الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما هو الدور الأبرز المناط بالمثقف الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن؟

الثقافة عقاب تاريخي لكل المعتدين

2020-03-01 08:57:11 AM
ما هو الدور الأبرز المناط  بالمثقف الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن؟
وقفة احتجاجية ضد صفقة القرن

 

الحدث - إسراء أبو عيشة

في العام 2017، اقتصر الحديث عن صفقة القرن كعنوان دون معرفة مضمونه، والتي اعتبرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها الخطوة الأولى لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن ترامب وبتاريخ    6/12/2017، قام بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وقام بنقل سفارة بلاده إليها، والتي جاءت بالفرض التام على الجانب الفلسطيني، وفي تاريخ 28 يناير من العام الحالي 2020؛ قام ترامب بالكشف والإعلان عن صفقة القرن خلال مؤتمر صحفي له في البيت الأبيض، بحضور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تتضمن إبقاء استمرار السيطرة الإسرائيلية على معظم مناطق الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وبقاء مدينة القدس تحت السيطرة الإسرائيلية.

وحول دور المثقفين والكتاب الفلسطينيين في مواجهة تلك الصفقة التي هي مخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية؛ أشار الأكاديمي والمترجم الفلسطيني د. إبراهيم أبو هشهش، إلى أن الشعب الفلسطيني قادر على إحباط جميع المشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وإلغاء وإنكار أي قرار من خلال بث مزيد من الوعي والأمل داخل المجتمع الفلسطيني خصوصاً في هذه المرحلة. وأشار إلى "أنه من خلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي؛ هناك حالة من اليأس والإحباط والسخرية التي تسود في أوساط الشعب الفلسطيني، كأنهم شعب في طريقه للانقراض، وهذا الأمر غير صحيح، ويجب الإدراك بأن هذه الفترة سوف تنتهي وتزول، ولن تختلف عن بقية التجارب الاستعمارية، وبعد زوالها سيبقى الشعب الفلسطيني هو الموجود في فلسطين، فقد أثبت الشعب الفلسطيني للعالم على مر السنين بأنه موجود ولا يمكن تصفية قضيته".

بث الوعي المؤسس على أرضية صلبة من الإدراك للواقع والتاريخ

وأضاف أبو هشهش لـ"الحدث"، أن دور المثقف الأساسي في مواجهة صفقة القرن يكون من خلال بث مزيد من الوعي المؤسس على أرضية صلبة من الإدراك للواقع وللتاريخ وللمستقبل ولجميع المعادلات الجيوسياسية بالمنطقة، ومحاربة ما يسود من حالة الإحباط واليأس والسخرية. مبينا أنه لا يوجد بيد المثقفين سوى أدوات فكرية ولغوية وإبداعية لتكريس هذا الواقع.

وأكد أبو هشهش، على أنه يجب على الشعب الفلسطيني التحسين من شروط صمودهم، لأن هذا هو الرهان الوحيد في ظل حالة الانحطاط التي تحيط بفلسطين والبلاد العربية، وحالة التهافت على العلاقات مع "إسرائيل".

وفي ذات السياق، قال الشاعر والكاتب الفلسطيني المتوكل طه، إن صفقة القرن ليست منفصلة عما قبلها من مؤامرات استهدفت تصفية القضية الفلسطينية، بمعنى أنه على المثقف أصلا أن يكون مواجهاً بشكل دائم لكل السياسات التي تستهدف القضية الفلسطينية، غير أن صفقة القرن تستدعي مضاعفة الجهود والبحث عن آليات جديدة تشكل مانعاً أمام استباحتها العمياء، ولعل الأمر الأهم في هذا كله أن يتسلح المثقف بموقف ينحاز كليا إلى ثوابته ويواجه كل أشكال التنازل والتطبيع والمساومة.

المثقف أكثر تأثيرا في الوعي والوجدان

 وأكد طه، أن المثقف أحد مكونات المجتمع وهو الأكثر تأثيرا في الوعي والوجدان، وهذا يلقي عليه دورا محوريا يستدعي منه أن يضاعف من مواقفه وأن يعلن بشكل حاسم عن مواجهته لمثل هذه الصفقة وغيرها.

من جهته قال الشاعر مراد السوداني، الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، إنه "في الحقيقة على المثقفين أن يصلبوا ويجذروا ويؤصلوا جبهة الثقافة الفلسطينية والعربية، وتحديداً في فلسطين كرأس حربة للثقافة العربية، صعودا نحو مثقفي وأحرار العالم ليؤكد قدرة هذه الثقافة على المنازلة وعلى المجابهة لرواية النقيض الاحتلالي الذي يريد أن يصل إلى كي الوعي الفلسطيني والعربي، لخلق الفلسطيني الجديد من أجل صياغة فلسطين الجديدة، من هنا فإن مسؤولية كبيرة ودورا كبيرا يقع على المثقف فيما يتعلق بضرورة المواجهة، من أجل تدوين رواية فلسطين وحكايتها المحمولة على البطولات والدم المجيد.

وأوضح السوداني، أنه "علينا أن نعيد إنتاج مقولة أدب المقاومة التي حاول البعض أن يهيل عليها الكثير من تراب النسيان والإلغاء، ولكن الاحتلال يستدعي المواجهة، في ظل هذه الغطرسة وهذه الهيمنة والاستباحة التي تضرب عرض الحائط بحقيقة هذه البلاد وحقها، فإذا أرادوا القدس موحدة للاحتلال وإذا أرادوا فلسطين كاملة لهذا الاحتلال، نحن كمثقفين فلسطينيين من قبل الصفقة وما بعدها نقول، بأن ثابت الثقافة الفلسطينية لا يحول ولا يزول ونحن متمسكون بهذه الخريطة مكتملة، وهذه القدس لا شرقية ولا غربية، بل موحدة عاصمة لفلسطين كانت وستبقى".

تفعيل الدبلوماسية الثقافية في المحيط العربي

وقال السوداني، "هذا يستدعي تجميع كافة الطاقات الثقافية والإبداعية في الوطن والشتات وجعل قضية مواجهة هذه الصفقة وكيّ الوعي الفلسطيني على رأس أولويات الكتاب والأدباء والمبدعين، من خلال ما يكتبون ومن خلال ما يفعلون من حراك في المربع العربي وفي المربع الكوني".

 وأضاف السوداني، "هذا يتطلب تفعيل الدبلوماسية الثقافية في المحيط العربي من خلال الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والذي في اجتماعه الأخير الذي انعقد في العاصمة المصرية القاهرة، جعل فلسطين على رأس أولويات الاتحاد العام، من خلال ضرورة مواجهة صفقة القرن كما جاء في البيان الختامي لهذا المؤتمر ومن خلال تكليف أدباء فلسطين بإنجاز "الكتاب الأسود" لتوثيق وتدوين جميع جرائم الاحتلال الصهيوني على جسد فلسطين منذ 100عام ليتم ترجمته للعديد من لغات العالم، لكي يرى العالم الوجه البشع لهذا الاحتلال وما يضمره طيلة هذه السنوات من العصف والاستباحة لفلسطين ووعيها، كذلك تم الاتفاق على ضرورة أن تكون فلسطين حاضرة في كل الاتحادات القطرية والمشاركة في الفعل الشعبي على الأرض من خلال الاتحادات والمنظمات الشعبية، وذلك لمكانة الكتاب في المؤسسات الشعبية كل في موقعه، إضافة لدعم كتاب القدس وفلسطين المحتلة عام 1948 بما يعزز صمودهم في ظل الهجمات التي تتعرض لها مدينة القدس من تهويد واستباحة وعزل ومحاصرة يومية وتهجير أهلها الأصليين، كل ذلك وغيره، علينا إظهار حجم هذه المؤامرة وتحشيد الدعم العربي والعالمي، وأيضا الاجتماع الذي انعقد مؤخرا لاتحاد أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية الذي أكد على ذات الفعل من خلال حضور فلسطين وإسنادها بكل الاتحادات في العالم لكي تكون على معرفة ودراية بحجم وخطورة ما يحدث من شطب للهوية الفلسطينية وللقضية الوطنية الفلسطينية، وبالتالي الضمائر الحية والمثقفين والمبدعين والكتاب عليهم أن يخرجوا من واجبهم الأخلاقي في كل مساحة وكل فضاء العالم، لرفع قلوبهم وضمائرهم وأقلامهم من أجل مساندة وإسناد مثقفي فلسطين وقضية فلسطين العادلة أمام هذه الغطرسة الأمريكية والصهيونية".

وبحسب السوداني، فإن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المثقفين، فهم الذين يحرسون الحلم من الخلخلة وهم الثابتون لا يتزحزحون، ولا يرتجون أبداً برسم فلسطين وعنادها وتضحياتها وبطولاتها وأسراها وشهدائها، ونحن نجسد أرواحنا لهذا الإرث المجيد من التضحيات، ولا يمكن لنا ككتاب وأدباء ومعنا جمهرة كل الأرواح الحرة، إلا بالراية عالية التي يتم تواردها بالمناضلين كما المثقفين.

على عاتق المثقف والفنان مسؤولية كبيرة

وبين الفنان التشكيلي الفلسطيني نبيل عناني، أن المثقف عليه دور وواجب كبير تجاه وطنه في مواجهة جميع القضايا، وتعتبر صفقة القرن من القضايا التي يجب الوقوف كثيراً عندها للتصدي لها.

وأضاف عناني لـ"الحدث"، أن الفنان يستطيع أن يوصل رسالته من خلال قلمه ولوحاته ومعارضه، فهنا يأتي دور المثقف بأن لا يبقى صامتاً لأن على عاتقه مسؤولية كبيرة لإيصال رسالته محلياً وعربياً ودولياً.

وأردف عناني قائلاً، "الرسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، والذي تميز بالنقد اللاذع كان يعتبر من أهم الفلسطينيين الذين عملوا على زيادة التغيير السياسي باستخدام الفن، حيث أن رسمة من رسوماته كانت تعتبر عن مئة تقرير ولها تأثير على الرأي العام".

وأكد عناني، على أنه في المجتمعات الغربية دائماً يستفسرون عن رأي المثقف تجاه القضايا المطروحة، إيماناً منهم بأنهم أصحاب تأثير كبير في المجتمع، حيث أن الفنان يعكس رأيه في أغلب الأحيان رأي الشارع، لأنه يتمتع بحس صادق وعالٍ.

أما الكاتب والشاعر عبد السلام عطاري، فقال إن مسألة صفقة القرن هي تتويج لفكر الاحتلال الصهيوني منذ العام 1948، "ومنذ فكرة الاستيطان التي تولدت نتيجة الوعود المبنية على وعد بلفور الأول عام 1917، توالى دور السياسي الفلسطيني والسياسي العربي ما بين ظاهرة المد والجزر، في مسألة مواجهة فكرة هذا الاستيطان، ومنذ عام 1948 وما قبل ذلك، والاستيلاء على الأرض الذي تم ما بعد 1948 حتى 1967 أيضا، كان يتطلب مواجهة من المثقف الفلسطيني والعربي والقومي، وكانت المنطقة العربية متأثرة بالفكر القومي وكانت هناك توجهات سياسية أدت كحركة القوميين العرب، إلا أنها لم تكن بالشكل المطلوب من حيث الدفاع عن ما تم الاستيلاء عليه من فلسطين، ومن ثم وجود الثورة الفلسطينية في 1950 وما قبلها من ثورات متتالية كانت تؤدي إلى مواجهة ومجابهة هذا الاستيطان.

ما بين الدور السياسي والثقافي

وأضاف، "نحن الآن في الألفية الثالثة نسأل هذا السؤال، ما هو دور المثقف في مواجهة صفقة القرن؟،  حيث أنه كان يفترض بالمثقف الفلسطيني والمثقف العربي أن يكون هناك دور منوط به بشكل أكبر وبشكل أوضح، ولكن للأسف الشديد، السياسي لم يكن ينتبه لدور المثقف العربي، وإنما كان الدور السياسي العربي هو قمع ظاهرة المثقف، وهذا ما أدى إلى تواطؤ السياسي العربي بشكل عام. ومراحل العمل السياسي منذ العام 1936 حتى الراهن الذي نعيشه الآن، بالتالي ونحن الآن في جرم النار وفي جرم مسألة صفقة القرن تحديدا وما آلت إليه من وضوح كامل لرؤية المشروع الاستيطاني الصهيوني الأمريكي والتواطؤ العالمي والصمت العربي وربما رضى البعض من السياسيين العرب لما آلت إليه القضية الفلسطينية.

وأكد العطاري، على أنه يتوجب على المثقف الفلسطيني بشكل خاص أن يواجه وأن يسعى دائما ليكون هو الخندق المتقدم لإعادة صياغة الخطاب الثقافي الفلسطيني سواء ما يخص الخطاب الإعلامي وما يخص الخطاب التربوي، والخطاب الذي يمكن أن يمنهج عليه تربية الأجيال بشكل خاص، لذلك لا بد من إعادة المراجعة وإن كانت متأخرة، ودائما كنا نقول إنه منذ عام 1994 نهاية الانتفاضة الفلسطينية الأولى الكبرى يجب أن تكون هناك إعادة مراجعة لحسابات دور المثقف الفلسطيني والسياسي الفلسطيني، ونحن الآن نقول ومنذ تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية على الأرض نحن بحاجة غلى مراجعة، حيث يجب أن يكون هناك تكاتف ما بين السياسي والمثقف ويجب أن يتعامل السياسي الفلسطيني مع المثقف بأنه بوصلته وأنه الرافعة التي يمكن أن يبني عليها مواقفه لمواجهة ما آلت إليه القضية الفلسطينية.

وأضاف، "باعتقادي، مهما كانت هناك من تداعيات سياسية تخص فلسطين سواء من شرعنة هذا الاستيطان الأمني أو من شرعنة ما يسمى بالحدود الشرقية لإسرائيل؛ لا يمكن أن يكون هناك قرار يغير الحكاية والتاريخ الفلسطيني، فالمسألة الفلسطينية لا يمكن أن تكون رهينة قرار كما هو بموضوع صفقة القرن.

 وأعتبر العطاري، أن المشكلة الأكبر هي أن السياسي دائماً يهمش الثقافي وهذه مسالة معروفه ليس فقط هنا بفلسطين إنما هذه سمة عامة في أي كيان سياسي أو وجود سياسي عالمي أو عربي، "ودائما ما يتعامل السياسي مع المثقف بأنه على خلاف، وهذا على العكس، ففي الحالة الفلسطينية يجب أن يكون هناك تكامل وتناغم، لذلك يجب إعادة استنهاض دور المثقف ليعيد بناء دوره، وأن يثق المثقف بدوره أولا حتى يستطيع أن يعيد الثقة إلى الرأي العام.

وأشارت يونس، إلى أن الثقافة تعتبر الرافعة الأساسية بالمقام الأول للقضايا الوطنية حول العالم، وهناك أكثر من إجراء من الممكن العمل عليه، من خلال القيام بإنشاء مبادرات موحدة يطالبون فيها بمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي.

وبينت يونس، أنه على المثقفين أن يقوموا بحملات ضد صفقة القرن، من خلال إيجاد حاضنة لكافة المثقفين في البلاد العربية والإسلامية، وذلك للخروج بمواقف حاسمة وواضحة تجاه رفض هذا البيع الإجباري للقضية الفلسطينية، والتي جاءت تحت مسميات اقتصادية ودعائية انتخابية أمريكية – إسرائيلية.

وأكدت يونس، على أن مساحة الحرية والعمل للمؤسسات والنقابات الثقافية الخاصة وشبه الرسمية هو أعلى من الرسمية، وذلك نتيجة وجود اتفاقيات وقعت مع الجانب الإسرائيلي، أو وجود معايير سياسية، سيتم استخدمها من قبل الإسرائيليين  باتهام المؤسسات الرسمية بالتحريض.

وأوضحت يونس، أن هناك عددا كبيرا من المؤسسات الرسمية حول العالم التي تعنى بالجانب الثقافي، ويجب مخاطبتها ويجب الوقوف باتجاه الحصول على مواقف واضحة وداعمة لرفض صفقة القرن، والتي نتحدث من خلالها عن حركات بين مثقفين وأصوات أكثر حرية، لذلك يجب أن يكون هناك عمل داخل فلسطين وينطلق للعالم رافضين هذه الصفقة، كونها ليست ذات بعد سياسي أو إعلامي أو اقتصادي أو حتى وجودي على الأرض، بل هي ذات بعد ثقافي، حيث إن هذه الصفقة تنسف وجود الإنسان الفلسطيني وجذوره العميقة على هذه الأرض، الأمر الذي يلغي تاريخ فلسطين القديمة ويلغي تاريخ المكان، ويعيد كتابة الرواية بلغة صهيونية وبلغة المصالح دون إدخال العنصر الأساسي وهم الفلسطينيين.

وبحسب يونس، "هناك الكثير من المثقفين الذين تواصلنا معهم، رفضوا هذا الإلغاء الوجودي للشعب الفلسطيني، ورفضوا هذه الصفقة، ولكن علينا أن نجسر بيننا وبينهم رسمياً من أجل أن يكون لهذا الصوت تأثير أعمق وأكبر، بسبب ما نواجهه من انتشار للمطبعين، وكذلك ما نواجهه من ادعاء الأمريكي – الإسرائيلي على أن العالم يوافق على طروحاتهم ذات البعد الواحد.

وقالت يونس، إن الثقافة هي جزء من المنظومة وتدخل في كافة مفاصل المنظومات الأخرى وتعمل بشكل مباشر وغير مباشر على تعزيزها وتعميقها وتأصيلها وإعادة كتابتها.

وأكدت يونس على أن أميركا عندما حاولت نفي وجود الهنود الحمر، لم تكن الدماء هي التي أبقتها حية في ذاكرة العالم، بل من خلال القصائد والخطاب الثقافي الذي ألقوه في البيت الأبيض عندما وقعوا وثيقة السلام بينهم وبين الأمريكان، حيث تم ترحيل هذا الخطاب خلال التاريخ الذي أثبت حقهم وتراثهم وثقافتهم.

 وأضافت، "هذه هي سياسية الولايات المتحدة بأن تقوم بنسف كافة الحضارات ومنها: حضارة تدمر وحضارة بغداد وحضارة الشرق القديم"، من أجل تبرير وجودهم الطارئ على التاريخ في هذه الحضارات.

ووفقا ليونس، فإنه ومنذ غسان كنفاني وحتى اليوم" نحن نحيا بموجب هذه الثقافة وهذا هو الفرق بين العمل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي، العمل الثقافي هو الوحيد الذي سيحيا، سيموت الاحتلال وسينتهي لكن سينتقل للأجيال الأخرى ما تمت كتابته.

وأضافت يونس، "الثقافة هي عقاب تاريخي لكل معتد، لذلك يجب الحفاظ عليها وليكن صوتنا مرتفعا بها، وهي الجزء الأهم في المنظومة وهي القاعدة التي يتأسس عليها الفعل النضالي والسياسي الفلسطيني وهي التي ستنتقل عبر الزمن وستحمل معها كل أدوات الطرق على الخزان للأبد في أذهان هؤلاء المعتدين".