الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترامب ونتنياهو يحولان البيت الأبيض إلى منصة حملة انتخابية

2020-01-29 10:55:57 AM
ترامب ونتنياهو يحولان البيت الأبيض إلى منصة حملة انتخابية
ترامب- نتنياهو

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

 نشرت مجلة "الفورين بوليسي"، مقالاً لمراسلها الدبلوماسي والأمني روبي جرامر، وكبير مراسليها الدبلوماسيين في الأمم المتحدة كولوم لينش، وتحدثا فيه، بأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة للسلام في الشرق الأوسط مهيأة لمساعدة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما يشير إلى الناخبين الإسرائيليين بأنه ينبغي عليهم إعادة انتخابه.

 يضيف الكاتبان بأن الأمريكيين والإسرائيليين حاولوا مساعدة بعضهم البعض على الفوز بالانتخابات في الماضي، ولكن ترامب انتقل إلى مستوى جديد يوم الثلاثاء، حيث حول حفل السلام في الشرق الأوسط بالبيت الأبيض إلى إعادة انتخاب لنتنياهو وله أيضاً.

في نفس اليوم الذي تم فيه توجيه اتهام رسمي لنتنياهو بالرشوة، حاول ترامب إعادة الحياة له، معلناً عن خطته للسلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها - مع استكمال الهبات الإقليمية الجديدة - مع وجود الزعيم الإسرائيلي إلى جانبه.

يضيف الكاتب بأن: نتنياهو رد الجميل، واصفاً ترامب، الذي هو في قبضة محاكمة العزل، بأنه "أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض". وقال نتنياهو إن إسرائيل مدينة لترامب وكبير مفاوضيه وصهره جاريد كوشنر "بدين أبديّ من الامتنان".

وكانت الخطة الجديدة المكونة من 181 صفحة بعنوان: "السلام من أجل الازدهار: رؤيا لتحسين حياة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي"، فرضت بعض المطالب المؤلمة على إسرائيل بينما سمحت لها بضم الأراضي المحتلة الاستراتيجية في الضفة الغربية.

يعتقد الكاتبان بأن الأهم من ذلك، أن خطة البيت الأبيض ستتجاهل بشكل أساسي الإجماع السياسي الأمريكي المستمر منذ عقود على أن التسوية السياسية النهائية سوف تستند تقريباً على حدود عام 1967، قبل أن تطالب إسرائيل بأراض جديدة في حربها مع العرب.

ومن جهته تم منح الفلسطينيين استثمارات بقيمة 50 مليار دولار إذا وافقوا على صفقة ترامب، التي تطالب منهم بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وقبول السيادة الفلسطينية المحدودة، وتمرير سلسلة من القوانين التي تهدف إلى عزل إسرائيل حماس والجهاد الإسلامي، وإنهاء ممارسة تقديم تعويضات مالية لأسر المقاتلين المعتقلين أو القتلى.

تنص الخطة على أن: "الحل الواقعي من شأنه أن يمنح الفلسطينيين كل السلطة لحكم أنفسهم ولكن دون صلاحيات من شأنها أن تهدد إسرائيل". بالإضافة إلى أن: "هذا يستلزم بالضرورة فرض قيود على بعض السلطات السيادية في المناطق الفلسطينية، مثل الحفاظ على المسؤولية الأمنية الإسرائيلية والسيطرة الإسرائيلية على المجال الجوي غرب نهر الأردن".

 يضيف الكاتبان أنه على الفور، قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفع الخطة في خطاب متلفز من رام الله في الضفة الغربية. وقال: "أقول لترامب ونتنياهو، إن القدس ليست للبيع. جميع حقوقنا ليست للبيع وليست للمساومة. وصفقتكم، المؤامرة، لن تمر".

تابع الكاتبان: استغل ترامب حدث البيت الأبيض لتقديم قضيته إلى قاعدته، بما في ذلك المؤيدين المسيحيين الإنجيليين لإسرائيل. قائلاً: "كما يعلم الجميع، لقد فعلت الكثير من أجل إسرائيل، نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، والاعتراف بمرتفعات الجولان، وبصراحة، ربما الأهم من ذلك، الخروج من الاتفاق النووي الإيراني الرهيب".

يذكر الكاتبان بأن أحد بطاقات البدل هو رد الفعل من الدول العربية الأخرى. وقد أمضى مبعوثا ترامب المعنيان بالسلام في الشرق الأوسط، كوشنر وجيسون غرينبلات، سنوات في دفع دول الخليج العربية ودول أخرى في المنطقة، ولا سيما الأردن، إلى دعم خطتها التي طال تأجيلها.

يوضح الكاتبان بأنه في يوم الحفل، حضر سفراء البحرين وعمان والإمارات، مما يشير إلى بعض عمليات الشراء الإقليمية. ولكن السفراء الآخرين الذين تمت دعوتهم، بما في ذلك سفراء الأردن ومصر والسعودية، كانوا غائبين بشكل ملفت، وفقاً لمسؤول أمريكي مشترك بالتخطيط.

وقد أصدر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بياناً مصاغاً بعناية يوم الثلاثاء، أكد فيه مجدداً على دعم حل الدولتين. وقال: "إن الأردن يدعم كل الجهود الحقيقية الهادفة إلى تحقيق سلام عادل وشامل يقبله الشعب"، مشددًا على الضرورة الملحة لبدء مفاوضات جادة ومباشرة تحل جميع قضايا الوضع النهائي ضمن حل شامل.

 فيما أصدر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، بيانًا محذراً فيه بأن الاتحاد الأوروبي سوف "يدرس ويقيم" خطة ترامب- ولكن فقط على أساس "التزامه الثابت والموحد بحب الدولتين والتوصل إلى حل تفاوضي وقابل للتطبيق، واحترام جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمعايير المتفق عليها دولياً".

وأضاف الكاتبان بأنه من المتوقع أن يقوم كوشنر بإطلاع السفراء الأجانب في واشنطن في وزارة الخارجية يوم الاربعاء، وفقاً لما ذكره مسؤول أمريكي مطلع على الأمر. وخلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" علق كوشنير على موقف القيادة الفلسطينية: "إنها فرصة كبيرة للفلسطينيين.. ولكن لديهم سجل حافل في إفساد كل فرصة أتيحت لهم في الماضي".

وقال آرون ديفيد ميلر، وهو زميل في مركز ويلسون الذي قدم المشورة لوزراء خارجية الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط: "إن خطة الرئيس تقوض بشكل أساسي سياسات الرؤساء الأمريكيين السابقين الثلاثة، ومن المرجح أن تدق المسمار الأخير في نعش الجهود الرامية لإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة".

وأضاف ميلر، أنه حاول ذات مرة تحذير كوشنر من أنه لا يستطيع إصلاح الصراع فى الشرق الأوسط ولكنه "يمكن أن يزيد الأمر سوءاً... وللإنصاف لقد ورث دونالد ترامب عملية سلام كانت ميتة وحل الدولتين الذي كان على دعم بالحياة". مشيراً إلى أنه قد يدفنها في عهده.

إلا أن ميلر اقترح أن تكون الخطة بمثابة ضوء أخضر للحكومة الإسرائيلية للتحرك رسمياً لضم أجزاء من الضفة الغربية، ومن المحتمل أن تتفاقم المواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وليس حلها.

فيما قال مسؤولون إسرائيليون في وقت لاحق إن نتنياهو سيدعو إلى التصويت في الاجتماع الأسبوعي للحكومة يوم الأحد على اقتراح بضم 30% من الضفة الغربية.

فيما قال حسين إيبش باحث مقيم لدى معهد «دول الخليج العربي» في واشنطن: "هذا مشهد لا علاقة له بالسلام". مضيفاً أن ترامب يواجه الاتهام في الوقت الحالي ويريد بالتالي الظهور كرجل دولة وتأمين الدعم من قاعدته الإنجيلية، كما ويواجه نتنياهو لائحة اتهام ويحاول البقاء خارج السجن".

وعلق دان أربيل، الدبلوماسي السابق، والباحث المقيم بمركز الدراسات الإسرائيلية بالجامعة الأمريكية على إعلان صفقة القرن: "بالنسبة لي، يبدو الأمر وكأنها محاولة من الإدارة الأمريكية لمساعدة نتنياهو في استطلاعات الرأي وإعطائه دفعة".

يشير الكاتبان بأن هذه ليست المرة الأولى التي يبدو فيها أن القادة الأمريكيين يلعبون دوراً في السياسة الإسرائيلية. وفي العام 1996 نظم الرئيس الأميركي بيل كلينتون قمة سلام قبيل الانتخابات الإسرائيلية في محاولة لتعزيز الدعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز. وقد فشلت هذه المحاولة، وحقق نتنياهو فوزاً على بيريز.

يرى أربيل بأن مناورة كلينتون "تركت مذاقاً مريراً في فمن نتنياهو"، وفي عام 2012، واجه نتنياهو مزاعم بتقديم دعم سياسي لصديق قديم، المرشح الجمهوري ميت رومني، من أجل الفوز على الرئيس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وبعد سنوات قليلة، اتهم نتنياهو رئيسا ديمقراطيا آخر بالتدخل في السياسة الإسرائيلية. وفي عام 2015، اتهم الزعيم الإسرائيلي إدارة أوباما بدعم ضمني للمنظمات في إسرائيل من شأنها أن تعزز إقبال الناخبين على الأحزاب اليسارية، مما يؤكد على وجود علاقة سامية بين الزعيمين.

يضيف الكاتبان بأن مسابقة البيت الأبيض تناقضت بشكل حاد مع الأحداث الأكثر جدية الجارية في مجلس الشيوخ الأمريكي. وبالتالي فإن ترامب يواجه احتمال محاكمة مطولة للإقالة، مع تزايد الدعوات إلى شهود الحكومة، بمن فيهم مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، للإدلاء بشهادتهم. وحتى في الوقت الذي تبادل فيه ترامب ونتنياهو الثناء، قدم فريق الدفاع القانوني لترامب يومه الثالث والأخير من الحجج الافتتاحية.

واضطر العديد من المشرعين الجمهوريين الذين حضروا حدث البيت الأبيض، بمن فيهم السناتور جيمس ريش رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والسيناتور تيد كروز، إلى المغادرة مبكراً لحضور جلسة الإقالة.

يعتقد الكاتبان بأن الانقسامات السياسية الإسرائيلية راسخة بعمق، حيث تواجه إسرائيل ثالث انتخابات لها في أقل من عام. فيما انقسم المحللون حول تأثير حفل البيت الأبيض على مصير نتنيهو السياسي.

وأضاف الباحث إيبش: "هذه هدية غير رسمية لنتنياهو… وأعتقد أنه سيكون كافياً لجعله يتخطى الحدود".

لكن أربيل قال إنه يشك في أن خطة البيت الأبيض ستساعد في نقل الناخبين من اليسار ويسار الوسط إلى معسكر نتنياهو.

يرى الكاتبان بأن الخطة التي كشف عنها ترامب ستعترف بحق إسرائيل في الاحتفاظ بالأراضي المحتلة في غور الأردن والسيطرة الكاملة على القدس. وستنشئ الولايات المتحدة وإسرائيل لجنة مشتركة لترجمة "الخريطة المفاهيمية" التي تفصل دولة إسرائيل والقدس إلى خريطة أكثر شمولاً. ومن شأن الخطة أن تضمن عدم تعرض إسرائيل لأي "مخاطر أمنية متزايدة" وعدم مطالبة أي إسرائيلي أو فلسطيني بمغادرة منازلهم نتيجة للاتفاق.

كما سيتم منح الفلسطينيين استثمارات دولية بقيمة 50 مليار دولار، والتي زعم ترامب بأنها ستوفر مليون وظيفة وستنهي اعتماد الفلسطينيين على "الأعمال الخيرية والمساعدات الخارجية".

كما تنص الخطة على تجميد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي الجديد لمدة أربع سنوات وتحدد القدس كعاصمة لإسرائيل، وعاصمة فلسطينية فى أحياء القدس الشرقية.

وقال ترامب إنه كتب يوم الثلاثاء إلى الرئيس الفلسطيني موضحاً أنه سيتم إعطاء الفلسطينيين مهلة مدتها أربع سنوات للنظر في الخطة. خلال تلك الفترة، ستبقى الأرض المخصصة للدولة الفلسطينية غير متطورة. ولا يزال من غير الواضح ما الذي سيحدث إذا رفض الفلسطينيون ذلك. وإذا وافق الفلسطينيون على الخطة، فقد تعهد ترامب بفتح سفارة أميركية في القدس الشرقية.

وأضاف ترامب: "الرئيس عباس، أريدك أن تعرف أنه إذا اخترت الطريق إلى السلام، فإن أمريكا والعديد من البلدان الأخرى... سيكون هناك لمساعدتك في العديد من الطرق المختلفة". منوهاً: "إن ردكم على هذه الفرصة التاريخية سيظهر للعالم إلى أي مدى أنت مستعد لقيادة الشعب الفلسطيني إلى إقامة دولة".