بغض النظر عن النتائج التي ستظهر غداً لانتخابات الكنيست، إلا أن هناك بعض المعالم والاستنتاجات المُسبقة والواضحة والتي من الممكن البناء عليها.
أهم هذهِ المعالم، أن القائمة المُشتركة هي الكتلة الوحيدة تماماً التي تتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي وعن خطر الفاشية والعنصرية، وهذهِ هي المرة الأولى التي يُغيب فيها موضوع الاحتلال والموضوع الفلسطيني عامة عن برامج كل الأحزاب الإسرائيلية بما فيها حزب ميرتس.
وثانياً هناك ارتفاع واضح للعنصرية والفاشية من حيث أن قوائم كل الأحزاب الصهيونية بما فيها ميرتس وحزب العمل خالية تماماً من أي مرشح عربي، وهذهِ أيضاً ظاهرة جديدة.
الظاهرة الأخرى هي الدعوات الفاشية والعنصرية مثل الترانسفير ومعاداة العرب تظهر بشكل علني وواضح عند أحزاب اليمين وإن كانت بالماضي أقل وضوحاً أو أكثر استحياءً.
أما الظاهرة الجديدة الأخرى وهي أنه ولأول مرة وبناءً على ما تقدم، هناك مجموعات من الأوساط اليهودية التي تُعلن دعمها ورغبتها في التصويت للقائمة المشتركة، وحسب استطلاع صحيفة هآرتس فإن هناك ما يقارب 70 ألف يهودي سيصوتون للقائمة المشتركة تصويتاً ضد الاحتلال والعنصرية.
وبناءً على ما تقدم فإن القائمة المشتركة هذهِ المرة، تُشكل حالة استثنائية مُهمة وخاصة لازدياد التهميش والتمييز ضد أهلنا بالداخل، ووضوح الأحداث المُعادية لهم وشعورهم المُتزايد بضرورة الوحدة لإثبات الوجود ومواجهة كل مخططات اليمين الصهيوني من ترحيل وبث الجريمة ونشر الجهل والفرقة.
إضافة إلى ذلك، فإن المجتمع الفلسطيني بالداخل وبعد كل ما تقدم، بحاجة لقيادة مُجتمعية وسياسية موحدة، وقد جاءت هذهِ التجربة الوحدوية استجابة لرغباته، وبروز القائد أيمن عودة ساهم في ملء الفراغ القيادي منذ سنوات طويلة، وبلا شك فإن الشخصية الشعبية والكاريزما الثاقبة والوعي الفكري والسياسي لأيمن عودة خاصة وباقي زملائه سيشكل بداية لمرحلة جديدة في دور الجماهير العربية بالداخل، ليشكلوا عنواناً ليس فقط لهذهِ الجماهير بل ولكل الأصوات اليهودية المُعادية للاحتلال والعنصرية والفاشية، وما يؤسف هنا حقاً هو تلاقي أقصى اليمين وأقصى اليسار في مُعاداة هذا النهوض الوحدوي التقدمي.
وما نتمناه هنا، أن تتكلل هذهِ التجربة بالنجاح وأن تنتقل عدوى الوحدة والوعي إلى الضفة والقطاع في الوقت القريب.