الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

استحداث العلل.. تلميعها وإنتاج سبل التعامل معها| بقلم: محمد عيد

2020-03-14 08:11:53 AM
استحداث العلل.. تلميعها وإنتاج سبل التعامل معها| بقلم: محمد عيد
محمد عيد

 

لطالما لجأت الأنظمة الكولونيالية إلى أدوات وأساليب سادية موحشة للقضاء على خصومهم من أصحاب الحقوق الأصيلة وذلك للفتك بهم وإجهاض فرص نهضتهم.

الأعراق البشرية التي سكنت أمريكا من الهنود الحمر وسلالاتهم المنحدرة من تلك القبائل قبل العصر الكولومبي تمت إبادتهم عن بكرة أبيهم حينما ظن كرستوفر كولومبس أنه بالهند.

كان لدى الهنود الحمر حينها تجمعات سكنية ونشاط زراعي مكثف ومخطوطات دونت تاريخ وجودهم الحضاري.

المحتل الغربي الأبيض لم يكتف بقتلهم المباشر؛ بل انتهك كل القيم الإنسانية بالفتك بهم، حيث قام بإعدامهم بالأوبئة والأمراض المعدية "الفيروسات" والتهجير القسري، حتى إن مدوناتهم ومخطوطاتهم وإرثهم الحضاري تم إتلافه بالحرق والإخفاء والسطو المنظم على قاعدة ازدراء الآخر وتبويبه ضمن قائمة "العرق الذي لا يستحق الحياة".

النظام العالمي الجديد الإمبريالي الرأسمالي الاستحواذي، وبعد سقوط المعسكر الاشتراكي اعتبر نفسه صاحب الوصاية الكوني، واعتبر ليبراليته وديمقراطيته ورأسماليته أفضل ما أنتجه العقل البشري، جشع ذلك النظام جعله ينساق خلف الحفاظ على ذاته من خلال احتلال موارد المعمورة بمختلف وسائل الاستحواذ وتصديره لثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان والاستدامة وسباق المعرفة وتحولاتها المتتالية في سبيل تسخير وتجنيد القاعدة الأوسع من الأنظمة لخدمته من جهة ولتحييد المتبقي باعتبارهم أعداء التقدم، مما يمهد للفتك المباشر بهم بإسقاط أنظمتهم ومحاصرة شعوبهم وإرهاب العالم بتجربتهم...

التغيير المناخي والتصحر ونضوب الموارد والتلوث البيولوجي والكيميائي والفيزيائي والأخلاقي والمجاعة والفقر والأوبئة والتضخم والبطالة وانحدار منظومة القيم الإنسانية  كلها مجتمعة ومنفردة تعزى للنظام الرأسمالي الجشع، أدرك العالم الرياضي الاقتصادي "مالثوس"، بأن استمرار النمو السكاني يؤدي بالضرورة إلى نقص بالمواد الغذائية بسبب محدودية الموارد "الندرة" كون عدد السكان يزيد بمتوالية هندسية في حين يتزايد الإنتاج سيما الزراعي الغذائي بمتوالية عددية.

 "الكورونا" قطعا فيروس مفتعل من وجهة نظري المستندة إلى الشرح المختصر أعلاه، وما علينا الآن سوى ترشيد أدوات التعامل معه لحين الخروج من الأزمة ثم المباشرة الفورية لإعادة صياغة سبل استغلال الموارد الشحيحة المتبقية وتركيزها نحو الإنتاج الزراعي أولا ومواجهة واقعنا الحقيقي بأننا لسنا دولة وإنما شعب يرزح تحت الاحتلال مما يعني تطوير جهاز التعليم والصحة فقط وإحالة إدارة كافة الملفات الأخرى إلى الاحتلال!