الحدث- جهاد الدين البدوي
نشرت مجلة "popularmechanics" الأمريكية مقالاً للكاتب ديفيد هامبلينج قال فيه إن المفاعلات النووية يمكن أن تشغل بسهولة أسلحة الليزر، ولكن ما هو الهدف؟
يضيف الكاتب بأنه يمكن لأسلحة الليزر أن تضرب بسرعة الضوء، ويمكنها العمل في أي مجال قتالي ممكن، سواء في البر أو الجو، وحتى على سطح البحر، في السفن الحربية، ولكن ماذا عن أعماق البحر؟
وتصل سرعة الضوء إلى 300 ألف كيلومترا في الثانية، وهي سرعة هائلة، تمثل حاجزا لا يمكن اختراقه، بحسب موقع "سبيس دوت كوم" الأمريكي.
تظهر وثائق الموازنة التي يرجع تاريخها قبل 2011، أن البحرية الأمريكية خططت لتزويد غواصاتها النووية من فئة فرجينيا بأسلحة الليزر عالية الطاقة.
يتساءل الكاتب عن جدوى استخدام أسلحة الليزر على متن الغواصات تحت سطح الماء، مشيراً إلى أن أشعة الليزر، لا تعمل تحت سطح الماء، وفي نفس الوقت، فإنه من النادر أن تبحر تلك الغواصات على سطح البحر.
يشير الكاتب أنه على الرغم من التناقضات الصارخة، يقول الخبراء الذين تحدثوا لمجلة "popularmechanics" أن أسلحة الليزر الفرعية أكثر منطقية مما قد تعتقد.
يرى الكاتب بأن إن تسليح الغواصات بأسلحة الليزر يمثل تحد كبير من الناحية الفيزيائية"، مشيراً إلى أن العمق، الذي تصل إليه أشعة الشمس لا يتجاوز 1000 متر، تحت سطح البحر، بينما لن تتجاوز المسافة، التي يمكن لأشعة الليزر أن تقطعها، عبر الماء، سوى مئات الأمتار.
يتابع الكاتب: ولكن من منظور هندسي، فإن الليزر يشعر بأنه في مكانه المخصص على الغواصات النووية - التركيز على الطاقة النووية.
ويقول سيدهارث كوشال وهو زميل وباحث في القوة البحرية: "واحدة من العيوب الرئيسية لليزر الطاقة العالية، هو حاجتها للطاقة، وهو ما يمكن تفاديه إذا وضع في غواصة تعمل بالطاقة النووية، والتي تولد ما يكفي من الطاقة لتشغيل السلاح الليزري، فضلاً عن كل شيء آخر على متنها".
والمرجح المثالي لهذا الغرض هي غواصة فرجينيا، وقد دخلت في الخدمة لأول مرة عام 2004، وهي غواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية مسلحة بطوربيدات وصوايخ كروز تستخدم للدفاع عن الأساطيل البحرية وضرب أهداف برية. كما تأخذ غواصات فرجينيا أدواراً أكثر غموضاً، مثل جمع المعلومات الاستخباراتية أو نقل القوات الخاصة السرية.
من المحتمل أن أي نظام ليزري يجب وضعه على منطقة البرج أو الصاري الضوئي بغواصة فرجينيا "وهي المنطقة العلوية من الغواصة". في حين أن السفن السطحية لديها مساحة كبيرة لوضع نظام الليزر.
يقول كوشال: "بالنظر إلى الطبيعة المدمجة للصاري الذي يستضيف بالفعل أجهزة استشعار رئيسة، فإن إيجاد المساحة يتطلب تصميمات مبتكرة".
يضيف الكاتب بأن النواظير القديمة كانت توجه يدوياً بمقابض، ولكن الصاري الضوئي تحتوي على ثلاث كاميرات، تعمل إحداها بالأشعة تحت الحمراء، يتم التحكم فيها بواسطة عصا التحكم وكابلات الألياف الضوئية التي تنقل المعلومات إلى وحدة التحكم الخاصة بالقائد.
ولكن هذا الاهتمام الخاص الذي يولى للصاري الضوئي يخبرنا بشيء واحد مهم - من شبه المؤكد أن أسلحة الليزر ستهاجم أهدافًا فوق مستوى سطح البحر.
وبصرف النظر عن الآلية التي تنتج الشعاع، فإن أي نظام ليزري في الغواصة يحتاج إلى أمرين آخرين: مدير شعاع، وجهاز لسحب الطاقة من المفاعل النووي.
مدير الشعاع هو الذي سيرتب العدسات والمرايا التي تحافظ على شعاع عالية الطاقة وتركزه على وجه التحديد على هدف بعيد. وعادة ما يكون العنصر الرئيس هو مرآة مشوهة يتم التحكم فيها إلكترونيًا، والتي تتغير شكلها للحفاظ على تركيز الشعاع والتعويض عن التشويه الجوي. ولحسن الحظ، البحرية كانت مشغولة بتطوير نسخة مصغرة من هذه التقنية لما يقرب من عقد من الزمان. وفي عام 2011، طلبت البحرية نموذجاً أولياً لمدير شعاع الغواصات، الذي قامت شركة الفيزياء البصرية ببنائه وتسليمه.
والجزء الثاني وهو جهاز للحصول على الطاقة من المحرك النووي ويحولها إلى سلاح الليزر نفسه. لا يمكنك ثقب بدن الغواصة من أجل تمرير كابلات الطاقة لسلاح الليزر المثبت بمنطقة الصاري. وهذا يتطلب اتصالات "آمنة" خاصة، والتي تسمح بعمل ثقب في الهيكل دون المساس بقوتها.
يقول الكاتب بأنه بدأ مشروع لإنشاء هذه الاتصالات في عام 2017 ومن المتوقع أن يكون جاهزًا للنشر في أوائل عام 2020. وهناك مشروع مماثل، تم إطلاقه هذا العام، سوف يؤدي إلى زيادة تطوير إمدادات الطاقة لدعم ليزر 200 كيلوواط - أقوى من أي ليزر عسكري تم إطلاقه على الإطلاق. ولكن إلى أن يتم تثبيت هذه الوصلات "الآمنة"، فإن أي اختبارات لليزر الغواصة سوف تتطلب مولد كهربائي مُسوّف.
يضيف الكاتب بأن الخطط الحالية تدعو إلى استخدام أشعة الليزر المبنية للسفن السطحية، فإن الظروف تتغير بشكل كبير عند العمل في عمق البحر. لذا فإن البحرية تستكشف أيضاً ليزر عالي الطاقة بطول موجي أطول من الأنظمة الحالية. هذا الطول الموجي ينتشر بشكل أقل، مما يمنح الليزر نطاق أكثر فاعلية. كما أنه سيكون أقل قابلية للكشف، وهذا يعني أن هذا الليزر يمكن أن يكون مفيداً جداً خلال العمل السري.
لذا فبينما نعرف الكثير عن كيفية عمل هذا الليزر، فإن الغرض من هذا الليزر - وأنواع الأهداف التي سيهاجمها - لا يزال لغزًا. وهذا على الأرجح عن قصد.
وقال تيم بيتراك الذي يعمل في القسم البحري من المجلة: "لا يمكننا التعليق على جهود محددة للبحث والتطوير بسبب مستوى التصنيف".
وينوه الكاتب بأن كلية الدراسات العليا بالبحرية الأمريكية أجرت دراسة طويلة بعنوان "دمج الليزر عالي الطاقة بغواصة فرجينيا"، وأصدرت ملخصها عام 2015، ولكنها حجبت أي تفاصيل أخرى.
ويعتقد بعض الخبراء بأن وظيفة أسلحة الليزر المثبتة على الغواصات هي لمهاجمة الطائرات المضادة للغواصات.
يقول "HI Sutton" خبير الغواصات الذي يدير موقع "Coverthores": "خلال الحرب الباردة، طورت بريطانيا نظام اطلاق صواريخ من الغواصة إلى نظام صاروخي جوي، والذي يحتوي على صواريخ قصيرة المدى ظهرت فوق السطح"...."لم يتم تبنِ ذلك أبداً، وفي الأونة الأخيرة، كانت هناك مقترحات فرنسية بشأن بندقية محمولة على الصاري".
ويقول كاوشال إن البحرية الأميركية أشادت في السابق بأشعة الليزر عالية الطاقة باعتبارها أفضل حل لصد أسراب العدو واسقاط الصواريخ من مسافة قريبة.
ويشير كاوشال إلى أنه "يمكن لأشعة الليزر عالية الطاقة تعطيل أنظمة التوجيه على الطائرات بدون طيار وإشعال الوقود والذخائر على متن قوارب صغيرة مثل القوارب الإيرانية."
ويضيف كاوشال أن المعارضين الذين يستخدمون هذه التكتيكات سيفتقرون على الأرجح إلى القدرة المتقدمة المضادة للغواصات، وبالتالي فإن الغواصات في عمق المنظار ستكون آمنة نسبياً.
ينوه الكاتب بأن أحد أكبر الألغاز هو ذكر وثيقة الميزانية للعمليات السرية. تتمتع الغواصات الأمريكية بخبرة كبيرة في هذا المجال، ويبدو أن السلاح غير المرئي والصامت يشبه عدم التفكير. من الناحية النظرية، يمكن لأجهزة الرؤيا أن ترى خلسة الأهداف الساحلية عبر الصاري، مثل الرادار أو الاتصالات أو حتى بطاريات الصواريخ، دون أن يدرك أي أحد ما كان يحدث. ولكن هناك مشكلة واحدة فقط - الغواصات لا تحب الاقتراب من منطقة الحدث.
يقول ستاتون: أن أشعة الليزر قصيرة، لذلك ستكون قصيرة المدى، ومن المرجح أن يفضل قائد الغواصات الأسلحة المواجهة مثل صواريخ كروز كلما كان ذلك ممكناً.
يقول الكاتب بأن "مهمة مدافع الليزر المثبتة على الغواصات ستكون لاخراج أسراب الطائرات بدون الطيار والقوارب، ويمكنها حماية الأساطيل البحرية وحاملات الطائرات من صواريخ كروز، أو ربما يكون لديها بعض المهام السرية الأخرى التي لا يمكننا معرفتها".