الخميس  07 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رفح: صيادو الأسماك بين مطرقة اعتداءات الاحتلال وسندان شح الصيد

2015-01-31 10:49:14 AM
رفح: صيادو الأسماك بين مطرقة اعتداءات الاحتلال وسندان شح الصيد
صورة ارشيفية

 

الحدث-  محمد مصطفى
 
لازال صيادو غزة يكابدون ويعافرون من أجل الحصول على لقمة العيش، التي بات تحصيلها أمراً شاقاً وخطراً في ظل تواصل اعتداءات الاحتلال بحقهم.
 
فما إن يحل المساء، حتى يتأهب الصيادون لخوض غمار رحلة يومية خطرة وشاقة، تستمر حتى ساعات الصباح، يكابدون خلالها، ويواجهون المخاطر أملا بالعودة برزق وفير.
 
بين نارين
الصياد محمد زعرب، أكد أن الأوضاع في بحر قطاع غزة عامة، وبحر مدينة رفح على وجه الخصوص بات صعب، فالصيادون ما بين نارين، إما التوقف عن دخول البحر وممارسة حرفتهم الوحيدة التي يعتاشون منها، وهذا يعرضهم للمزيد من الفقر والعوز، ويحرم أبنائهم وأطفالهم من العيش حياة كريمة، أو دخول البحر والبقاء تحت رحمة الاحتلال واعتداءاته.
 
وأكد زعرب أن المراكب تتعرض بصورة يومية لإطلاق نار إسرائيلي، ومطاردات من قبل زوارق منتشرة بكثافة في المياه.
 
وأشار زعرب في مقابلة مع ـ"الحدث" إلى أن المطاردات كثيراً ما تنتهي بإلحاق أضرار فادحة في مراكب الصيادين، ومصادرة وإتلاف معدات صيد، وأحياناً إصابة أو اعتقال الصيادين، وهذا تكرر كثيراً في الآونة الأخيرة.
 
وبين زعرب أن جنود سلاح البحرية الإسرائيلية، لا يتوانون عن فعل كل ما من شأنه إلحاق الأذى والضرر بالصيادين، بهدف دفعهم إلى ترك مهنتهم، والتخلي عنها.
 
أما الصياد محمود يوسف، فأكد أن المشكلة لا تكمن في اعتداءات الاحتلال فحسب، فصيادون في قطاع غزة يواجهون معضلة أكبر، وتتمثل في شح الأسماك بل انعدامها في معظم أوقات العام، باستثناء مواسم الهجرة، في فصلي الخريف والربيع، وهذا يرجع إلى عدة أسباب أبرزها، ضيق بحر غزة، وانحسار مساحة الصيد في مناطق فقيرة، وكثرة الصيادين، واستخدام شباك ذات فتحات صغيرة.
 
وأوضح يوسف أن الفترة الذهبية للصيادين انتهت، فالصيادون كانوا يدخلون المياه المصرية الغنية بالأسماك، ويعودون بأطنان من أفضل أنواعها، دون أن يمنعهم أحد، لكن بعد سقوط نظام الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، لم يعد الأمر متاحاً، والوصول للمياه المصرية قد يكلف الصياد حياته.
 
وأشار إلى أن ثمن الوقود المرتفع يزيد الطين بلة، فرحلة الصيادين اليومية تكلفهم الكثير من المال، وأحياناً يعودون بخفي حنين، أو قليل من الأسماك، لا تغطي تكاليف الرحلة.
 
وأشار يوسف إلى أنه ورغم كل الصعاب والمخاطر، فلازال الصيادون متمسكون بمهنتهم، ويعتبرون البحر بمثابة مصدر رزقهم الوحيد، الذي لن يتخلوا عنه مهما حدث.
 
وتعانى أسواق القطاع شح كبير في الأسماك البحرية الطازجة، ويضطر التجار لعرض إما اسماك تربى في برك ومزارك سمكية، أو اسماك مثلجة مستوردة من الخارج.