رغم إلحاح زوجته المتكرر، لم يستطع الغزّي رمزي أبو عريضة، تلبية رغبتها في شراء طبق من البيض، الذي غاب عن مائدة إفطارهم منذ عدة أيام، بعد أن كان طبقًا رئيسيًا.
فارتفاع أسعار البيض في أسواق قطاع غزة، وغيابه عن أرفف بعض المحال التجارية، منع أبو عريضة، الأب لستة أبناء، من شراء البيض بين الحين والآخر، كما كان يفعل سابقًا.
وتشهد أسعار البيض في السوق الغزّي ارتفاعًا، منذ عدّة أيام، حيث وصل سعر طبق البيض، المكون من 30 بيضة، إلى 20 شيقلا اسرائيليًا (5 دولارات)، بعد أن كان يباع بـ بنحو 12-13 شيقلا.
ويقول أبو عريضة إنه "بالكاد يوفر متطلبات عائلته، وارتفاع أسعار البيض، سيحول دون شراءه له، وسيضطره للبحث عن طعام بديل بما يتناسب مع دخله الشهري".
وتابع:" نحن نعاني من الفقر والحصار والبطالة، وبالكاد نوفر ما يسد جوع أطفالنا، ارتفاع السعر سيجعل طبق البيض من الكماليات".
وأبو عريضة واحد من آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين امتنعوا عن شراء البيض، بسبب سوء أوضاعهم الاقتصادية وزيادة أعداد البطالة في صفوفهم.
ووفق مراكز حقوقية فلسطينية، فإن معدلات البطالة تجاوزت الـ 45%، فيما وصلت نسبة الفقر إلى 65%.
وأصدرت وزارة الاقتصاد في قطاع غزة، قرارا بمنع المزارعين من البيع بهذه الأسعار المرتفعة، مما تسبب في نشوب خلاف بين الطرفين في تحديد السعر النهائي للمستهلك.
وتسبب هذا الخلاف في امتناع بعض المحال التجارية من شراء البيض، من أصحاب المزارع؛ لتكدسه على أرففها دون أن يجد مشترٍ.
وأرجع أصحاب مزارع البيض والدواجن في قطاع غزة، ارتفاع الأسعار، إلى تكبدهم خسائر وصفها بـ "الفادحة"، بسبب العاصفة الجوية التي ضربت المنطقة مؤخرًا، والتي أدت إلى نفوق المئات من الدواجن في مزارعهم، إضافة إلى تدمير عدد من المزارع خلال الحرب الإسرائيلية.
وتسببت العاصفة الجوية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط في مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى نفوق ما يزيد عن 1500 دجاجة، وفق إحصائية لوزارة الزراعة الفلسطينية في غزة.
وأوضحت الوزارة أن العدوان الإسرائيلي دمّر أكثر من 25% من مزارع الدراج اللاحم و"البيّاض"، مما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن والطيور.
ويستهلك سكان قطاع غزة، نحو 15 مليون بيضة، و2 مليون دجاجة شهريًا، كما قال تحسين السقا، مدير عام التسويق في وزارة الزراعة الفلسطينية في قطاع غزة.، لمراسلة وكالة الأنضول.
ومنذ أربعة أيام، لم يستطع أحمد أبو مراحيل، صاحب مزرعة دجاج "بيّاض"، من بيع أي طبق من البيض للمحال التجارية، بسبب امتناعها عن شراءه خوفًا من عدم بيعه للمستهلك.
وتابع:" لقد تكبدنا خسائر خلال المنخفض الجوي والحرب الإسرائيلية، وضاعفت أزمة الكهرباء من خسائرنا، فنحن نضطر لتوفير بديل عن التيار، بسبب انقطاعه المتواصل".
واستدرك:" الأسعار التي حدّدتها وزارة الاقتصاد، لا تغطي تكاليفنا الانتاجية (..) إن هذا يسبب خسارة لنا، إضافة إلى أن نفوق أعداد كبيرة من الدواجن خفّض نسبة الانتاج إلى 50%".
ومنذ 8 سنوات يعاني قطاع غزة، من أزمة كهرباء كبيرة، عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006.
من جانبه أوضح رائد الجزار، مدير دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الفلسطيني، في قطاع غزة، أن انتاج البيض في فصل الشتاء، يقل بنسبة 30%، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وأكمل:" إلا أن هذا الارتفاع لن يصل إلى السعر الذي حدّده أصحاب مزارع البيض".
وأوضح الجزار، أن وزارته حدّدت قيمة طبق البيض للمستهلك، بـ 16 شيقل (4 دولار)، كحد أقصى، وفقًا لوزن طبق البيض، وستغرم المخالفين لهذا السعر.
وشنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة، في الـ 7 يوليو/تموز الماضي، تسببت بمقتل ما يزي عن 2100 فلسطيني، وإصابة أكثر من 11 ألف آخرين.