الحدث- تل أبيب
عنونت صحيفة "معاريف" الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، صفحتها الرئيسية بالتأكيد على أن القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام، محمد ضيف، لا يزال على قيد الحياة، وأنه بذلك يكون قد نجا من خمسة محاولات اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
و كتبت الصحيفة أن علامات التساؤل حول مصير ضيف، بعد استهداف منزله من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة قد تبددت، وأن "صورة الانتصار التي كانت ترغب بها إسرائيل، على شاكلة جنازة لمحمد ضيف، قد تأجلت".
وقالت إن "شائعات مقتل الضيف كانت سابقة لأوانها، فالرجل المسئول عن مقتل المئات من الإسرائيليين لا زال على رأس عمله وعلى إسرائيل انتظار المزيد من الوقت لرؤية جنازته" .
وأضافت أن "ظهور ظل الضيف في شريط الفيديو الذي نشرته حماس بذكرى انطلاقتها لم يكن عفوياً فقد اتضح أخيرا وبشكل لا يدع مجالاً للشك أنه نجا من الغارة سواءً كان في البيت ولم يصب أو أنه لم يكن في ذلك البيت المستهدف أصلاً ساعة تنفيذ الهجوم".
وتتابع الصحيفة أن حالة ضبابية كانت سائدة بشأن مصيره، مع أن حركة حماس دأبت على التأكيد على أنه لا يزال على قيد الحياة. كما أشارت إلى أن مسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس أركان الجيش بني غنتس، حافظوا على ضبابية في التصريحات الرسمية بشأن مصيره.
وفي المحادثات الداخلية كانت تدعي الأجهزة الأمنية أن من شبه المؤكد أن ضيف كان في المنزل الذي تم استهدافه، وفي هذه الحالة فإن احتمال نجاته يقترب من الصفر.
وتضيف الصحيفة أنه يتضح اليوم أن ضيف حي يرزق، وأنه تمكن من النجاة من محاولة الاغتيال الخامسة.
كما كتبت الصحيفة في هذا السياق نبذة مختصرة عن حياة ضيف، مشيرة إلى أن محمد ذياب إبراهيم المصري (50 عاما)، الملقب بـ محمد ضيف"، يعتبر أكثر شخصية مطلوبة لإسرائيل.
وكتبت أنه من مواليد مخيم اللاجئين في خان يونس، وخريج الجامعة الإسلامية في غزة، وانضم إلى حركة حماس في الانتفاضة الأولى، واعتقل عام 1989 من قبل الاحتلال، وحكم عليه بالسجن مدة 16 شهرا. وبعد إطلاق سراحه انضم إلى "كتائب عز الدين القسام"، ويعتبر تلميد المهندس يحيى عياش الذي كان يقود كتائب القسام حتى استشهاده عام 1996.
وتنسب له إسرائيل المسؤولية عن التخطيط لسلسلة من العمليات التي قتل فيها مئات الإسرائيليين، بضمنها متقل الجندي نحشون فاكسمان عام 1994، وتنفيذ تفجير حافلة "18" في القدس عام 1996. وفي العام 1998 نجا من محاولة الاغتيال الأولى عندما تمكن من الهرب من كمين نصب له في محور فيلاديفليا. وفي العام 2000 اعتقل من قبل السلطة الفلسطينية وأطلق سراحه بعد أقل من سنة.
في العام 2002 أطلقت طائرة أباتشي إسرائيلية صاروخية باتجاه المركبة التي كان يستقلها، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، وفقدان إحدى عينيه. كما تمكن لاحقا من النجاة من محاولات اغتيال أخرى، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي منزلا في غزة كان يمكث فيه عام 2006. وبحسب التقرير الإسرائيلي القصف تسبب بفقدان بعض أطرافه.
وفي 22 من تموز( يوليو) الماضي استهدف منزل ضيف في غزة، أثناء الحرب الأخيرة، بيد أنه لم يكن في داخل المنزل. كما استهدف مبنى آخر في 19 آب (أغسطس)، وكانت إسرائيل على قناعة بأنها تمكنت منه، بيد أنه نجا من المحاولة. وأشارت الصحيفة إلى أن ضيف كان قد بعث الأسبوع الماضي برسالة إلى حزب الله يعزي فيها باغتيال عناصر حزب الله، بينهم عماد مغنية، ويدعو إلى التعاون المشترك.