الحدث الثقافي
.أعلن نقيب الممثلين في مصر أشرف زكي، وفاة الفنانة القديرة نادية لطفي عن عمر ناهز الـ83 عاما بعد صراع مع المرض
.وقال نقيب الممثلين، في تصريح لوسائل إعلام مصرية، إنه لم يتم تحديد موعد الجنازة والعزاء حتى الآن
وكانت الحالة الصحية للفنانة القديرة نادية لطفي، شهدت تدهوراً ملحوظا خلال الأيام الماضية، عقب إدخالها غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات بالمعادي للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، حيث شعرت بحالة إعياء شديدة إثر نزلة حادة، استدعت وضعها على جهاز التنفس الصناعي، ليقرر الأطباء المعالجون منع الزيارة عنها وحجزها بغرفة العناية المركزة، وذلك لحين استقرار حالتها الصحية
أسمها الحقيقي هو بولا محمد لطفى، من مواليد منطقة الوايلي فى القاهرة، وتعتبر من أكثر الفنانات التى تشتهر بمواقفها السياسية المختلفة وأهمها دورها فى حرب 6 أكتوبر وفضحها لجرائم إسرائيل خلال حصار بيروت
*محطات في حياة نادية لطفي:
فى حصار بيروت عام 1982، ذهبت في رحلة شهيرة إلى لبنان، أثناء حصار بيروت، ووقفت مع المقاومة الفلسطينية، وقامت بتسجيل ما حدث من مجازر، ونقلته لمحطات تلفزيون عالمية، مما دفع العديد من الصحف والقنوات للقول بأن كاميرا نادية لطفى التى رصدت ما قام به السفاح الإسرائيلي في صبرا وشاتيلا، لم تكن كاميرا بل كانت مدفع رشاش فى وجه القوات الإسرائيلية.
وظلت "نادية" تطوف لشهور بنفسها على العديد من عواصم العالم، لتعرض ما قام به شارون في هذا الوقت من أعمال عدائية، إلا أن في النهاية توقفت بسبب ظروفها الصحية، التى لم تعد تسمح باستمرارها فى الأمر.
كما قررت الفنانة نادية لطفى عام 2003، إعداد كتاب وثائقي يسجل الحروب التي تعرض لها العالم العربي منذ عام 1956 وحتى 2003، خصوصًا أحداث الهجمات الأمريكية والبريطانية على العراق.
ولفتت إلى أنها ستخصص فصلًا من الكتاب للحديث عن دور الفن في الأحداث التي تعرضت لها مصر، وكيف صور الفن الحروب التي وقعت على مصر ودور الفنانين فى دعم الحالة المعنوية للجنود على جبهة القتال.
إذ لم تقف حكايات نادية مع الثورة الفلسطينية عند زيارة عرفات بل سجلت جرائم الإسرائيلي شارون في صبرا وشاتيلا، ونقلتها عبر كاميرتها للعالم، وقالت الصحافة العالمية عنها:" لم يكن مع نادية لطفي كاميرا بل كان مدفع رشاش في وجه قوات الاحتلال".
وقضت نادية أسبوعين في صفوف المقاومة الفلسطينية أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وكان الموت يطاردها في كل لحظة، ولا تزال تحتفظ في مكتبتها الخاصة بـ 25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها بنفسها وقت الحصار الإسرائيلي للمقاومة الفلسطينية في بيروت.
وظلت "نادية" تطوف لشهور بنفسها على العديد من عواصم العالم، لتعرض ما قام به شارون في هذا الوقت من أعمال وحشية، إلا أنها في النهاية توقفت بسبب مرضها الذي لم يسمح باستمرارها في الأمر.
و تقديراً لمواقفها من القضية الفلسطينية قرر الرئيس الراحل أبو عمار زيارة نادية في منزلها وأهداها كوفيته، وهو ما جعلها فخورة جدًا، كما اعتذرت عن التكريم من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكانت ترى أن زيارة الرئيس الفلسطيني تكفيها، ولا يعادلها تكريم اخر.
وفي شأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، قالت لطفي في أحد اللقاءات الصحفية: "أندهش، ذلك أن هذا هو المتوقع من ترامب أو أي رئيس أمريكي، فمساندة أمريكا لإسرائيل معروفة وعلينا ألا ننتظر منها أن تكون عادلة في نظرتها للقضية الفلسطينية".
وأضافت: "الطرف الذي يجب أن يكون إيجابياً هو الطرف العربي، فالعرب لابد أن يتجاوزوا خلافاتهم، ويكون لهم موقف محدد تجاه قضية فلسطين بشكل عام، وليس القدس فقط، فأنا ضد اختصار قضية فلسطين في القدس، لأن فلسطين كلها عربية وليس القدس فقط"
وفي الوقت الذي يزداد فيه المطبعون يوماً بعد يوم ترحل الجميلة الأصيلة نادية لطفي التي شكلت وفوداً من الفنانين على نفقتها الخاصة لمؤازرة فدائيّ الثورة الفلسطينية في اليمن والجزائر كسرت حصار بيروت عام 1982 المفروض على الثورة الفلسطينية آنذاك بصحبة طلائع المثقفين المصريين