الحدث الثقافي
صدر مؤخراً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية كتاب "الطاقة والجغرافيا السياسية لغاز شرق المتوسط"، تحرير وليد خدوري، والذي جاء في 186 صفحة.
وعقدت مؤسسة الدراسات الفلسطينية ثلاث ندوات في بيروت لدراسة الأبعاد المترتبة على اكتشاف الغاز في شرق المتوسط، ونشرت دراسات كل ندوة في كتاب منفصل، وهذا الكتاب يتضمن الدراسات التي جرى تقديمها للندوة الثالثة.
وجاءت محتويات هذا الكتاب على المهمات والخطوات الأساسية لانطلاق صناعة الغاز، و قطاع الطاقة في فلسطين ركيزة أساسية للإصلاح الاقتصادي، الأبعاد الأمنية لتطوير غاز شرق المتوسط، و الطرق القانونية لحل النزاع اللبناني – الإسرائيلي بشأن، و المصادر الطبيعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، و موقف القانون الدولي من سلوك سلطة الاحتلال الإسرائيلي، و الطاقة المتجددة في فلسطين، والأبعاد الجيوسياسية لصادرات غاز شرق المتوسط.
وتتضمن مقدمة الكتاب، أن الاكتشافات البترولية تشكل، من ناحية، فرصاً للدول المنتجة للحصول على ريع بترولي يساعد في التنمية، لكنها، من ناحية أخرى، قد تساهم في تفاقم الخلافات بين الدول المجاورة، ولا سيما في حال وجود نزاعات تاريخية ومزمنة بين هذه الدول، أو عدم رسم الحدود فيما بينها قبل الشروع في الاكتشافات، او ظهور مصالح اقتصادية مهمة لدول كبرى وشركاتها، أو بسبب وضع اليد على الثروة البترولية، أو من أجل الدفاع عن مصالح الشركات. وتاريخ الشرق الأوسط، منذ أوائل القرن العشرين حتى يومنا هذا، ما هو إلا مثال حي لمليارات الدولارات من الريع المالي، التي تدفقت إلى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأيضا مثال للنزاعات والحروب على المصالح البترولية.
وعلى الرغم من الاكتشافات الضخمة في معظم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال القرن العشرين، فإن أي اکتشافات ضخمة أو مهمة في الدول المطلة على شرق البحر الأبيض المتوسط لم تتحقق إلا بحلول الألفية الثانية.
ويضيف الكتاب، أن اكتشاف الغاز في شرق المتوسط عاملا جديداً إلى الصراع العربي - الإسرائيلي يتمثل في فتح ملف الحدود البحرية المختلف بشأنها، على غرار ملف الحدود البحرية اللبنانية - الإسرائيلية، وفي محاولة إسرائيل وضع اليد على الموارد العربية أو تعطيل إنتاجها، كما في عرقلتها تطوير حقل غزة مارين منذ اكتشافه سنة ۲۰۰۰. وتطمح إسرائيل إلى التغلغل في قطاع الطاقة العربي من خلال تصدير الغاز إلى الدول المجاورة.
ونظرا إلى محدودية الاحتياطي الغازي الإسرائيلي المكتشف حتى الآن، تحاول إسرائيل مشاركة الدول المجاورة المنتجة في برامج تصديرها إلى الأسواق الأوروبية، كما في مشاركتها قبرص لتزويد محطتي التسييل المصرية بالغاز، ومن ثم تصديره. وتدرس إسرائيل أيضا إمكان التصدير مع قبرص بواسطة خط أنابيب بحري إلى أوروبا عبر قبرص واليونان وإيطاليا. وعلى الرغم من دعم مفوضية السوق الأوروبية لدراسة المشروع، فإنه لا يزال حتى الآن يفتقر إلى المشتري، وبالتالي يتوقع أن يتأخر تنفيذه.
تحرير:وليد خدوري
وليد خدوري من مواليد بغداد، العراق، 1942، حاصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة ولاية ميشيغان (1963)، وشهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة جونز هوبكنز، واشنطن ، كان رئيساً للقسم الاقتصادي في جريدة "الحياة" ومستشار نشرة "ميدل ايست ايكونوميك سرفي – ميس، الأسبوعية المتخصصة في الشؤون النفطية والاقتصادية، بيروت، لبنان، 2007؛ عمل رئيساً للتحرير ومديراً لتحرير نشرة ميس منذ عام 1981 – 2004 (نيقوسيا، قبرص)، ورئيساً لقسم الاقتصاد في صحيفة الحياة، بيروت، لبنان (2004-2006)، ومديراً لدائرة الإعلام في منظمة أوابك (1975-1980) الكويت، ومدرساً في قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت (1973-1975)، (ومديراً لقسم الأبحاث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت (1970-1973).