.
وأكد حواري، على أن "هذه المبادرة التطوعية تؤكد على عدم اقتصار الدعم المقدم من أيبك للمؤسسات والجمعيات على الجانب المادي فحسب على الرغم من أهميته لمساعدة هذه المؤسسات لتحقيق غاياتها، وإنما يمتد دورها لتقديم الخبرة والوقت في المجالات المالية والإدارية والتسويقية وتكنولوجيا المعلومات والعلاقات العامة والإعلام والمجال الإنساني من خلال برنامج شامل للتدريب وتقديم الدعم والمهارات والخبرات بحسب ما تطلبه هذه المؤسسات، كما وتسعى المجموعة إلى نشر ثقافة التطوع بين كوادرها وتكون نموذجاً يحتذى به بين نظيراتها في القطاع الخاص بهدف تمكين هذه المؤسسات من الاستمرارية والتطور وتحسين أعمالها وتحقيق أهدافها الإنسانية، وهذا ما بدأنا فيه خلال العام الحالي وسنستمر بتقديمه بشكل أوسع وأشمل في الأعوام القادمة".
تطوع ما يزيد عن مئة موظف وموظفة من أكفأ كوادر ومدراء مجموعة أيبك في كافة الجمعيات والمؤسسات التي تقوم بدعمها من خلال اتفاقيات متوسطة الى طويلة الأمد.
وأكد حواري أن مجموعة أيبك تنظر إلى مسؤوليتها تجاه المجتمعات التي تعمل بها على أنها واجب وطني وليست أداة للترويج والدعاية، مضيفاً "حتى في ثقافتنا الداخلية ننظر لها كنوع من الاستثمار بغض النظر عن تصنيفها من الناحية المحاسبية، ونحاول دائما تفادي كلمة (تبرع) قدر الإمكان واستبدالها بثقافة "(لرعاية والتمكين والدعم)، لأنه من واجبنا إعادة ضخ نسبة جيدة من أرباحنا إلى صالح المؤسسات الخيرية والوطنية والإنسانية"، وتنبع أهمية المسؤولية الاجتماعية بكونها مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق الفرد والمؤسسات للعمل سوياً لمصلحة المجتمع، حيث تتجاوز نظرتنا من كونها علاقة متبرع وجهة مستقبلة للتبرع إلى علاقة شراكة وتمكين بغض النظر عن طريقة الدعم المقدم إن كان دفعة واحدة أو شراكة طويلة الأمد فهو يشمل جوانب إنسانية واجتماعية ووطنية".
أما في قطاع التعليم، فأشار حواري إلى أن حصة كبيرة من برامجهم مخصصة للمؤسسات التعليمية والريادة والشباب؛ حيث قامت أيبك بتقديم الدعم لمدرستين في مدينة القدس المحتلة خلال العام الجاري 2019، لدعم صمود المقدسيين، وهما مدرسة دار الطفل العربي ومدرسة رياض الأقصى، كما وتمكنت من إدخال أول مدرسة مقدسية ضمن برنامج إنجاز فلسطين والذي حصلت فيه مدرسة دار الطفل العربي على المرتبة الأولى في مسابقة إنجاز فلسطين وحصدت كذلك المركز الأول على مستوى مدارس العالم العربي ضمن مسابقة الشركة الطلابية التي نظمتها مؤسسة إنجاز العرب وحققت تفوقا على عدد من المدارس من 13 دولة عربية، "وهو ما يعتبر إنجازا نفتخر به جميعا وكان لنا الشرف بالمساهمة بتحقيقه".
وتدعم مجموعة أيبك أيضا، وفقا لما كشفه حواري، مؤسسة إنجاز فلسطين، والطلبة الفلسطينيين المتميزين للدراسة في كينغز أكاديمي في الأردن منذ العام 2014، وتقدم حوالي 55 منحة طلابية مخصصة لطلبة وطالبات القدس، وخمس منح لطلبة الهندسة في كلية عمر العقاد في جامعة بيرزيت، وأكثر من 150 طالبا في قطاع غزة عن طريق جمعية عطاء فلسطين، كما وتقدم دعما لعشرات الطلبة الفلسطينيين في مخيمات اللجوء اللبنانية من خلال مؤسسة محمود عباس منذ عام 2015، نظرا للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها من خلال ثلاثة برامج وهي برنامج الطالب المخصص لتقديم المنح للطلبة وبرنامج التكافل الأسري الذي يقدم مساعدات مالية رمزية وبرنامج تمكين الشباب الذي يهدف إلى تعزيز وتطوير قدرات الطلبة وتأهيلهم لدخول سوق العمل" وستقوم قبل نهاية هذا العام بتغطية تكاليف الدراسة الجامعية لـ14 طالبا جامعيا من خلال برنامج "كفالة طالب" الذي أطلقته جمعية لجنة اليتيم العربي.
وفي قطاع الصحة، تقوم أيبك بدعم ومساندة العديد من المستشفيات والمراكز المتخصصة منذ عدة أعوام إما بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق مثلاً الحفل الخيري الذي أقيم مؤخرا للفنان محمد عساف في رام الله، والتي كانت أيبك أحد الرعاة والداعمين الرئيسيين له. كما تقوم أيبك منذ سنوات بدعم مركز الحسين للسرطان في الأردن وتقديم الدعم لجمعية مرضى السرطان الخيرية في الخليل، وجمعية برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان في قطاع غزة إلى جانب الكثير من المؤسسات التي تساندها وترعاها أيبك.
ووقع مؤخراً السيد طارق العقاد اتفاقية تأسيس صندوق لتغطية تكاليف إقامة مرضى السرطان الذين تحولهم وزارة الصحة الفلسطينية للعلاج في مركز الحسين للسرطان في الأردن وهو الأول من نوعه، ويغطي هذا الصندوق مصاريف إقامة وسكن مرضى السرطان من الفلسطينيين أثناء رحلة العلاج في الأردن، حيث إن عددا من المرضى يتعثر علاجهم بسبب عدم قدرتهم على تأمين تكاليف الإقامة قرب مكان العلاج.
ولا يقتصر دعم أيبك على قطاعي التعليم والصحة فقط؛ بل هناك قطاعات متعددة تندرج ضمن إطار منح دعمها وتمويلها، كدعم الأطفال الذين يعيشون ظروفا معيشية صعبة من خلال دعم قرى الأطفال في بيت لحم (SOS). فبحسب حواري، أيبك عقدت شراكة مع قرى الأطفال SOS للعام السادس على التوالي وهناك توجه لمواصلة دعمها بشكل دائم ضمن رسالة إنسانية لرعاية وتعليم الأطفال الذين فقدوا رعايتهم الأسرية والمجتمعية، كما وخصصت أيبك منذ عام 2016 تمويلا لرعاية عائلة مكونة من ثمانية أطفال في قرى الأطفال وكذلك خصصت برنامج "التعليم من أجل مستقبل أفضل" ليتمكن طلبة قرى الأطفال SOS من الحصول على تعليم جيد ونوعي في المدارس. إضافة الى ذلك، تقدم أيبك الدعم لجمعية إنعاش الأسرة في البيرة وكذلك مركز جبل النجمة للتأهيل للمركز بهدف المساعدة في تأهيل ذوي الإعاقة الذهنية وتدريبهم ودمجهم في المجتمع وهو ما يعكس اهتمام أيبك بهؤلاء الأفراد وإيمانها بتكافؤ الفرص واحترام الآخر والدفاع عن حقوق الإنسان. مضيفا أن هناك توجها جديدا ستعلن عنه الشركة قريبا بخصوص تقديم الدعم لمؤسسة تعنى بالأطفال المصابين بطيف التوحد وصعوبات التعلم في طولكرم.
كما يمتد دعم أيبك لقطاعات عديدة ومتنوعة في مختلف المدن الفلسطينية بما فيها القدس وغزة والقرى والمخيمات والمناطق المهمشة كالرياضة من خلال رعاية المنتخب الأولمبي الفلسطيني لكرة القدم والثقافة من خلال رعاية فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية ومركز يابوس الثقافي في مدينة القدس، وريادة الشباب من خلال دعم مؤسسة مفتاح- المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية وغزة سكاي جيكس الذي يحتضن رواد الأعمال ومطوري البرمجيات في غزة واستضافة 16 طالبا وطالبة من جامعة القدس أبو ديس ضمن برنامج الدراسات الثنائية. إضافة إلى توفير مشاريع الطاقة البديلة لعدد من المؤسسات منها جامعة بيرزيت وقرى الأطفال SOS من خلال تركيب نظام لتوليد الطاقة باستخدام الخلايا الشمسية على سطح مبنى كلية عمر العقاد للهندسة وبيوت الأطفال في SOS في بيت لحم.
يشار، إلى أن الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار (أيبك)، هي شركة استثمارية قابضة، وتتنوع استثماراتها في قطاعات التصنيع والتجارة والتوزيع والخدمات من خلال مجموعة مكونة من تسع شركات وهي شركة سنيورة للصناعات الغذائية، الشركة الوطنية لصناعة الألمنيوم والبروفيلات (نابكو)، شركة يونيبال للتجارة العامة، شركة التوريدات والخدمات الطبية، الشركة الفلسطينية للسيارات، الشركة العربية الفلسطينية لمراكز التسوق (برافو)، شركة سكاي للدعاية والإعلان والعلاقات العامة وإدارة الحدث، الشركة العربية للتأجير التمويلي والشركة العربية الفلسطينية للتخزين والتبريد. وتعتبر أيبك إحدى أكبر المشغلين في فلسطين بكادر يتجاوز عددهم 1,900 موظف/ة في شركات المجموعة.