الخميس  07 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مذبحة "الجمعة الأسود" مآسي لا تنسى وضحايا بانتظار معاقبة الجاني

2015-02-01 11:39:26 AM
 مذبحة
صورة ارشيفية
 الحدث- رفح-محمد مصطفى
 
رغم مرور ستة أشهر على أبشع مجزرة تشهدها مدينة رفح منذ العام 1956، إلا أن ذاكرة الضحايا وعائلاتهم لازالت ممتلئة بمآسي والآلام، وأعينهم ترنو إلى محكمة الجنايات الدولية، وغيرها من المؤسسات المعنية بملاحقة مجرمي الحرب في العالم، أملاً بعقاب الجاني الذي لازال مفلتاً من المحاسبة.
 
"الحدث" جالت في مناطق شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، "حيث وقعت فصول الجريمة"، لرصد ردات فعل المواطنين، بعد القرار الإسرائيلي الأخير، بوقف التحقيق في مجزرة رفح، بدعوى عدم وجود عملية إطلاق نار "غير قانونية" في هذه المعركة، كما انه لم يتم تفعيل إجراء" هنيباعل" على حد تعبير المصادر الإسرائيلية، وذلك في محاولة على ما يبدو لقطع الطريق على أية محاولة لمعاقبة جنود وضباط شاركوا فيها.
 
يوم لا ينسى
 
المواطن ياسين أبو جزر "20 عام"، فقد كلا والديه خلال المجزرة المذكورة، أكد أن ما حدث صبيحة الأول من آب، كان جريمة حرب منظمة ومتكاملة، وجثث الشهداء من المدنيين، التي تناثرت في الطرقات والبساتين والشوارع الترابية، كانت شاهداً على ذلك، مستذكراً في الوقت ذاته، عجز سيارات الإسعاف عن الوصول لعشرات الجرحى، اللذين تركوا ينزفون لساعات وربما أيام، وقد فارق معظمهم الحياة لاحقاً.
 
أبو جزر بدا حزينا، وقد أطلق لحيته حداداً على والديه، أكد أن الاخيرين عادا لمنزلهما الكائن شرق رفح، وكان من المفترض أن تلحق باقي العائلة بهما، بعد أن اطمأن الجميع بأن ثمة هدنة ستستمر ثلاثة أيام.
 
وأوضح أن القذائف التي سقطت بشكل عنيف على المنازل وفي الشوارع باغتتهم، فسقطوا شهيدين برفقة مواطنين من نفس المنطقة، خلال محاولتهما مغادرة المنزل، ومحاولة الفرار للنجاة بأرواحهما.
 
أما المواطن يعقوب الزاملي "24 عاما"، وقد فقط كلا والديه أيضا بصورة مشابهة، فأكد أن معالم الجريمة متكاملة، ولا يشوبها غبار، فقط ما ينقص هو تحرك جهة قانونية دولية، لجمع الأدلة، من أجل محاكمة ومعاقبة الجناة.
 
وأكد الزاملي، أنه يعي جيداً بأن العالم بأسره يعامل إسرائيل على أنها دولة فوق القانون، ولم ولن يحدث أن يقدم قادتها كمجرمي حرب، على الأقل في الوقت الراهن، لكن ولأن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم، فسيأتي يوم تتغير فيه موازين القوة، ويساق هؤلاء المجرمون للمحاكم عنوة.
 
أما المواطن محمد عرفات، فسخر من إدعاءات جيش الاحتلال، بعدم وجود عملية إطلاق نار غير " قانونية"، قائلا: كيف يفسر هؤلاء استشهاد حفيدي الرضيع ابن الأربعة أشهر وهو بين أحضان والدته؟؟، التي حاولت أن تفر به من الموت، وقد أصيبت الأخيرة بجروح بالغة، عولجت أسابيع على إثرها.
 
وأكد عرفات أنه لم ولن ينسى مشاهد الشهداء والأشلاء التي كانت تملأ الطرقات في مناطق شرق رفح، ولا أصوات القصف الجوي والمدفعي العنيف، ويثق بأن المجرمين سينالوا عقابهم طال الزمن أم قصر.
جرائم حرب متكاملة
 
ويقول الحقوقي والباحث من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، يوسف إبراهيم، إن كل ما وقع صباح الأول من آب الماضي، يمثل جرائم حرب واضحة ومتكاملة، بدءا بالقصف الجوي الذي استهدف منازل مأهولة، ومروراً بإطلاق عشرات بل مئات القذائف الثقيلة تجاه الشوارع والمنازل، وليس انتهاءاً بتقدم قوات برية، نشرت الموت والخراب في كل ركن وزاوية.
 
وأوضح إبراهيم وقد وثق كل الأحداث التي وقعت في ذلك اليوم، أن كثافة النيران البرية والبحرية والجوية، استمرت تنهمر على كافة أحياء ومناطق مدينة رفح، لاسيما الشرقية منها، لمدة زادت على 24 ساعة، ما أسفر عن سقوط نحو 200 شهيد، ومئات الجرحى، جلهم من المدنيين العزل، وليس كما ادعت إسرائيل بأن عدد الشهداء كان حوالي 70 فقط.