الحدث-رفح-محمد مصطفى
استطاع معظم المواطنين من سكان قطاع غزة، توفير وسائل إنارة آمنة، بعد أن باتوا مقتنعين أن أزمة الكهرباء المستمرة منذ العام 2006، غير مرشحة للحل، على الأقل خلال العامين المقبلين.
ودفعت حوادث المولدات وشمع الإنارة، التي أودت بحياة عدد كبير من المواطنين بينهم أطفال، أولياء الأمور للبحث عن وسائل أكثر أمناً، توفر إنارة جيدة في المنزل أوقات الليل، وفي نفس الوقت لا تسبب خطراً على أفراد العائلة.
وسائل مكلفة
المواطن يوسف الزاملي، من سكان شرق مدينة رفح، أكد أنه اضطر للتوقف عن استخدام مولد الكهرباء، الذي كان اشتراه قبل عدة سنوات، بعد الحوادث الخطيرة التي وقعت في قطاع غزة خلال السنوات الماضية، بسبب استخدام المولدات، ونظراً لارتفاع أسعار الوقود، وكلفة التشغيل العالية، موضحاً أنه بدأ بالبحث عن طريقة آمنة، توفر طاقة يمكن استخدامها في أكثر من مجال.
ولفت الزاملي إلى أنه لم يجد أفضل من شراء بطارية وجهاز محول للطاقة "يو بي أس"، فالبطارية في حال كانت ذات قدرة جيدة، ممكن أن توفر طاقة تكفي لإنارة المنزل، ومشغل الانترنت لفترة تتراوح ما بين 7-10 ساعات.
ونوه إلى أن مشروعه المذكور والذي كلفه زهاء 2000 شيكل، خفف من معاناة الأسرة كثيراً، وجعلهم لا يشعرون بانقطاع الكهرباء، خاصة خلال ساعات الليل، بينما بات هو مطمئناً، ولا يخشى أن يصاب أفراد أسرته بأذى، جراء استخدام وسائل غير آمنة.
أما المواطن فاد جمعة، ونفذ نفس الفكرة في منزله، فأكد أنه ورغم المزايا الكبيرة والعديدة للجهاز المذكور، إلا أن البطارية تحتاج لتغيير بصورة دورية، على الأقل كل عام مرة.
ولفت إلى أنه وبعد أن غير عدة بطاريات، وشعر بأن الاستمرار في استخدام جهاز "يو بس أس"، سيكلفه الكثير من المال، فكر وبحث عن طريقة أقل تكلفة، إلى أن اهتدى لاستخدام مصابيح صغيرة ذات قدرة تشغيلية منخفضة "لدات"، وهي تعمل على بطاريات صغيرة، لا يزيد ثمن الواحدة منها على 120 شيكل.
وأكد أن التجربة الجديدة نجحت، واستطاع توفير إنارة جيدة لعائلته، بكلفة أقل بكثير من الجهاز المذكور.
حلول مبتكرة
أما المواطن محمد عبيد، من مخيم رفح، فأكد أنه بات مقتنع ومتيقن بأن أزمة الكهرباء في غزة شبه أبدية، لذلك يجب التفكير في حلول بعيدة المدى، من أجل توفير طاقة رخيصة وآمنة، تفي بمعظم احتياجات المنزل.
وأشار إلى أنه يجهز سطح منزله لتركيب ألواح ضوئية قادرة على توليد الكهرباء، مستغلا فترات سطوع الشمس الطويلة، حتى خلال الفصل الماطر.
وأوضح عبيد أن المشروع المذكور، ورغم تكلفته العالية في البداية، يمنحه طاقة مجانية وآمنة، يمكن استخدامها خلال الليل والنهار، ويجعله لا يقع تحت رحمة شركة الكهرباء، التي خنقت الغزيين بمشاكلها، وسوء إدارتها للازمة، على حد تعبيره.
ويعيش قطاع غزة أزمة كهرباء خانقة، حيث لا تغطي مصادر الطاقة الثلاثة "الخطوط الإسرائيلية، والخطوط المصرية، ومحطة التوليد" سوى 60% من حاجة القطاع المحاصر من الكهرباء في أحسن الظروف.