الحدث - سجود عاصي
هاجمت مجموعة من المستوطنين قرية الجش شمال مدينة صفد بالداخل المحتل، وقامت بإعطاب إطارات عشرات من السيارات كاعتداء ليس الأول من نوعه. واتهم فلسطينيون من الداخل المحتل، جماعة "تدفيع الثمن" الإسرائيلية بتنفيذ هذه الهجمات استنادا إلى طبيعة الشعارات والكتابات التي خطت على المركبات.
وقالت منظمة حقوقية في الداخل المحتل، إن الأشهر الأخيرة شهدت وقوع جرائم كراهية ضد فلسطينيين الداخل في يافا وكفر قاسم وجلجولية والقدس دون الإبلاغ عن أي حالات اعتقال بحق المنفذين.
وحول ذلك، قال عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد في الداخل المحتل محمد كناعنة لـ"الحدث"، إن هذه الممارسات ليست بالجديدة وإنما تحصل بشكل مستمر في الداخل المحتل، وتعبر عن نهج موجود لدى هذه العصابات الصهيونية. مضيفا، أن قرية الجش تعرضت العام الماضي والسنوات الماضية لذات الاعتداء تحت جنح الظلام.
اعتداءات المستوطنين تحظى بغطاء من المؤسسة العسكرية الصهيونية
واعتبر كناعنة، أن هذه الهجمات والاعتداءات من قبل "جماعة تدفيع الثمن" لا ترتبط فقط بتنفيذ صفقة القرن، وإنما بتنغيص عيشة الفلسطينيين في الداخل المحتل تحت غطاء رسمي من قبل المؤسسة العسكرية الصهيونية التي تغض الطرف عن أعمالها وأفعالها لدرجة عدم "محاسبة" أو اعتقال أي مستوطن على خلفية هذه الاعتداءات، كما هو الحال الذي جرى مع المستوطن الذي قام بحرق منزل عائلة الدوابشة ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من أفراد العائلة عام 2015 في قرية دوما جنوب نابلس حيث أفرجت سلطات الاحتلال عن المنفذ وخرج "كالمنتصر" على حد تعبيره.
وأكد عضو عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد، على أن الغطاء الذي توفره مؤسسات "دولة الاحتلال" يعتبرها شريكة في هذه الاعتداءات.
معادلتنا ثابتة ولا تنازل عن الأرض الفلسطينية
وبحسب كناعنة، فإنه يتوقع أن تزيد هذه الهجمات بعد الإعلان عن صفقة القرن، "فهم بشكل دائم يحاولون تنغيص عيشة الفلسطيني في الداخل المحتل وارتباطا بصفقة القرن وبنودها التي تعطي شرعية لهؤلاء المستوطنين والجماعات المتطرفة للإيغال في ممارساتهم ضد الفلسطينيين في محاولة لدفعهم باتجاه مغادرة الأراضي الفلسطينية في الداخل المحل". وشدد، على أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم كما تمسك اللاجئين بحق العودة، "وهذه المعادلة ثابتة لدينا نحن الفلسطينيين وغير قابلة للتغيير".
وأوضح، أن هناك عشرات القرى والمدن الفلسطينية في الداخل المحتل وفي الضفة الغربية والقدس، تتعرض باستمرار لاعتداءات الجماعات الصهيونية، "وقبل فترة ليست بالبعيدة تعرضت قرية المنشية لهجوم أدى إلى تخريب أكثر من 100 سيارة وكتابة شعارات عنصرية عليها وعلى جدران المنازل، وكذلك الحال في قرية عكبرة قضاء صفد وشعفاط في القدس وجلجولية في المثلث الجنوبي وغيرها.
وأكد، على أنه "رغم كل هذه الممارسات والهجمات، إلا أن الاحتلال لم يحتجز أو يعتقل مستوطنا واحدا على خلفيتها، وفي حال وصل (وهي حالات نادرة جدا) فإنه يخرج دون عقاب"، مشددا على أنه "رغم ظهور هذه المجموعات على أنها مجموعات صهيونية متطرفة وهامشية، إلا أنها في الحقيقة ليست هامشية وإنما تعبر عن نهج الحركة الصهيونية المستمر وهي جزء من ممارسات الصهيونية على مدار أكثر من مئة عام.
يشار، إلى أن جماعات "تدفيع الثمن"، هي جماعة صهيونية يمينية متطرفة متمثلة في حركة "غوش أمونيم"، الحركة التي تنادي بالتطهير العرقي للعرب وإقامة الهيكل.
وأكدت دراسة صادرة عن "دراسات الكرمل" عام 2014، على أن هذه الجماعات وخاصة "تدفيع الثمن" ه جزء من العقيدة الاستيطانية الإسرائيلية، وتشمل عملياتها إلقاء الحجارة على السيارات الفلسطينية وتخريبها ومهاجمة القرى الفلسطينية وإلحاق الضرر بأملاك الفلسطينيين وقطع أشجار الزيتون وغحراق المساجد والكنائس وتكسير شواهد القبور وكتابة عبارات عنصرية ضد الفلسطينيين. وأشارت إلى أن "الجهازين القضائي والأمني في إسرائيل يغضّان الطرف عن ممارسات هذه الجماعات، ولا يتعاملان بجدية لكبحها وإلقاء القبض على المنفذين. وبذلك يوفران هامش حركة واسعا لهذه الجماعات".