السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عيسى: كنائس فلسطين مهددة بأن تصبح متاحف للسياح

2020-02-16 02:37:19 PM
عيسى: كنائس فلسطين مهددة بأن تصبح متاحف للسياح
كنيسة القيامة في القدس المحتلة

 

 الحدث الفلسطيني 

قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى، "إن الحضور المسيحي بالمجتمع الفلسطيني في الوقت الحالي، يشكل أقل من 1% من تعداد سكان الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

وأوضح عيسى في تصريح صحفي اليوم الأحد " أن معظم مسيحيي فلسطين، توجهوا إلى العيش في بلاد أخرى لأسباب مختلفة منها: وجود الاحتلال في هذه الأراضي، والوضع الاقتصادي السيئ، والإحصائيات الاخيرة تشير إلى أن عدد المسيحيين تقريباً 40 ألف شخص في الضفة الغربية، وأقل من 4000 في القدس، و850 في قطاع غزة".

وأضاف عيسى" المسيحيون اليوم ضمن المجتمع الفلسطيني، يشكلون نحو 20% من حجم تعداد الفلسطينيين حول العالم، الذي يبلغ ما يقارب 13،350،000 فلسطيني، منهم 5 ملايين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث 3 ملايين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، و2 مليون في قطاع غزة، وهناك حوالي 1،600،000 فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، إضافة لـ 6 ملايين في الدول العربية، و750،000 في الدول الأجنبية حسب الإحصائيات الأخيرة الناتجة عن مركز الإحصاء الفلسطيني نهاية سنة 2019م.

وأشار عيسى إلى أنه "من الأسباب المباشرة لانخفاض نسبة المسيحيين في فلسطين، يعود إلى انخفاض معدل المواليد بين المسيحيين، بسبب ارتفاع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي، وفشل مشاريع التنمية والنهضة في معظم دول المنطقة، وشعور المسيحيين وفئات اجتماعية أخرى بلا جدوى البقاء بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية والسياسية فيها، وبالرغم من المصاعب المعيشية إلا أن المسيحيين إلى جانب إخوانهم المسلمين، ما زالوا يكافحون من أجل تنمية وازدهار هذا الوطن".

ولفت عيسى إلى أن "الصراع العربي الإسرائيلي، ترك آثاره السلبية على حركة المواطنين الفلسطينيين، وتهجيرهم خارج الوطن، فمع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى في سنة 1948 هجر ما يقارب 955 ألف فلسطيني عن أرضهم، وأصبحوا لاجئين بين عشية وضحاها، ومن بين السكان الذين عانوا تجربة اللجوء ما بين 40,000 ألفاً إلى 50,000 من المسيحيين العرب، الذين كانوا أكثر من ثلث السكان المسيحيين في فلسطين في سنة 1948.

وأوضح، "في مدينة القدس كان مجمل السكان المسيحيين في العام 1944 يتجاوز 30,000 فرداً، وأصبحوا الآن اقل من 4000 في اواخر سنة 2019. حيث انه بفعل الاحتلال هاجر الكثير من المسيحيين سنة 1967 إلى الأردن والسكن في العاصمة عمان، لأنه توفرت الفرص أكثر بكثير منها في القدس، ولا غرابة أن نقول بأن عدد المسيحيين في استراليا أكبر منه في مدينة القدس الشرقية، وان عدد المسيحيين الفلسطينيين في الولايات المتحدة الامريكية أكثر بكثير من مدينة رام الله.

وذكر عيسى "منذ بدء الاحتلال سنة 1967 وحتى نهاية سنة 1993 كان معدل هجرة المسيحيين الفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة ما يقارب 13000 مهاجر مسيحي منهم (8000 في الضفة و5000 من غزة)، والعامل السياسي والذي مثله الاحتلال الإسرائيلي مع ما واكب من ظروف اقتصادية سيئة ومناخ اجتماعي صعب دوره الأساسي في دفع الناس إلى ترك الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ونوه، "الأسر التي تسكن في المدن وذات انتماء للطبقة الوسطى أكثر عرضة للهجرة من الأسر في المناطق الريفية او في مخيمات اللاجئين، وأشارت الأغلبية من الأسر أن السبب المباشر الذي دفعهم للهجرة هو الوضع الاقتصادي السيئ والظروف السياسية غير المستقرة، ولتخفيف الهجرة يجب أن يسبقه تحسين الظروف السياسية والاقتصادية وإيجاد فرص العمل للحد من البطالة، وإقناع المواطن بالثقافة الوطنية".

وشدد عيسى، "تحديات البقاء للفلسطينيين هو العمل على سبيل العدل والسلام والخروج من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالحل العادل الدائم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والعمل على توفير القيم المجتمعية التي توثق العلاقات في هذه الأيام الصعبة بين مختلف أبناء الوطن ولاسيما في المجال الديني. ومواجهة الأوضاع الاقتصادية الخانقة بدعم اقتصادي جاد، الامر الذي يولد الثقة في قلوب من يرون في الهجرة نجاة وخلاصاً".

وقال عيسى: "إن العوامل السياسية والاقتصادية هي وراء هجرة المواطنين، وعلى أصحاب الخطاب الديني أن ينتبهوا للمشروع الوطني المشترك والذي يشملنا جميعا دون فرق دين أو ملة.... علماً بأن إرادة الصمود والبقاء ما زالت قوية لدى غالبية الناس عندنا، إلا أن الاستنتاج يقودنا إلى أن الهجرة تزداد في زمن يتميز بانعدام الاستقرار السياسي والذي ينتج عنه عدم استقرار اجتماعي واقتصادي ولا سيما في العلاقات بين مختلف طبقات وفئات الشعب بما في ذلك الفئات الدينية".

وأكد عيسى، أن المهام الملقاة على عاتق مؤسسات المجتمع الرسمي والأهلي في فلسطين هي منع هذه الهجرة وترسيخ بقاء هذه الفئة والتطلع من خلال إيجاد الوسائل الفاعلة والتطلع إلى هجرة معاكسة إن أمكن.

وشدد، "هناك حاجة ماسة مشتركة لإيجاد نظرة متكاملة لقضايا الوطن وعمل جاد من قبل المسلمين والمسيحيين معا لمواجهة التحديات المختلفة.. علماً بأننا بمختلف طوائفنا المسيحية، نتفاعل قدر المستطاع مع احتياجات المجتمع بروح الانفتاح والمحبة واحترام الحياة البشرية دون اعتبار لأية خاصية أو خفية دينية او غيرها، بالإضافة إلى ذلك فأننا نشدد في فلسطين على أهمية تحمل المواطن، بغض النظر عن الدين، أعباء ومسؤوليات الحياة العامة إذ نرى في هذا الأمر شهادة للانتماء وللولاء للوطن.