الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الإضراب عن الطعام أداة مقاومة الأسرى/ بقلم: فيروز سلامة

2019-12-21 10:00:42 PM
الإضراب عن الطعام أداة مقاومة الأسرى/ بقلم: فيروز سلامة
فيروز سلامة

 

فيروز سلامة

يدخل الأسير أحمد زهران يومه 90 في إضرابه المفتوح عن الطعام ... فَإلى أين يأخُذ الوقت جسده بعد ذلك....

مِن مُعتقلات العدو الصهيوني يُقرر الأسرى الفلسطينيين مُواجهة السياسات القمعية التي تُمارس ضدهم، عن طريق استخدام جسدِهم كأداة للمُواجهة ضمن نطاق الحيز المكاني المحجوزين فيه، فيكون جسدهم أداة القوة التي يستطيعون بِها المُقاومة من خلال حِرمان جسدهم مِن احتياجاتِه الغذائية واعتمادِهم على الماء كوقود مِن أجل أطول فترة زمنية مُمكنة لإعمال أداة المُقاومة، فيعكس الجسد في حالة الأسرى الفلسطينيين قوة مادية حاضرة حية تُستخدم لمُحاربة القمع والاضطهاد في المُعتقلات الصهيونية.

فَتشكِل خطوة الأسرى بالإضراب عن الطعام إحياء للفِعل المُقاوم مِن خلال الجسد كأداة قوة للمُقاومة، تواجه الفكر الصهيوني الذي يرى بأن المُعتقلات حيز يُمكنُهم مِن خلاله قتل الفعل المٌقاوم وتقييد حركته، فيقلب الأسرى الفلسطينيين المُعادلة بِلجوئِهم إلى أجسادِهم كقوة يواجِهون بِها السياسات القمعية التي تُمارس عليهم، وقد أثبتت المعارك السابقة التي خاضها الأسرى فعالية هذه الأداة، ونجاحهِم في تحديد مُخرجات المُعادلة التي يريدونها، مِثل نجاحات:  إضراب مُعتقل كفار يونا عام 1969، وإضراب سجن نفحة عام 1980 الذي استمر لمُدة 32 يوم، وإضراب عام 1992 الذي شمِل مُعظم السجون، والإضراب الذي حدث في يوم الأسير بتاريخ 17-4 عام 2012 واستمر مُدة 28 يوم تكللت بالانتصار.

فيأتي الوقت لِيُعبر عن استمرارية  الأسرى في عملية المُقاومة بِجسدِهم الذي يُستنزف بمرور الوقت يوم تلو الآخر،

فيتحول الوقت ضمن معركة الإضراب التي يخوضُها الأسرى، إلى قاتِل يعمل على استنزاف طاقة الجسد كُلياً، فينقُل جسد الأسير مِن حيز المعركة إلى حيز السكون حيثُ يعبر عن ذلك  باستشهاد الأسير، فكان عبد القادر أبو الفحم أول شُهداء معركة الإضراب عام 1970، ثُم تبِعه راسِم حلاوة وعلي الجعفري عام 1980.

بالمُقابل قد يلعب الوقت دوراً مغيارً إذا ما تم استثمارُه بطريقة صحيحة، ففي الوقت الذي يُعارك جسد الأسرى وحدات القمع الصهيونية التي تقتحم السجون مِن أجل دفعهم إلى العدول عن الإضراب مِن خلال الأساليب النفسية والجسدية، يكون الوقت الجاري في الخارج أداة بيد الشارع الفلسطيني بمُختلف مُكوناته مِن أجل استغلاله بالتحرك والقيام بِمُختلف الأفعال المُقاومة، ليصُب في صالح  الأسرى داخل المُعتقلات مِن خلال امدادِهم بالدعم على الصعيد النفسي لزيادة الإصرار والعزيمة، والدعم المادي الملموس، وإلا عاد الوقت ليتخذ

شكل أداة موت تنهش الأسرى ببطيء.