الحدث العربي والدولي
يتعاون نظام الاستعمار الإسرائيلي مع إدارة ترامب وحكومة بوريس جونسون العنصريتين والمعاديتين لحقوق الشعب الفلسطيني بشكلٍ غير مسبوق في حربٍ يائسةٍ ترمي لقمع حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) ونشطائها وكلّ من يعمل من أجل العدالة للشعب الفلسطيني.
وشهد عام 2019 تفاقماً للتطبيع الرسمي من قبل الأنظمة الاستبدادية العربية، والتي ترضخ لمخطّطات وسياسات اليمين المتطرّف الأمريكي والصهيوني.
ولكن، لم تتمكّن معادلة التبعيّة وإملاءات التطبيع هذه من تثبيط عزيمة أحرار شعوب المنطقة العربية والعالم الرافضة للتطبيع والمؤيدة لحركة المقاطعة، ولا من كبح حركتنا المتنامية التي، وبفضل دعمكم/ن، استمرّت في تحقيق المزيد من النمو والتأثير في العام 2019.
1- جنوب إفريقيا تخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، من سفارة إلى مكتب اتصال. وقال الرئيس سيريل رامافوسا إن هذا يرجع إلى “قلقنا من الانتهاك المستمر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير”.
2- دعمٌ متزايدٌ من النقابات العمالية الأوروبية لمحاسبة إسرائيل على انتهاك الحقوق الفلسطينية: دعا الاتحاد الأوروبي لنقابات الخدمات العامة، الذي يمثل ثمانية ملايين عاملٍ في الخدمة العامة، إلى تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بسبب الانتهاكات المتكررة لأحكام حقوق الإنسان. وصوّت اتحاد نقابات العمال في المملكة المتحدة، الذي يمثل 48 نقابة وستة ملايين شخص، لصالح إنهاء تجارة الأسلحة مع إسرائيل التي تنتهك الحقوق الفلسطينية، وللضغط على الشركات لإنهاء التواطؤ في انتهاكات الحقوق الفلسطينية.
3- انسحبت شركاتٌ عالميةٌ — كلٌ من شركة “بومبارديري” الكندية، و”ألستوم” الفرنسية، و”سيمنز” الألمانية”، و”ماكواري” الأسترالية”، و”كونسورتيوم” اليونانية — من مشروع توسعة سكة حديد إسرائيلية غير شرعية على الأراضي الفلسطينية المسلوبة في القدس المحتلة.
4- في نجاح مناهض للتطبيع،ألغى وفدٌ إسرائيلي مكوّن من رجال أعمال ومسؤولين في حكومة الاحتلال مشاركته في مؤتمر ريادة الأعمال في البحرين، في أعقاب انسحابات عربية متتالية ورفض شعبي بحريني وعربي أوسع للمشاركة.
5- المزيد والمزيد من الفنانين/ات يلغون عروضهم/ن دعماً للمقاطعة الثقافية لإسرائيل أو احتراماً لمعاييرها. إذ ألغى مغني الراب “بروكلين كوتا” عرضاً في تل أبيب، بينما أيّد عضو فرقة “نابالم الموت” المقاطعة الثقافية، كما رفض ممثلٌ حائز على جائزة إيمي عرضاً مع “نيتفليكس” دعماً لـ (BDS)، بالإضافة إلى تأييد فنانة حائزة على جائزة “تيرنر” المرموقة حركة المقاطعة.
6- حملات فرض الحظر العسكري على إسرائيل تنمو وتحرز المزيد من الانتصارات: سحبت شركة التأمين الفرنسية (AXA) اسثتماراتها بشكل جزئي من شركة الأسلحة الإسرائيلية “إلبيت سيستمز”، بينما طالبت 200 منظمة وفرداً يمثّلون الجنوب العالمي بفرض حظرٍ عسكريّ على إسرائيل.
7- حقق أسبوع مناهضة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي السنوي الخامس عشر نجاحًا أكبر في عام 2019، وشمل أكثر من 200 نشاط وفعالية، عبر 30 دولة، في خمس قارات، وكلها تحت شعار “أوقفوا تسليح الاستعمار”.
8- في أوروبا، انتشر حظر سلع وخدمات المستعمرات غير الشرعية أكثر من السابق؛ بعدما حظر مجلس مدينة أوسلو السلع والخدمات الاستيطانية من مشترياتها، وأقرّت محكمة العدل الأوروبية تمييز/وسم سلع المستعمرات، كما أقرّ مجلس النواب الإيرلندي مشروع قانونٍ لحظر السلع الاستيطانية.
9- أظهرت الانتصارات في الولايات المتحدة والهند والمملكة المتحدة دعماً متزايداً للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل: في الولايات المتحدة، صوّتت دائرة التحليل الاجتماعي والثقافي في جامعة نيويورك (Social and Cultural Analysis department) وكلية “بيتزر” لمقاطعة برامج الدراسة في الجامعات الإسرائيلية، بينما أوصت لجنة استشارية في جامعة براون الأمريكية العريقة بسحب استثمارات الجامعة من الشركات الضليعة في الانتهاكات الإسرائيلية. ولبّت الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط النداء الفلسطيني للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، بينما تعهّدت الجامعة المليّة الإسلامية في الهند بعدم استضافة فعالياتٍ حكومية إسرائيليةٍ مستقبلاً بعد حملة طلابية واسعة.
10- سحبت الكنيسة الأسقفية الأمريكية، التي تضم 1.7 مليون عضو، استثماراتها من شركة “كاتربيلر” و”موتورولا سولوشنز” وبنك “ديسكاونت” الإسرائيلي بسبب تورّطهم في الانتهاكات الإسرائيلية.
11- كانت النقابات العمالية في طليعة حملة مقاطعة شركات (HP) المتورّطة في جرائم النظام الاستعماري الإسرائيلي، بما في ذلك نقابة (FNV) في هولندا، والتي تضم 1.2 مليون عضو، وثاني أكبر نقابة عمّالية في بريطانية “يونايت”، والتي تضمّ أكثر من 1.1 مليون عضو، بالإضافة إلى الاتحاد البحري لأستراليا- فرع سيدني. كما أعلنت 11 منظمة في الهند عن مكاتبها كمناطق خالية من منتجات الشركة (HP Free Zones).
12- جدّد حزب العمال البريطاني دعمه لتعليق مبيعات الأسلحة لإسرائيل لمحاسبتها على انتهاكاتها للحقوق الفلسطينية.
13- انضم أكثر من 150,000 شخص، ومئات الفنانين وأكثر من 100 مؤسسة، إلى نداء مقاطعة مسابقة “يوروفيجن (Eurovision) في تل أبيب، مما أدى إلى قدوم 10% فقط من عدد السياح المتوقع لزيارة تل أبيب.
14- مع تعرض مؤيدي الحقوق الفلسطينية وحركة المقاطعة للهجوم في ألمانيا، وقع 240 عالماً يهودياً وإسرائيلياً رسالةً إلى الحكومة الألمانية للتأكيد على أنّ المقاطعة أداة شرعية وسلمية للمقاومة.
15- نمت المناطق “الخالية من الفصل العنصري” الإسرائيلي (AFZ) في إيطاليا بنسبة 50% منذ إطلاقها في يونيو/حزيران، مع إعلان أكثر من 150 نشاطًا تجاريًا وثقافيًا ورياضيًا في إيطاليا عن أنفسهم خالين من الفصل العنصري الإسرائيلي (Free Apartheid Zones).
16- دعمٌ متنامٍ بين التقدميين والليبراليين الأمريكيين لحركة المقاطعة والحق في المقاطعة: يؤيد 44% من الناخبين الديمقراطيين الأمريكيين المقاطعة، بينما يعارض 72% من الأمريكيين، و80% من الديمقراطيين، القوانين التي تعاقب الناس على مقاطعة إسرائيل. وقدّم أعضاء الكونجرس من الحزب الديمقراطي، إلهان عمر ورشيدة طليب وجون لويس، قرارًا تاريخيًا في الكونغرس يؤكد على الحق في المقاطعة، بالإضافة إلى إعلان حزب “الاشتراكيون الديمقراطيون” الأمريكي عن دعمه الكامل لحركة المقاطعة (BDS).
17- انتصارات قانونية هامة ضد حملات قمع حركة المقاطعة: قضت ثلاث محاكم في ألمانيا بقرارات لصالح حق مناصري حركة المقاطعة لتنظيم الفعاليات، بينما أوقف أحد القضاة تطبيق قانون ولاية تكساس الأمريكية المناهضة لحركة المقاطعة BDS، ورفضت محكمة أمريكية أخرى النظر في دعوى قضائية ضد المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل. كما انتزع طلبة جامعة فوردهام الأمريكية الحق في إنشاء فرعٍ للجان العمل الطلابي من أجل فلسطين.
18- شهد العام 2019 أكثر من 50 تحرّك في 20 دولة لليوم العالمي للضغط على شركة “بوما”، دعا خلالها مناصرو القضية الفلسطينية وعشاق كرة القدم، من بينهم اللاعب السابق في نادي برشلونة “أوليغار بريساس”، الشركة لإنهاء دعمها للاحتلال العسكري الإسرائيلي.
19- في اليوم السنويّ لشركة “سيميكس” (Cemex)، أطلقت حركة المقاطعة يوماً عالمياً للتحرّك ضد الشركة لتورّطها في بناء الجدار والمستعمرات الإسرائيلية غير الشرعية، والذي طغى على يوم الشركة السنوي ووصل إلى أكثر من مليون شخص.
بعد حملة شعبية، أسقطت (Panamerican) وهي أكبر سلسلة متاجر لبيع الكتب في كولومبيا، عقدها مع شركة الأمن العالمية (G4S) بسبب تورطها في انتهاكات إسرائيل لحقوق الفلسطينيين.
وفي الوقت الذي حقّقت فيه القوى اليمينية المتطرفة مكاسب في دولة الاحتلال ومناطق أخرى حول العالم في عام 2019، فإن نمو حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) العالمية، بقيادةٍ فلسطينية، وبدعمٍ من الحلفاء والأصدقاء والصديقات المبدئيين/ات في جميع أنحاء العالم، يمدّنا بالأمل والقوة لجعل نظام الاستعمار والفصل العنصري والاحتلال العسكري الإسرائيلي صفحةً معتمةً من الماضي. معاً، يمكننا وضع حدٍ للاضطهاد ونخلق عالماً أكثر جمالاً وعدالةً للفلسطينيين ومستضعفي العالم.