الحدث الثقافي
صدر مؤخراً عن دار الناشر ديوان "زراوند" للكاتب زكريا محمد، والذي جاء في 260 صفحة.
في إحدى قصائد الديوان يقول محمد:
"فجأة رد لي الموت ما أخذه مني، وقفت عربته أمام بيتي، وأنزلت كل شيء: أحبتي الذين اختطفهم مني، أصدقاء طفولتي، والأمل بتنورته القصيرة.
لم يعد لدي ما أبكيه، أستطيع الآن أن أضع نعلي تحت رأسی کی آخذ غفوة طويلة.
غير أن فاختة ناحت على الدالية.
لم النواح يا فاختة؟ ألا ترين أن أخي القتيل هابيل قد عاد؟ ألا تبصرین کیف عاد الأمل يلثغ مثل طفلة في الثالثة من عمرها؟
ردت الفاختة بصوت لا رحمة فيه: ((ما فقد لن يعود، لن يعود أبدا)).
أيتها الكذابة، سوف أكسر غصنك، سوف أكسر المنبر الذي تعظين فوقه، الكون دائرة، وكل شيء يسافر من نقطة على محيط الدائرة ثم يعود إليها.
والموت ذاته حصان يجري على هذا المحيط، يحمل حمله ثم يفسخه، يأخذ القتيل ثم يرده.
ردت الفاختة ثانية: ((لا، لا، الموت حراث، يصيح ببغلته: دي... دي، ويشق ثلمه الطويل، ثلمة لا يتوقف أبدا، وبغلته لا ترتد)).
سحبت الفاختة نعلي من تحت رأسي.
خربت الحفل الكبير الذي كنت أنوي أن أبدأه".
ويشار إلى أن، زكريا محمد من مواليد 1950، وهو شاعر وكاتب يعيش في رام الله، عمل محررًا وكاتبًا صحفيًّا لسنوات طويلة، صدرت له كتب عديدة في الشعر، الرواية، الميثولوجيا، وأدب الأطفال. وهو عضو مؤسس وعضو مجلس الأمناء لمركز مسارات.
صدر له: ديانة مكّة في الجاهليّة: كتابُ الميسر والقداح؛ ديانة مكّة في الجاهليّة: الحمس والطلس والحلّة؛ مضرّط الحجارة: كتابُ اللقب والأسطورة؛ ذاتُ النحيين: الأمثال الجاهليّة بين الطقس والأسطورة؛ نقوشٌ عربيّة قبل الإسلام؛ اللغز والمفتاح: رُقم دير علا ونقوس سيناء المبكّرة