الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"خدعتني بجمالها ومرحها وسرقت أموالي بخطة محكمة"

2020-02-14 02:03:46 PM
صورة تعبيرية

 

الحدث لايت

تعرّف توماس على تونيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبدآ يتبادلان الرسائل بانتظام متحدثين عن شغفهما المشترك بالسفر واهتمامهما بتربية الكلاب.

فُتن توماس ( 34 عاماً)، من ويست ميدلاند ببريطانيا، بتونيا وبدأ يرسم خططاً لمستقبلهما معاً، لكن تونيا لم تكن تبادله الحب، بل كانت مجرد محتالة.

يقول توماس: "كان هناك الكثير من القواسم المشتركة بيننا، كنا نتحدث يومياً على مدى سبعة أشهر. كانت جميلة ومرحة ولطيفة".

ويضيف: "عندما أنظر إلى الوراء الآن، لا أستطيع أن أصدق كيف تمكنت من استغلالي بهذه السهولة، فلم يخطر ببالي أنها كانت تستدرجني لإعطائها بيانات حسابي المصرفي لتتمكن من الحصول على المال".

حيلة القروض

كان توماس ضحية قصة خداع واحتيال، إذ ادعت فيها تونيا أن والديها قد ماتا وأنها تعيش مع جدتها المصابة بالسرطان في الولايات المتحدة؛ وتدفع جميع الفواتير الطبية باهظة الثمن، إلى جانب مصاريف المعيشة الأخرى. وهكذا طلبت منه إقراضها بعض المال.

وفي المقابل، قدمت له دليلاً على أنها كانت تنتظر ميراثاً كبيراً. إلا أن تلك الوثائق التي أبرزتها كانت مزورة.

ولجعل القصة تبدو أكثر واقعية، حوّلت أموالاً إلى حسابه الخاص، وطلبت منه أن يوزعها في حسابات متنوعة لأنها لا تمتلك حساباً مصرفياً خاصاً بها.

في الواقع، كان المال الذي قدمته تونيا لتوماس قد اقترضته من البنك باسمه ومن دون علمه في عملية احتيال محترفة.

وعندما بدأ بتلقي رسائل من الشركات المقرضة، أدرك أنه كان ضحية عملية احتيال؛ فذهب إلى فرع مصرف "إتش إس بي سي" في منطقته، وشرح لهم ما جرى له ليتمكن من استرجاع أمواله بمساعدة فريق التعامل مع قضايا الاحتيال في المصرف.

ويعمل توماس الآن على إصلاح سمعته وتصنيفه المالي لدى بنوك الائتمان.

ويتابع توماس: "لقد أغلقت الآن حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي لأنني لا أريد خوض علاقة أخرى من هذا النوع مع أي شخص آخر. وسيستغرق الأمر مني وقتاً طويلاً لكي أتجاوز الصدمة وأكون قادراً على الثقة بالناس من جديد".

هذه القضية ليست مجرد ابتزاز عاطفي راح ضحيتها شاب عاشق، بل إنها تحمل كل علامات عمليات الاحتيال.

ويلجأ العديد من المحتالين إلى استخدام مواقع المواعدة أو وسائل التواصل الاجتماعي، لينتحلوا شخصيات آخرين ويضعوا صوراً في بروفايلاتهم لا تعود لهم، ليتصيدوا عبرها ضحاياهم.

وكشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة " يو كي فاينينس" إلى أن 27 في المئة من مستخدمي مواقع المواعدة ممن شملهم الاستطلاع، أجابوا أنهم تعرضوا لمحاولات انتحال إلكتروني.

وكان متوسط المبلغ الذي طُلب من الضحايا أو الضحايا المحتملين هو 321 جنيهاً استرلينياً، لكن الكثيرين منهم استدرجوا لدفع مبالغ أكبر.

وتُظهر بيانات مالية حديثة في بريطانيا أن نحو 7.9 مليون جنيه إسترليني سرقت من ضحايا عبر عمليات خداع عاطفية في النصف الأول من عام 2019 ، وبزيادة قدرها 50 في المئة عن الفترة نفسها من العام السابق.

وقالت كاتي وروبيك، مديرة قسم الجريمة الاقتصادية في هيئة "يو كي فاينينس" الممثلة لقطاع المال والبنوك في بريطانيا: "إن عمليات الاحتيال الرومانسية قد تكون مضرة عاطفياً ومالياً للضحايا، وقد سهّلت شعبية خدمات المواعدة عبر الإنترنت على المجرمين استهداف الضحايا، لذلك نحث الجميع على توخي الحيطة والحذر في عيد الحب لهذا العام".

لم تتفق البنوك بعد على آلية لتعويض ضحاياهم من هذا النوع من الخدع وغيرها من عمليات الاحتيال المعروفة بـ "أي بي بي" والتي هي عبارة عن عمليات احتيال يستدرج الضحايا فيها إلى تصريح لدفع مبالغ مالية للمحتالين بإرادتهم. وهنا لا يمكن إلقاء المسؤولية فيها على البنوك أو على الضحية.

وثمة اتفاق مؤقت بين عدد من البنوك لضمان إعطاء الضحايا تعويضات، ولكن هذا الاتفاق اقتصر تمديده حتى نهاية شهر مارس/آذار الحالي.

نصائح السلامة على الانترنت

يجمع المجرمون الذين يرتكبون جرائم الاحتيال "الرومانسية" معلومات مختلفة عن ضحاياهم من صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم يربطون بينها ليستنتجوا إشارات عن ثروة الضحية وأسلوب حياتها لاستخدامها في استدراجها إلى شباكهم.

وقد تحقق الشرطة وتقدم الدعم والمساعدة في مثل هذه الجرائم، لكنها في كثير من الأحيان، لا تتمكن من استرداد المال المسحوب من الضحايا.

لذا من السهل جداً على المحتالين إخفاء هوياتهم عن طريق إخفاء عناوين IP التي يستخدمونها على الانترنت، واستخدام أرقام هواتف غير مسجلة.

لذا، لا ترسل أموالاً عبر الانترنت إلى أشخاص لم تقابلهم في الواقع أو تثق بهم، وفكر مرتين قبل نشر أي معلومات شخصية قد تستخدم لتضليلك أو الإيقاع بك في عمليات احتيال أو ابتزاز.

 

المصدر: بي بي سي