الخميس  07 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محمد التاج.. أسير فلسطيني خرج من سجون إسرائيل يبحث عن رئة

2015-01-29 11:10:02 AM
محمد التاج.. أسير فلسطيني خرج من سجون إسرائيل يبحث عن رئة
صورة ارشيفية
 
 
الحدث- رام لله
 
من على سرير في مجمع رام الله الطبي بمدينة رام الله، يصارع محمد التاج (43 عاما)، وهو أسير فلسطيني محرر، الموت مع تردي وضعه الصحي، وسط مناشدته لنقله للعلاج في مستشفيات مختصة خارج فلسطين.
 
التاج، الذي أفرجت عنه إسرائيل في أبريل/نيسان 2013 إثر تدهور وضعه الصحي، يعاني من تليف في الرئة بنسبة نحو 95%، أصيب به أثناء اعتقاله في السجون الإسرائيلية، حتى أنه لا يستطيع التنفس بصورة طبيعية، بحسب أحدث تقرير طبي فلسطيني قبل شهرين.
 
والتاج، وهو متزوج وليس لديه أطفال، من بلدة طوباس، وقد اعتقلته إسرائيل عام 2003، وقضت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن 16 عاما، بدعوى مشاركته في أعمال عسكرية استهدفت قوات من الجيش الإسرائيلي، وهو ينتمي إلى "جبهة التحرير العربية"، أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
 
وبقسمات وجه تحمل دلائل المرض العضال، يقول الأسير المحرر: "بت لا أستطيع التنفس، وأعاني من غيبوبة متقطعة، نتيجة عدم قدرتي على التنفس.. ولا يمكنني التحرك".
 
ويمضي التاج قائلا: "خرجت من السجن الإسرائيلي مصابا بتليف بدرجة 80%، والآن أجزم أنني مصاب بتليف بنسبة 100%، واحتاج إلى زراعة رئة بشكل عاجل".
 
وبصوت مخنوق، يتابع: "أعيش الوقت الضائع.. قد أتوفى في أي وقت، وأناشد الحكومة توفير العلاج اللازم لي، والإسراع في زراعة الرئة".
 
وبحسب مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة، عمر النصر، فإن "علاج التاج لا يتوفر في المستشفيات الفلسطينية؛ مما دفع الوزارة، بتوجهات من الرئيس محمود عباس، إلى الترتيب لنقله إلى مستشفى بلنسون الإسرائيلي.. هذا لن يكون العلاج الشافي له، فهو يحتاج إلى متبرع برئة".
 
ويضيف، أن "الوزارة تتواصل مع مختلف الجهات ذات الاختصاص لتوفير العلاج وإجراء عملية للأسير المريض".
 
وعن حالة التاج، يحمل النصر إسرائيل المسؤولية عن حياته، قائلا إن "التاج أصيب بتليف في الرئة نتيجة الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية".
 
وهو ما يعلق عليه الأسير المحرر نفسه بقوله: "نعم.. أحمل إسرائيل مسؤولية وضعي الصحي.. ولا أحبذ رحلة علاج في مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، لكنني أصارع الموت يوميا".
 
وتنفي إسرائيل صحة ما يتهمها به أسرى ومسؤولون فلسطينيون بالإهمال الطبي في سجونها عبر التأخر في تشخيص المرض للأسرى، وعدم تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.
 
هو الآخر، يتهم منسق "لجنة متابعة شؤون الأسرى" أمين شومان، إسرائيل بتدمير صحة الأسير التاج، ويطالب بـ"الإسراع بتوفير منحة طبية، والتنسيق مع الجهات المختصة لإجراء عملية زراعة رئة بشكل سريع".
 
ووفقا لشومان، فإن "إسرائيل تتعمد قتل الأسرى بشكل بطيء في سجونها من خلال الإهمال الطبي".
 
وينتمي التاج إلى أسرة من الطبقة المتوسطة ليس بوسعها تحمل تكاليف علاجه الباهظة للغاية.
 
وعقب الإفراج عنه، حصل التاج على منحة علاج في النمسا، وبالفعل سافر في رحلة استغرقت شهرا عاد بعدها في حالة صحية جيدة، حيث تمكن الأطباء من الحد من انتشار التليف، إلا أن حالته الصحية تدهورت مجددا.
 
وفي الـ22 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن اعتزامه الإضراب عن الطعام؛ احتجاجا على مقال إنه إهمال رسمي في علاجه، إلا انه عدل عن موقفه عقب تلقيه وعودا رسمية بعلاجه.
 
وتقول دلال التاج، والدة الأسير المحرر، إن "الحكومة الفلسطينية هي التي تتحمل المسؤولية عن حياة ابني.. ولدي اعتقل من أجل فلسطين والقدس والدفاع عن شعبه، إلا يستحق اهتماما رسميا بتوفير العلاج اللازم له" ؟!.
 
ومستنكرة، تمضي الأم المكلومة متساءلة: "محمد يموت كل يوم.. ماذا ينتظرون ؟!، هل يعقل أن الحكومة غير قادرة على توفير زراعة رئة لأسير محرر؟ّ".