الحدث الإسرائيلي
قال جنرال إسرائيلي إن "التصعيد الأخير في قطاع غزة أكد أنه لا مناص من عملية عسكرية واسعة تكون صعبة من النوع الذي لم تحلم به حماس، لكنها تتطلب استخبارات قوية، والقيام ببعض العمليات البرية المفاجئة، وفي الوقت الذي ليس بالضرورة أن تشمل العملية إعادة احتلال القطاع، لكنها تتطلب الوصول لمفاصل القوة الحقيقية لحماس".
وأضاف عاموس يادلين، الرئيس الحالي لمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، في حوار مطول مع صحيفة معاريف، ترجمته عربي 21، أن "الأمل يتضاءل مع مرور الوقت بإمكانية تحقيق تسوية مع حماس، أو شراء الهدوء بالدولارات القطرية، وتصاريح العمل، وتوسيع مساحة الصيد، يمكن أن يحقق ذلك هدوءا قصير المدى، لكن على المدى البعيد سيكون هذا التفكير خاطئا".
وأشار يادلين، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية-أمان، إلى أن "حماس تريد من تخفيف حصار غزة إتاحة حرية الحركة أمامها، والقدرة على الوصول للضفة الغربية، والسيطرة عليها، والحصول على السلاح من إيران، وبناء قوة عسكرية فتاكة، وإبرام صفقة تبادل أسرى يطلق خلالها سراح العديد من الأسرى".
وأوضح يادلين، الذي يعد من العقول العسكرية والاستخبارية الكبيرة في إسرائيل، وأحد كبار جنرالات سلاح الجو الإسرائيلي، أن "التهدئة التي تسعى إليها إسرائيل مختلفة تماما عما تريدها حماس، أنا ضد التسوية بشروط حماس التي تحاول فرضها علينا، وبالتالي فإن الفجوات بين شروط الجانبين لتحقيق التسوية تبدو بعيدة، وعصية على جسر الهوة بينهما".
وكشف النقاب أن "إيهود أولمرت، رئيس الحكومة الأسبق، أراد في حرب الرصاص المصبوب 2008 الإطاحة بحماس في غزة، وإسقاطها، لكن إيهود باراك وزير الحرب وتسيفي ليفني وزيرة الخارجية حالا دون ذلك، مع أني أذكر أن حماس في صيف 2008 اجتازت كل الخطوط الحمراء في إطلاق الصواريخ، لكن باراك منع الجيش من تنفيذ خططه لأسبابه الخاصة".
وأشار إلى أنني "كنت على قناعة بأن من سيحدد ساعة الصفر للحرب هي حماس، حين أطلقت عددا كبيرا من القذائف التي لم تجعل باراك شخصيا يحتملها، واليوم لدينا خيارات عديدة بين احتلال قطاع غزة، أو عملية عسكرية قوية لم تحلم بها حماس، تسفر عن توجيه ضربة قاسية لجناحها العسكري، بحيث تكون عملية مفاجئة".
وأكد أن "العملية العسكرية القادمة في غزة سيكون لها أثمان تدفعها إسرائيل، وهنا أتفهم سبب التردد من قبلها، لاسيما بسبب الانتخابات، وحاجة الحكومة الجديدة لتحصيل شرعية سياسية وشعبية لخوض هذه العملية، لكن في النهاية لا مناص منها، رغم أن هناك من يقول بوجود "غزة أخرى" تحت الأرض بسبب شبكة الأنفاق التي حفرتها الحركة، ما يجعلها محصنة من الضربات الجوية".
وأضاف أن "هذا الواقع الميداني يطرح السؤال عن القدرات العسكرية العملياتية التي تحوزها إسرائيل دون التضحية بجنودها، مع أني لا أقبل فكرة أن الوضع سيعود على ما كان عليه عقب العملية القادمة، ولا أظن أن حماس محصنة كليا من الاستهداف الإسرائيلي، جيشنا أذرعه طويلة، ويجب علينا القيام بما هو مطلوب منا".
وأكد أن "ما حصل أن المهمة الإسرائيلية أمام حماس تضاعفت، وما كان يمكن القيام به عقب الرصاص المصبوب في 2008، بات أكبر وأخطر عما سنقوم به بعد الجرف الصامد 2014، واليوم أصبح الوضع مختلفا كليا، صحيح أننا يمكن أن ندفن رؤوسنا في الرمال، لكننا في النهاية سنصل لنقطة المواجهة".
وتوقع أن "الحكومة الإسرائيلية القادمة بعد الانتخابات ستطلب من قائد الجيش أفيف كوخافي أن يحضر خططه العسكرية على الطاولة، لن تكون خططا بلا أثمان تدفعها إسرائيل، سيكون لنا بالتأكيد أثمان نخسرها، لكن الجيش أمامه هدف لا بد من تحقيقه، وهو الوصول لمرحلة جديدة من الردع لسنوات طويلة قادمة".
وختم بالقول إن "هدف العملية القادمة هو التصدي لظاهرة تنامي القوة العسكرية لحماس، ومن سيقود الحرب القادمة دون الأخذ بعين الاعتبار هذه المسألة سيكون كمن يهدر أوقاتنا دون داع، ويحول نتائج المعركة إلى سدى"!