الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل ستدخل المصالحة الفلسطينية حيز التنفيذ بعد الإعلان عن صفقة القرن؟

2020-02-03 11:38:16 AM
هل ستدخل المصالحة الفلسطينية حيز التنفيذ بعد الإعلان عن صفقة القرن؟
الرئيس عباس وإسماعيل هنية

الحدث - سجود عاصي

قبيل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن الأسبوع الماضي؛ اتصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، للتباحث بخصوص صفقة القرن، مؤكدا على أهمية الوحدة الوطنية وجاهزية حركته للعمل المشترك سياسيا وميدانيا لقطع الطريق أمام التوجهات الأمريكية -الإسرائيلية، وتبعتها تصريحات لعضو اللجنتين التنفيذية والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، بأن وفدا مكونا من جميع الفصائل سيتوجه قريبا إلى غزة تمهيدا لتوجه الرئيس عباس إلى القطاع لإعلان انتهاء الانقسام.  

كما ووافقت حركتا حماس والجهاد الإسلامي على المشاركة في اجتماع القيادة الذي ترعاه الرئاسة الفلسطينية في رام الله. فهل سيكون الإعلان عن صفقة القرن خط البداية لدخول المصالحة الفلسطينية حيز التنفيذ بعد تعثرها لسنوات طوال؟

يرى المحلل السياسي من رام الله، عبد المجيد سويلم، إن  الفصائل الفلسطينية ستسير هذه المرة إلى مصالحة فعلية على أرض الواقع، لان هوامش الخلاف تقلصت كثيرا فيما يتعلق بالشق السياسي، أما القضايا الحزبية والفصائلية فهي تحتاج إلى بحث وحوار. مؤكدا على أنه يمكن تجاوز حالة الانقسام في الوقت الراهن على الأقل من أجل إنهاء "الحالة الشاذة التي تمر بالقضية الفلسطينية لمواجهة الأخطار المحدقة بنا".

تصوير: إيهاب عاروري

وقال سويلم في مقابلة له مع "الحدث"، إن مواجهة صفقة القرن تتم بالعمل السياسي والجماهيري والميداني؛ فالعمل السياسي والدبلوماسي يسير من وجهة نظره بصورة إيجابية وفعالة، "ولاحظنا بيان الجامعة العربية الذي أعتبره بيانا قويا وفي أغلب الظن سيذهب به الرئيس محمود عباس إلى المؤتمر الأفريقي ودول عدم الانحياز ومجلس التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، حيث من المفترض أن يتواجد الرئيس في نيويورك خلال الأسبوع المقبل بخصوص صفقة القرن ومواجهتها.

وبحسب سويلم، فإنه يفترض على كل القطاعات والفضائل أن تقوم بجهدها من أجل تنشيط عمليات المواجهة والمجابهة مع الاحتلال، أما على المستوى الميداني، فإن الوحدة الميدانية تتجسد بقدر ما يعلو منسوب التوجه والحراك الجماهيري في الساحة الفلسطينية، "وهو مرشح لذلك بقوة بعد الخطوات الإسرائيلية المتوقعة بما يتعلق بضم المستوطنات في الضفة الغربية ومصادرة الأغوار وبناء مستوطنات كبيرة في الضفة.

اتفاق على مواجهة صفقة القرن وليست مصالحة فعلية

أما المحلل السياسي من قطاع غزة إياد القرا، فيرى أن الأمور ليست كما يظن البعض أنها تسير إلى مصالحة فعلية، خاصة في ظل التطورات المستمرة، حيث إنه من الواضح أنه لا يمكن العودة إلى المفاوضات بخصوص المصالحة الفلسطينية بالطريقة التي كانت موجودة سابقا ولا يمكن الجزم بتحقيق المصالحة.

وأضاف: هناك مسارين للمصالحة، الأول يرتكز على المواجهة الحقيقية والفعلية، " وهذا بتقديري يترتب عليه ما تحدثت به بعض الفصائل كحركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية قبل أيام، ترتبط بضرورة مواجهة صفقة القرن، وهي ما ترتبط بشكل أساسي بضرورة مواجهة صفقة القرن والتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي". مضيفا أن الحديث عن مشروع المصالحة جاء في سياق وحدة الموقف الفلسطيني تجاه القضايا والمحددات الكبيرة التي دخلت ضمن صفقة القرن كضم المستوطنات ونزع سلاح المقاومة بشكل أساسي، "وأرى أن الفصائل تذهب بهذا الاتجاه".

أما الاتجاه الثاني بحسب القرا، فهو الحديث عن العودة إلى ما كان عليه الوضع سابقا فيما يخص المباحثات المتعلقة بإنهاء الانقسام، وه ترتبط بمفاهيم التمكين والحكومة وملفات أخرى شائكة وصعب الاتفاق عليها في الفترة الحالية، خاصة بوجود خلافات على بعض القضايا بين الفصائل. ويرى القرا أن الفصائل في قطاع غزة لا تريد العودة إلى هذا المسار في هذه المرحلة، على اعتبار أن الدعوة للمصالحة جاءت في سياق مواجهة صفقة القرن المرتبطة بشكل أساسي بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وأوضح القرا لـ"الحدث"، ان التحرك الحالي "لمواجهة صفقة القرن" ليس سوى تحركا إعلاميا لا يرتقي لمستوى الحدث والمواجهة والتحرك الفعلي والحقيقي. 

وأشار القرا، إلى أن الرفض الذي تحدثت به السلطة والفصائل لا يشير إلى وجود مشروع وطني لإفشال صفقة القرن ومواجهتها. كما ان الجهد الشعبي لا يرتقي إلى مستوى مواجهة أو مقاومة.

ضغوطات إسرائيلية على السلطة

ويتوقع سويلم، أن يحاصر الاحتلال الإسرائيلي السلطة الفلسطينية إما من خلال ضغوطات مالية وغير مالية، قائلا: "نحن أمام عجلة تسير بسرعة كبيرة نحو المواجهة".

 واستبعد سويلم كليا فكرة إمكانية تطبيق صفقة القرن على أرض الواقع، معللا ذلك، بأن العرب (ولو أراد بعضهم) فإنهم لن يفعلوا ولا يمتلكون المقومات ولا المؤسسات ولا الأرضية لتنفيذ ذلك، وكذلك لا يمتلكون الجرأة والشجاعة لفعلها، خاصة برفض الفلسطينيين لهذه الصفقة.