إجلسوا أيُّها الناسُ،
اليومَ كُلُّنا جلوس.
وصفقوا لي، كي تكونوا جديرينَ بي
وابتسموا أمام الشاشةِ، لبشاشتي،
وألقوا علي تحيةَ السلامِ،
فبالسلامِ، يطيرُ الحمامُ ولا يحطُّ إلا الحمامُ
السلامُ، عليكم بالسلامِ.
سأختارُ منكم أصنافي؛ سيؤمنون طريق الحرير بسلامِ.
لكنْ، عليَّ أوَّلاً أن أهدئ أعصابي،
هدِّئوا لي أعصابي،
ماذا تعرفونَ عن أعصابي؟
سأستعينُ بالموسيقى، وسنستمعُ معا إلى مقطوعةٍ لـ "شوبان"؟
هل تعرفون يا أحبائي
مقطوعةَ "ذكريات الماضي"؟
وهل تعرفون لماذا تولِّدُ فينا الحسرات والخيبات؟
كلاَّ لا تعرفون، أعداؤنا يعرِفون
فأتركوا لهم الماضي، واستعينوا بالذكرياتِ.
لكن الذكريات لا تهدئ أعصابي،
سأستعينُ بالأجراسْ،
هل تعرفونَ يا أحبائي، لماذا ولمن تُقرعُ الأجراسْ؟
سنبعِدُ بها الأرواحَ النجِسة والدنسة،
ومن ثم ننتظرُ عيد الميلادِ.
لكن، هل تعرِفونَ يا أحبائي،
موعدَ عيد ميلادي،
افرحوا، يا إحبائي، اليومَ عيدُ ميلادي مع عيدِ البلادِ!
لكن، هل تعرفونَ يا أحبائي،
أينَ بلادي؟