الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا تخزن أمريكا عشرات الأسلحة النووية في تركيا؟

2020-02-16 08:50:33 AM
لماذا تخزن أمريكا عشرات الأسلحة النووية في تركيا؟
قاعدة عسكرية أمريكية في تركيا

الحدث- جهاد الدين البدوي 

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، مقالاً للخبير العسكري كايل ميزوكامي، تحدث فيه عن سبب الإبقاء على الأسلحة النووية الأمريكية في تركيا، متسائلاً: ألم يحن الوقت لإحضارها لأمريكا؟ منوهاً بأنه بعد مرور 52 عاماً، أصبحت سلسلة القنابل النووية "B61" من أقدم القنابل في ترسانة أمريكا النووية.

يضيف الخبير ميزوكامي، أن أحد أقدم الأسلحة النووية في ترسانة أميركا هي القنبلة النووية "B61"، التي طرحت لأول مرة عام 1966، حيث انتج منها أكثر من ثلاثة آلاف قنبلة حتى الآن.

يوضح الخبير العسكري بأن هذه القنبلة تشتهر بقدرتها الإنتاجية على التعديل، مما يتيح لها التنوع في الأدوار النووية التكتيكية والاستراتيجية. وتنشر الولايات المتحدة العديد من القنابل في أوروبا، مع ما يصل إلى خمسين قنبلة يتم الاحتفاظ بها حالياً في قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا.

ووفقاً للكاتب ففي عام 1960 بدأ مختبر سانديا الوطني ومختبر لوس ألاموس العلمي في تطوير قنبلة نووية جديدة. ويطلق على القنبلة "FUFO". القنبلة لديها العديد من تقنيات الانتشار اعتماداً على طبيعة الهدف. يشمل ذلك الانفجار الحر في الهواء، أو عبر مظلة هوائية، أو عبر تحليقها على ارتفاعات منخفضة، ويمكن استخدام القنابل النووية الأمريكية "B61" من الجو بواسطة المقاتلات التركية، المصنوعة في أمريكا مثل "F-16". ويمكن استخدامها في قصف القوات البرية التي تحرس أنظمة الدفاع الجوي.

وفي فترة 1966-1997 قامت الحكومة الأمريكية بصناعة 3155 قنبلة من طراز "B61" الاستراتيجية أو التكتيكية. ومعظم هذه القنابل مفككة وغير نشطة. ويقدر تقييم أجرته نشرة علماء الذرة في عام 2019 أن القوات الجوية الأمريكية لديها 322 قنبلة نووية استراتيجية تم نشرها بنشاط، بما في ذلك القنابل B83 و B61-7 و B61-11. ولا يوجد عدد محدد لقنابل "B61"، ولكن قنبلة "B-83" تقدر قوتها بـ 1.2 ميغاطن، وهي أكبر قنبلة نووية حرارية في مخازن الولايات المتحدة، وربما تشكل أقلية من بين القنابل الاستراتيجية.

ويؤكد الكاتب بأن هناك عددا أقل من القنابل التكتيكية من طراز "B-61" قيد النشر النشط. ويعتقد مجلس "BOAS"  أن القوات الجوية تنشر 230 نسخة تكتيكية من قنبلة B61 ، B61-3 و B61-4 ، مع 160 نسخة في أوروبا الغربية وتركيا. يقيم اتحاد العلماء الأمريكيين وجود عشرين قنبلة من طراز "B61-3/4s" في قاعدة كلاين بروغل الجوية في بلجيكا، وعشرين في قاعدة بوشل الجوية في ألمانيا، وعشرين في قاعدة أفيانو الجوية وعشرين في قاعدة غيدي الجوية في إيطاليا، وعشرين في قاعدة فولكيل الجوية في هولندا، وخمسين في قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا. ويعتقد الخبراء أن باقي القنابل النووية مخزنة في مجمع كيرتلاند للذخائر تحت الأرض وتم صيانة الذخائر المترامية الأطراف خارج ألبوكيركي، في نيو مكسيكو.

يوضح الكاتب بأن عددا قليلا من الطائرات يمكنها حمل قنابل نووية من طراز "B-61" الاستراتيجية، وبعد استبعاد الأسلحة النووية من القاذفة الاستراتيجية "B-52H" تبقى قاذفة وحيدة تستطيع حمل القنابل الأمريكية وهي القاذفة "B-2A Spirit".

وأهم ما يميز القنابل النووية التكتيكية هو إمكانية استخدامها في هجمات محدودة ضد قوات عسكرية، لتحقيق دمار محدود دون أن يتسبب ذلك في دمار هائل، مثل القنابل النووية الاستراتيجية، التي تصل قوتها التدميرية إلى عشرات أضعاف القوة التدميرية لتلك القنبلة.

تشتهر سلسلة القنابل "B-61" بقدرتها الكاملة على خيار الصهر، والمعروفة باسم "الطلب الهاتفي"، والتي تسمح للمعالجين بضبط القوة المتفجرة للجهاز لتناسب المهمة. والقنبلة التكتيكية "B61-3" قابلة للتعديل إلى قوة تعادل 0.3 كيلوطن، (أي ما يعادل 300 طن من مادة التي أن تي). ويمكن تعديل "B61-4" إلى 0.3 كيلو طن أو 1.5 كيلو طن، أو 10 كيلو طن أو 50 كيلو طن.

تعتبر القوة التفجيرية الأصغر مناسبة بشكل خاص لتدمير تشكيلات مركبات العدو المدرعة ومراكز القيادة ومستودعات الإمداد وغيرها من الأهداف. فيما تحتوي "B61-7" أربعة عوائد تتراوح ما بين 10 و 350 كيلوطن، بينما تصل قوة قنبلة "B61-11" إلى 400 كيلوطن.

ينوه الكاتب إلى أن سلسلة قنابل "B61" تتضمن عددا من آليات السلامة لمنع الاستخدام غير المصرح به. وتشمل الطائرات ذات القدرة النووية أجهزة مراقبة الطائرات ومراقبتها (AMAC) التي تتفاعل مع القنبلة نفسها، مما يوفر وظائف الأمان والتسليح والصمامات. ويسمح نظام (AMAC) للطيار بإدخال رمز للتحكم بالقنابل النووية، ويتكون الرمز من 6-12 رقماً مع وجود عدد محدود من محاولات الإدخال المدمجة قبل إغلاق المستخدم. وتتميز القنابل بأجهزة أمان بيئي تمنع التفجير إذا فشلت القنبلة، على سبيل المثال، في الكشف عن سقوطها الحر - كما هو متوقع - من طائرة. أخيرًا، يتم تصنيع الأسلحة النووية الأمريكية لمقاومة التلاعب وغالبًا ما تتطلب أدوات متخصصة، وهي وسيلة لإبطاء العمل غير المصرح به.

يضيف الكاتب بأن الحكومة الأمريكية تعمل حاليا على تطوير قنابل جديدة من طراز "B61-12"، وتم تصميمها لتحل مكان القنابل السابقة من طراز "B61-11". وستصل قدرة قنبلة "B61-12" التدميرية إلى 0.3 كيلوطن أو 1.5 كيلوطن أو 50 كيلوطن. كما أن هذه القنبلة تم تطويرها لاختراق القواعد تحت الأرض. وتشير التقديرات إلى أن الخطأ المقدر للقنبلة الحديثة يصل إلى 30 متراً.