الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غدا الإثنين يوم الحسم/ بقلم: سامي سرحان

2020-03-01 01:27:59 PM
غدا الإثنين يوم الحسم/ بقلم: سامي سرحان
انتخابات الكنيست - أرشيف

 يوم غد الإثنين، وهو يوم الانتخابات للكنيست الإسرائيلي هو يوم الحسم، يوم التحدي أمام جماهير شعبنا العربي الفلسطيني في الداخل الفلسطيني هو يوم يظهر مدى التزام المواطن العربي الفلسطيني بهويته الوطنية وانتمائه القومي وإدراكه للمخاطر الصهيونية التي تهدد وجوده على أرض آبائه وأجداده. ففي غفلة من الزمن تسللت مجموعات من الصهاينة من الدول الأوروبية إلى بلادنا، وزرعت بضع مستوطنات زراعية "كيبوتسات" بين قرانا ومدننا وبلداتنا ونحن ننظر ونراقب ونندهش مما يفعل هؤلاء القادمون الذين يختلفون عنا في مظهرهم وثقافتهم، كنا في غفلة ولا مبالاة الجاهل لما يخطط لمستقبلنا ومستقبل وطننا وأجيالنا، ولم نصحوا من غفلتنا إلا بعد أن تناثرت "الكيبوتسات" الصهيونية كالفطر في كل مكان من بلادنا فلسطين، قاومنا وشكلنا اللجان وعقدنا المؤتمرات على امتداد النصف الأول من القرن العشرين، وكان في ذهننا أنه من المستحيل أن يقام أي كيان صهيوني لليهود على أي جزء من بلدنا فلسطين التي انزرعنا فيها منذ آلاف السنين وعمرناها وكانت مدننا وقرانا وبياراتنا تملأ الأرض الفلسطينية، ولنا حضارتنا العربية الممتدة ومكانتنا المتميزة بين الشعوب العربية والدول المطلة على البحر المتوسط.

اختلت الموازين في ظل الانتداب البريطاني وفي ظل غفلتنا، وإذا بالكيبوتسات المتناثرة تصبح دولة بقرار دولي وبهزيمة عربية أمام هؤلاء المستوطنين المختلفين عنا الذين تبين أن لهم جيشا منظما ومدربا ومسلحا تغلب على الجيوش العربية مجتمعة وعلى المقاومين الفلسطينيين المتناثرين في البلدات الفلسطينية دونما أعداد وعتاد. وهكذا أقيم كيان صهيوني على أرضنا وطرد شعبنا ودمرت قرانا وأفرغت مدننا من مواطنيها وبات الفلسطيني لاجئا مشردا في أربعة أركان الأرض في غفلة من الزمن.

ظلت بقية من أبناء شعبنا في الجزء الذي أقيم عليه الكيان الإسرائيلي، هم اليوم (مليون ناخب) مدعوون إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع غدا دون إبطاء، لأن المؤامرة التي تستهدف شعبنا وبلدنا منذ وعد بلفور لم تتوقف فصولها، وخير دليل على ذلك ما جاء في صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا وتستهدف في جزء منها كمرحلة أولى فلسطينيي المثلث بسلخهم عن محيطهم بعد أن صادرت إسرائيل عشرات آلاف الدونمات من أرضهم. 

لم تأت صفقة القرن من فراغ، فقد سبقها على مستوى الداخل الفلسطيني قانون القومية وقانون كامنيت وسياسة هدم البيوت ونشر الجريمة في الوسط العربي الفلسطيني وسياسة التمييز في الوظيفة العمومية والصحة والتعليم وطمس الهوية الوطنية للأقلية الأصلية في بلادها. وعلى مستوى الفلسطينيين في أراضي السلطة الفلسطينية تكرس صفقة القرن الاستيطان وتشرعنه وضم القدس كاملة للكيان الإسرائيلي وضم الأغوار وأجزاء كبيرة من أراضي الضفة الغربية التي اتفق المجتمع الدولي على أن تكون أرض الدولة الفلسطينية العتيدة وفق حل الدولتين.

أمام هذا المشهد الواضح والحزن في آن واحد، ليس أمام مواطنينا في الداخل الفلسطيني غدا غير التوجه إلى صناديق الاقتراع للتصويت للقائمة العربية المشتركة لرفع نسبة المشاركة ورفع عدد النواب العرب الفلسطينيين في الكنيست للحيلولة دون تمكين بنيامين نتنياهو اليميني المتطرف صاحب صفقة القرن وقانون القومية وكامبينت وهدم المنازل العربية والتمييز العنصري من تشكيل حكومة يمينية تتنكر للوجود العربي في بلادهم.

أنتم أيها العرب في الداخل أمام استحقاق تاريخي فلا تستهينوا بما يمكن أن يكون لصوتكم من تأثير على مستقبلكم ومستقبل أبنائكم ووجودكم في الدولة التي تعيشون فيها.

وأنتم أيها الفلسطينيون قادرون بأصواتكم على رسم خريطة جديدة في الكنيست وفرض أنفسكم على كل الأحزاب الصهيونية سواء في المركز أو اليمين أو اليمين المتطرف أو اليسار، وذلك بخروجكم إلى صناديق الاقتراع والتصويت للقائمة المشتركة بلا تردد أو كسل أو لامبالاة.

زمن الغفلة الفلسطيني ولىّ إلى غير رجعة وحقنا الوطني والقومي والاجتماعي في وطننا حق طبيعي وتاريخي وقانوني يجب أن نكرسه أيضا بأصواتنا ونوابنا في الكنيست الإسرائيلي.

اخرجوا إلى صناديق الاقتراع لا عذر لكم غدا أمام أنفسكم وأجيالكم، انفضوا غبار الكسل واللامبالاة والاختلافات الهامشية، وتذكروا أن هويتكم وانتماءكم ووجودكم في بلدكم مهدد بشكل جدي وأنتم شعب فلسطين الأصلي وانظروا كيف يسعى قيادة الكيان الإسرائيلي إلى تفتيت وتجزئة شعبكم إلى مكونات طائفية ودينية، مسلم مسيحي ودرزي وبدوي وأنتم أبعد ما تكونون تاريخيا ووطنيا عن الطائفية والمذهبية والعرقية والدينية ولستم غير شعب فلسطين أولاد البلاد وأصحاب الأرض. برهنوا على وحدتكم بخروجكم شبانا وشيوخا ونساء ورجالا إلى صناديق الاقتراع وصوتوا لممثليكم الذين ارتضيتموهم في الانتخابات السابقة وزيدوا من نسبة مشاركتكم ليكون لكم 13+4= 17 نائبا وتقولوا لبيبي باي باي.