الحدث ـ عياش الحوتي
زعمت القناة العبرية 20 المقربة من المستوطنين أن المسؤولين الفلسطينيين يعتقدون أن الأمور تسير نحو نهاية ولاية الرئيس محمود عباس، وذلك في ضوء "الفشل الذي مني به في إحداث انتفاضة من خلال السياسة"، وأن "صفقة القرن" هي رسالة تنحية للرئيس، والقمة العربية كانت بمثابة مراسم "تنحية محترمة".
ووفق نفس القناة العبرية، فإن هذا الاعتقاد سائد لدى عدد كبير من كبار قيادات السلطة وحركة حماس، على عكس آخرين في قيادة السلطة من المقربين للرئيس عباس يرون في خطابه أمام وزراء الخارجية العرب خطابا تاريخيا وحاسما.
ورفض القيادي الفتحاوي أشرف العجرمي هذه المعلومات في مقابلة مع موقع TPS الإسرائيلي، وقال إنه "ما زال من السابق لأوانه الحديث عن رحيل الرئيس عباس لأنه لا يزال لديه ما يقوله على الساحة المحلية والعربية والدولية والنظام الفلسطيني ليس جاهزًا للذهاب لمرحلة ما بعد الرئيس عباس". وهو ما أكد عليه أيضا وزير الشؤون المدنية لموقع TPS معتبرا أن الحديث عن رحيل الرئيس غير منطقي وهذه ليست إلا شائعات.
وبحسب القناة العبرية، قال مسؤول فلسطيني مقرب من السلطة إنه في المحادثات المغلقة، هناك بالفعل تفهم لقبول "صفقة القرن" والتعامل معها، وتنقل عن المسؤول قوله: "لقد طُلب مني إبداء رأيي وقلت إنني أعتقد أنه لا ينبغي رفض السلطة الفلسطينية للصفقة والدخول علنا في مواجهة مع الولايات المتحدة. يتفق كثيرون معي لكنهم لن يعلنوا ذلك ولن يتم قبول الصفقة".
وأضافت القناة العبرية: "بناءً على اجتماعات عقدت في رام الله، أكد مسؤول في السلطة الفلسطينية إن كبار المسؤولين في السلطة يدركون أن الولايات المتحدة عازمة على إنهاء دور الرئيس عباس وعليهم أن يتصالحوا مع هذا الأمر أو أن تكون هناك مواجهة مع ترامب خاصة وأنهم يعلمون أن الأمريكيين مصممون على استبدال السلطة الفلسطينية بمنظومة عمل أخرى إذا لزم الأمر لضمان استمرار التنسيق الأمني وتشغيل النظم المدنية الحيوية".
ووفق زعم القناة، فقد أكد المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "بعد كل الإجراءات الأمريكية المفاجئة في الأشهر الأخيرة، سيكون للأميركيين القدرة على استبعاد الرئيس عباس إلى خارج النظام السياسي في محاولة لتعيين وريث آخر لضمان استقرار السلطة الفلسطينية وعلاقاتها الأمنية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويتم تنسيق هذا ليس فقط مع إسرائيل، وإنما كذلك مع اللواء ماجد فرج بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل".
وقال المسؤول الفلسطيني، وفق زعم القناة: "اسم فرج موجود بالفعل في الغرف المغلقة". لكن في الرد على هذه المعلومات، يقول مسؤولون فلسطينيون إنه على الرغم من أن فرج مسؤول عن العلاقات مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأنه يتمتع بثقة كبيرة، إلا أنه لم يتم النظر حاليًا إليه باعتباره الوريث، لأن هذا القرار يتخذ من قبل مؤسسات المنظمة. "
لكن مسؤول أمني إسرائيلي يقول إن هناك اتفاقًا واسعًا على الحاجة إلى تعيين شخصية أمنية بعد رحيل الرئيس عباس، وفرج يعتبر وريثًا طبيعيًا، على الرغم من أنه من المتوقع أن تبدأ هذه الخطوة فقط إذا قامت "إسرائيل" بضم المناطق وإلغاء الاتفاقيات مع السلطة الفلسطينية.
وتابعت القناة: "رداً على زيارة رئيسة السي آي إيه إلى رام الله، يعتقد مسؤولو السلطة بأن تنحية الرئيس عباس قد تكون بشكل منظم وهادئ، مما يمكّنه من الحفاظ على تاريخه وإرثه وأن يتم الإشارة له كشخص رفض بيع القدس والتنازل عن الثوابت".
وقالت القناة العبرية إنه يزداد التوتر في السلطة الفلسطينية في الآونة الأخيرة، وهناك بعض الشائعات المتداولة بأن تعيين الرئيس عباس لـ نبيل شعث، كمبعوث خاص له، هو في الواقع تلميح أو إشارة إلى إمكانية تعيينه كرئيس مؤقت للسلطة الفلسطينية.
وتدّعي القناة: "مسؤولون في السلطة يقولون إن الرئيس عباس مكبل اليدين وأن السلطة الفلسطينية تتجنب حاليًا خطوات تصعيدية، على الرغم من الضغوطات التي يقودها نشطاء فتح وحركة حماس، لأن إلغاء الاتفاقيات سيسمح لإسرائيل بإعلان إلغاء السلطة الفلسطينية بأكملها، لأنه بحسب أحد المسؤولين في السلطة، قبل بضع سنوات، أوضحت إسرائيل للسلطة أنها تتعامل مع الاتفاقات على مبدأ إما كل شيء أو لا شيء".
وبحسب القناة، هناك صدمة لدى قيادة السلطة الفلسطينية أيضًا في ضوء الاتجاه الذي تشهده الساحة العربية منذ شهور، والتي يطلق عليها كبار المسؤولين الفلسطينيين "خيانة الدول العربية". وفي السياق، قال زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، قبل بضعة أيام، إن الخيانة أصبحت تسيطر على منطق الحكام العرب.
ووفقا للقناة، "الفجوة بين الشارع والسلطة تزعج قيادة السلطة، التي تجد صعوبة في دفع الجماهير إلى احتجاج شعبي واسع، كما يطالب الرئيس عباس. يقول مسؤولون في فتح إن الشارع لا يتجه نحو حماية السلطة الفلسطينية ويبدو أن خطاب الرئيس في القاهرة فشل أيضًا في إيقاظ الجمهور".
وترى القناة أن حديث الرئيس عباس في القمة العربية عن قيام السلطة الفلسطينية بنقل معلومات استخباراتية إلى "إسرائيل" أدى إلى موجة من الانتقادات ضده على الشبكات الاجتماعية، واعتبر المتحدثون باسم حماس أن هذه التصريحات سيئة خاصة في هذه المرحلة.
ويحذر مسؤولو السلطة، وفق القناة، من أن ضعف السلطة الفلسطينية ونهاية مرحلة الرئيس عباس هو الوقت المناسب لحركة حماس للنهوض، لأن فتح تخوض معركة البقاء من أجل مستقبلها كحركة قيادة فلسطينية رائدة، ومستقبل كبار المسؤولين فيها يعتمد على تحركات عباس.
في ضوء ذلك، تقول القناة إن كوادر فتح يبدون استعدادهم للعودة إلى الجبهة والبدء في موجة من الاحتجاجات الشعبية، ويطالب بعض قادة فتح أيضًا بالتحرك وإشعال الأوضاع قبل أن تقوم حماس بتفعيل عناصرها في الضفة الغربية.